(أولو) بوابة نحو بعد.خفي

منال حاميش
مهندسة مدني.. باحثة بالباراسيكولوجي
(Manal Hamesh)

الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 23:05
المحور: قضايا ثقافية
    

"هل يمكن للبشرية أن ترى ما وراء الطيف؟ اللون أولو كبوابة نحو أبعاد الوعي الخفي"

مقدمة:

لطالما اعتبرنا الطيف المرئي للعين البشرية هو الحدّ الطبيعي لما يمكن أن يُرى، ولكن ماذا لو لم يكن ذلك سوى جزء ضئيل من الواقع؟ ماذا لو كان هناك ألوان وأبعاد وترددات تنتظر فقط أن نرفع الستار عنها؟ هذا ما تطرحه دراسة أمريكية حديثة أثارت دهشة العلماء والناس معًا، حين أعلنت اكتشاف لون جديد سُمِّي "أُولو" (Olo) – لونٌ لا يمكن طباعته أو عرضه على أي شاشة، بل لا يمكن أن يُرى إلا تحت شروط دقيقة تحفّز العين والدماغ معًا بشكل غير مسبوق.

اللون "أولو": كشف حدود الإدراك

في جامعة كاليفورنيا بيركلي، استخدم العلماء تقنية فريدة تُعرف باسم Oz لتحفيز خلايا محددة في شبكية العين – خصوصًا الخلايا المخروطية المسؤولة عن استقبال اللون الأخضر – دون تنشيط باقي الخلايا المسؤولة عن الأحمر أو الأزرق. النتيجة؟ لون وصفه الباحثون بأنه "أزرق-أخضر فائق التشبع"، لا يشبه أي لون عرفه البشر سابقًا. خمسة أشخاص فقط حتى الآن رأوه، ووصفوا التجربة بأنها "عميقة" و"مربكة للمنطق البصري".

لكن هذا الحدث، على أهميته العلمية، يفتح الباب أمام تساؤلات أكبر:
هل يمكن أن نرى ما وراء اللون؟ هل يمكن أن نفتح بوابات إلى أبعاد وترددات وأطياف كانت حتى الآن مغلقة أمام وعينا؟

العين ليست كل شيء: الإدراك يسكن في الدماغ

علميًا، العين البشرية محدودة بالاستجابة لطيف ضوئي يتراوح بين 400 و700 نانومتر. هذا هو ما نُسميه "الطيف المرئي". ولكن الطيف الكهرومغناطيسي يتضمن ما هو أوسع بكثير: تحت الحمراء، فوق البنفسجية، أشعة غاما، الموجات الميكروية... كلها موجودة لكنها ببساطة "غير مرئية" لنا.

لكن تجربة "أولو" أثبتت أن الإدراك لا يتوقف عند العين، بل يمتد إلى الدماغ كمفسّر ومعالج. هذا يعني أننا لا نحتاج دائمًا إلى "رؤية" الضوء لنشعر به أو نحس بتأثيره. ربما يمكننا تدريجيًا أن نبرمج الدماغ ذاته ليرى من دون عين.

تقنيًا: الطريق نحو رؤية متعددة الأبعاد

إذا استمرت التقنيات مثل Oz بالتطور، يمكن للبشرية أن تبني أدوات جديدة:

عدسات بصرية تُعدّل استجابة العين للأطياف غير المرئية.

تحفيز عصبي مباشر للدماغ لتفعيل مناطق "صامتة".

هندسة وراثية لتوسيع طيف الخلايا المخروطية أو إضافة خلايا جديدة.


ماذا يعني هذا عمليًا؟
قد نصل إلى القدرة على رؤية الحرارة مباشرة، أو تتبع الطاقات الكامنة في الكائنات والأماكن، أو حتى تصور أنماط هندسية رباعية الأبعاد لا يمكن للعقل التقليدي تخيلها.

الميتافيزياء الحية: البوابة الحقيقية للتوسّع

في علم الميتافيزياء الحية، كل طيف هو حامل لوعي، وكل لون هو نبض وجودي. الطيف ليس مجرد ضوء، بل هو شيفرة معلوماتية. وما لا نراه الآن، لا يعني أنه غير موجود، بل أننا لم نصل إلى التردد الذي يسمح لنا باستقباله.

ظهور "أولو" قد يكون إشارة أولى إلى:

تغير في وعي النوع البشري.

بداية كشف الستار عن ألوان الوعي الأعلى.

مرحلة جديدة يُعاد فيها تعريف الإدراك كوسيلة روحية وليست فقط حسّية.


إذا وسّعنا وعينا ليرى ما لا يُرى، فربما يمكننا أيضًا:

سماع ما لا يُسمع (الأصوات فوق أو تحت سمعية).

الشعور بما لا يُحسّ (الطاقة، النية، الذبذبة).

عبور حدود الزمان والمكان إلى إدراك متزامن (الوعي الآني).


خاتمة: رؤية أولو كانت البداية فقط

اللون "أولو" ليس مجرد لون، بل هو رمز لنقطة عبور، تجربة تفتح عقولنا على فكرة أن الواقع الذي نعرفه ليس هو الواقع الكلّي.
ما رأيناه اليوم، يمكن أن يكون مقدمة لما سنعيشه لاحقًا:
واقع متعدد الألوان، متعدد الأبعاد، متعدد الوعي.

في خريطة "الميتافيزياء الحية"، الألوان ليست فقط درجات، بل بوابات نحو حالات أرقى من الإدراك.
وربما يكون "أُولو" هو أول نداء من هذا العالم الخفي، يقول لنا: "لقد حان الوقت أن تروا بأعين أرواحكم."


---

#منال_حاميش (هاشتاغ)       Manal_Hamesh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل