أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - الجديد في إستراتيجية بوش الجديدة في العراق















المزيد.....

الجديد في إستراتيجية بوش الجديدة في العراق


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلن جورج بوش الابن إستراتيجيته الجديدة، التي بدلاً من أن تكون إستراتيجية الخروج من العراق كما كانت المطالبة من قبل الرأي العام، كانت إستراتيجية إيغال في الحرب، عبر زيادة عدد القوات ووضع خطة مواجهة مع "الميليشيات"!، وتعزيز دور "الخبراء العسكريين" المشرفين على وحدات الجيش العراقي. وبالتالي التأكيد على ضرورة الانتصار في هذه الحرب.
وتصميمه على كسب الحرب نابع من أن المنطقة ذات أهمية كبرى للأمن الأميركي. وأن على كسب الحرب يتوقف مسار القرن الجديد.
هذا التصوّر هو الذي كان في أساس بدء "الحرب على الإرهاب"، أو الحرب من أجل الاحتلال، منذ سنة 2001، ويمكن القول منذ سنة 1990، أي بعد بدء تتفكك المنظومة الاشتراكية وتداعي الاتحاد السوفييتي. إنها إستراتيجية بوش الأب وبيل كلينتون قبل أن تكون إستراتيجية بوش الابن. بمعنى أنها إستراتيجية الشركات الاحتكارية متعدية القومية التي رسمتها لوضع العالم التالي لانهيار المنظومة الاشتراكية. والنابعة من مصالحها التي كانت تفرض احتكار النفط والأسواق في إطار تنافسها مع الشركات الاحتكارية الأخرى (الأوروبية واليابانية).
وبناءً عليه فإن إستراتيجية الانسحاب مرفوضة. وليس أمام الدولة الأميركية إلا خيار وحيد هو كسب الحرب. لأن ذلك يسمح بالسيطرة على "الشرق الأوسط الكبير". أي السيطرة على النفط وعلى سوق هائل، مما يحرم الشركات الاحتكارية الأخرى من المنافسة، ويخضعها لمنطق الشركات الاحتكارية الأميركية عبر حاجتها للنفط وللسوق أيضاً.
إذن، الزج بالمزيد من القوات يعني الاستمرار في الإستراتيجية ذاتها. وبالتالي ليس من جديد هنا. لقد دعّم بوش إستراتيجيته بدل أن يتراجع عنها كما كان يدعو الرأي العام.
لكن الجديد في هذه الإستراتيجية هو طريقة التعامل مع إيران. أو على الأصح، التكتيك الذي طرحه لإعادة صياغة التحالفات في العراق والمنطقة. حيث أكد على ضرورة الوقوف في وجه إيران (وسوريا). وبدا أنه يسعى لتشكيل "محور المعتدلين" ضد إيران.
ولاشك في أن السعودية سعت منذ مدة إلى التخويف من الدور الإيراني في العراق. وبدأت موجة من "تحويل الانتباه" نحو الخطر الإيراني. والى دورها المتزايد في العراق، دون الإشارة هل هو ضد الوجود الأميركي، أو معه. ترافق ذلك مع تكفير الشيعة صدر من أحد المراجع العليا في المؤسسة الدينية السعودية. وأيضاً الندب على وضع السنة في العراق. يترافق كل ذلك مع الضغوط الأميركية على إيران، والسعي لمنعها من امتلاك التكنولوجيا النووية. والتهديد الصهيوني بشن هجوم عليها.
أعتقد بأن السلطة في إيران قد تعاونت مع الدولة الأميركية حين احتلالها كل من أفغانستان والعراق. ولقد أتى الاحتلال الأميركي بـ "جماعتها" إلى السلطة في العراق (المجلس الأعلى وحزب الدعوة). وسهّل لها نشاطها الساعي إلى السيطرة. وهي تسعى للوصول إلى تفاهم مع الدولة الأميركية يحفظ لها مصالحها، ويعطيها دوراً إقليمياً تحلم به. وصراعها مع الدولة الأميركية هو صراع مواقع وليس صراع مواقف. كل ذلك واضح. وكذلك دورها الطائفي في العراق واضح. وبالتالي يجب أن يكون موضع خشية وحذر وتخوّف.
لكن الذي يحتل العراق هو القوات الأميركية. والذي يدعم التقاتل الطائفي هي الدولة الأميركية. والذي يدمر البنى التحتية هي القوات الأميركية. ولقد أتت كل هذه الفوضى إلى العراق مع الاحتلال. وكذلك السلطة الفاسدة التي تشتغل في النهب ومراكمة الثروة أتت مع الاحتلال. وإذا كان للسلطة الإيرانية دور فهو يأتي في سياق الوضع الذي وفره الاحتلال الأميركي. ولاشك في أنها تلعب دوراً تخريبياً ضاراً بالعراق، يخدم مصالحها في السيطرة. وهي تسعى إلى أن يبقى العراق ضعيفاً لأنه المدخل الوحيد للعبها دوراً إقليمياً. إنها ولاشك تسعى لاستعادة دور الشاه، أو استعادة دور إيران زمن الشاه. ولكن هذه المرة في ظل سيطرة "أيديولوجيا شيعية" متطرفة، تؤسس لصراعات طائفية مرعبة.
لقد أخافت الدولة الأميركية دول الخليج، وكذلك بعض أطراف السنة في العراق، من الدور الإيراني. وربما كانت قد سهّلت دور إيران في العراق لهذا الغرض. وها هي تطرحه كخطر أساسي. وكخطر يستوجب التحالف من أجل مواجهته. وقد ألمح بوش إلى خطر الهزيمة في العراق على "الحكومات المعتدلة". وأن هذه الهزيمة في حال وقعت ستهدد بقاء تلك الدول. وما دام لإيران دور في "دعم الإرهابيين" فيجب أن تتكاتف تلك الدول مع الدولة الأميركية لمواجهة هذا الخطر. وعليها أن تقدم الدعم المالي لحكومة العراق، أي أن تبدأ في دعم "المجهود الحربي" الأميركي، مادام كل دولار يذهب إلى العراق يصبّ في جيب أحدى الشركات الاحتكارية الأميركية. ودعت إلى تحالف "المعتدلين" ضد الخطر الإيراني.
المشكلة ليس في موقف تلك الدول، التي هي ملحقة بالدولة الأميركية، وتعج أراضيها بالقوات الأميركية. فمنها جرى احتلال العراق. وهي الآن تغذي التناحرات الطائفية. المشكلة في الأحزاب السياسية التي تعتبر أنها تواجه المشروع الإمبريالي، وتدعم المقاومة في العراق. حيث بدأ بعضها ينجرف في مسار تحويل الصراع إلى صراع ضد إيران. والأخطر ضد الشيعة، وفي العراق خصوصاً. مما يساعد في تصعيد الحرب الطائفية، ويعزز من انقسامات المجتمع، وبالتالي من عجزه عن مقاومة الاحتلال.
إيران ليست الخطر الرئيسي. وإنْ كنت ضد سياساتها، وأرى أنها تسعى للتفاهم مع الولايات المتحدة وليس مواجهتها. وأنا مع الشعب الإيراني في اختياره لنظام بديل. الخطر الرئيسي، والعدو الرئيسي، هو الاحتلال الأميركي، والدور الأميركي الامبريالي في العالم. وكل التناقضات الأخرى يجب أن تحلّ ضمن هذا المنظور. وهنا في الصراع ضد "رجالات" إيران الذين هم في السلطة الأميركية.
وإيران مستهدفة بحرب تشنها الدولة الأميركية بمشاركة الدولة الصهيونية. ليس نتيجة الملف النووي فقط، بل لأن المطلوب هو تدمير بنى المجتمعات، ودفع البشر إلى الانكفاء إلى العصبيات القديمة عبر تدمير وسائل عيشهم و"مدنيتهم" التي تحققت بمجهودهم. كما يجري في العراق ويجري العمل على تعميمه على كل المنطقة. وبالتالي فإن توجيه الصراع نحوها هو تغطية على تلك الحرب وخدمة لها. أو على الأقل خدمة للضغوط الأميركية على إيران.
لقد هللت الأحزاب "السنية" (الحزب الإسلامي وجبهة التوافق) للإستراتيجية الجديدة، وركضت تتفاهم مع الاحتلال من أجل الحصول على حصة أكبر في السلطة التي يقيمها. كما أعلنت بعض القوى الإسلامية التي تعتبر أنها من المقاومة أنها ستغير إستراتيجيتها بعدما اكتشفت أن الخطر الإيراني هو الخطر المحدق، حتى بما يجعلها تعقد هدنة مع الاحتلال.
وبدا أن محوراً "سنياً" يتشكل برعاية أميركية، لمواجهة الخطر "الشيعي". حيث بات الشيعة إيرانيون وفق هذا المنطق الامبريالي. ولقد إستخدم إعدام صدام حسين لتعزيز هذا المنطق. فراج تعبير الصفويون والفرس.
كما عادت كونداليزا رايس إلى المنطقة لتشكيل هذا التحالف ضد الخطر الإيراني/الشيعي. ليضم كل من السعودية ودول الخليج ومصر والأردن، و القوى السنية في العراق وغيرها. ومن الطبيعي هنا أن تشارك الدولة الصهيونية كذلك، فهي جزء من "المعتدلين" وتهدد بمهاجمة إيران.
وإذا كانت هذه الإستراتيجية تسعى لتقليص الرفض للوجود الاحتلالي الأميركي، عبر إعتبار أن القوات الأميركية هي جزء من القوى التي تواجه الخطر الأكبر، فإنها –في حال نجحت في استقطاب قطاعات شعبية – تؤسس لحرب داخلية مدمرة تقوم على أساس طائفي. وليس من الممكن أن ينتصر أحد فيها. فقط سوف تقود إلى تدمير المجتمع وتكريس الاحتلال. وهو الهدف الأميركي بامتياز. حيث أن كل الحروب الدينية والطائفية لا أفق لها سوى أنها تقود إلى القتل والتدمير. والحروب الدينية الأوروبية في العصور الوسطى واضحة في هذا المجال.
إذن، يجب عدم الزيغان عن العدو الرئيسي الذي هو الاحتلال، وأدواته التي نصّبها أو يمكن أن ينصبها في السلطة. ولا يجب تحميل الشعب من أي طائفة كان جريرة قوى تتعاون مع الاحتلال. على العكس، يجب تنظيم مقاومة الشعب للاحتلال.
ولكي لا يُنقذ الاحتلال الأميركي عبر تحوير الصراع، يجب تشديد المقاومة في كل العراق. ورفض كل القوى الطائفية، شيعية أو سنية. تدعي المقاومة أو تمالئ الاحتلال. لأن التناحر الطائفي أساس استمرار الاحتلال، وأساس انتصاره. وبالتالي لكي يتعمق المأزق الأميركي في العراق، يجب تصعيد المقاومة ضد قوات الاحتلال.
ويجب أن تعمل المقاومة على تشكيل لجان لحماية المناطق وأمنها، وضمان منع الصراع على أسس طائفية. وتنظيم أمورها الحياتية. لأن ذلك هو الذي يوقف الفوضى ويمنع القتل والتفجير واستباحة الحرمات. ويطوّر من الدور الشعبي في مقاومة الاحتلال.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واليسار الفلسطيني
- أميركا في العراق والمقاومة
- سوريا في الوضع الإقليمي
- خطر الحرب الأهلية في فلسطين
- رد على ملاحظات عصام شكري حول -نداء الى القوى والأحزاب المارك ...
- رد على ملاحظات عصام شكري حول -نداء الى القوى والأحزاب المارك ...
- رد على ملاحظات عصام شكري حول -نداء الى القوى والأحزاب المارك ...
- خطة أولمرت الجديدة
- مكانة اللينينية في الماركسية
- لماذا -ماركسية-؟ : بصدد تسمية الاتجاه الفكري الذي بدأ مع مار ...
- النضال الفلسطيني واشكالية القطري والقومي
- المقاومة الفلسطينية: محاولة تقييم انتقادي
- أزمة العقل الأحادي في تناول العلاقة بين الوطنية والديمقراطية
- الحزب الشيوعي العراقي ومسألة الأولويات
- من اجل تحالف القوى الماركسية في الوطن العربي
- حزب الشعب الفلسطيني وتعزيز الهوية اليسارية
- المساءلة حول المقاومة:بصدد حجج الليبراليين العرب الساذجة
- ترقيع السلطة الفلسطينية
- وحدة اليسار: حول اعادة صياغة اليسار الماركسي
- من أجل المواجهة مع المشروع الامبريالي الصهيوني


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - الجديد في إستراتيجية بوش الجديدة في العراق