أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - اعتذاريون..واعتذاريات














المزيد.....

اعتذاريون..واعتذاريات


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كنت ولازلت من عشاق الأعتذاريات في الأدب العربي ‏القديم لما فيها من فرادة الفكرة ونبل المطلب ورقة العبارة
ولكني اليوم أرى واسمع اعتذاريات طارئة تعبر عن أدب ‏سياسي جديد غاية في النفاق والانتهازية ومفعمة ‏بمغالطات فاقعة تصل إلى درجة المفارقات الكوميدية ‏والمقارنات التراجيدية في أن..!!‏

اعتذاريات سياسية سمجة مثلا من ثعلب سياسي ‏مخضرم إلى ذ ئب عنصري ..لا أوقح ولا أجرم.. تفوح منها ‏المصلحة والحاجة..!!‏

واعتذاريات سياسية أخرى من شاعر متقاعد إلى امير ‏راحل..ومن ربع كاتب إلى طائفة..ومن أكاديمى معروف ‏إلى دولة.. وكلها فيها مافيها من التملق والرياء ولو على ‏حساب الحقائق وابجديات التاريخ وسطوع الدم..!!‏

ولست أدري حقا ..‏
هل وصل الأمر بالبعض منا إلى أن يمسك بالتاريخ من أذنه ‏ويسوقه كما البغال إلى حيث يحشش دون مراعاة للحد ‏الأدنى من المنطق العقلي البسيط وأمانة الكلمة..!!‏
‏ ‏
قبل أيام قرأت صرعة لأحدهم وهو فلسطيني ابن ‏فلسطينية ابن مخيم تحت الاحتلال مفادها أنه يطالب ‏أهل السنة بالاعتذار علنا وبالثلث للشيعة ..عن ماذا..؟!!‏
والجواب لم يتأخر.. بل تمطع كخيبة الامل اللي راكبة ‏جمل..‏
عن قتل سيدنا الحسين..!!‏
أي والله.. قتل الحسين
في البداية ابتسمت.. ثم ضحكت..ثم قهقهت.. إلى إن ‏انتابتني هستيريا حادة تحولت إلى تمزيق للقدود ولطم ‏على الخدود..!! ‏

الكاتب الفهامة والنطاسي العلامة..ويا ميت ندامة أتى ‏بهذه الفكرة الفنتازية في وقت لازال يقتل فيه أخوته ‏الفلسطينيين في بغداد وحواليها جهارا نهارا وبكل فخر ‏على أيدي ميليشيا طائفية ..!!‏

وآخر ما وردنا من أخبار الدم الفلسطيني بسيف طائفي ‏قتل أربعة والتنكيل بخامس فقط لأن اسمه عمر فما بالكم ‏لو كان اسمه أبو بكر.. أو معاوية..!!‏

لقد قتلت الطائفية البغيضة من العراقيين 34 ألفا في العام ‏الأخير وقتلت منا 600 وبدم بارد بحجة أو بغير حجة ‏والباقيين من الأحياء يعيشون كرهائن في الانتظار على ‏القائمة..!!‏
‏ وكم أذهلتني ردود بعض الطائفيين أحيانا على مقالاتي ‏لما فيها من حقد وغل على الفلسطيني خاصة تتوارى ‏أمامه خجلا شراهة الدم الإسرائيلية إلى درجة فكرت انه ‏ربما اكتشف أئمتهم بعد بحث وتحقيق علاقة بين قتل ‏سيدنا الحسين وسيارة فلسطينيية مفخخة..!!‏

بالله أعيروني عقولكم أيها القراء وقولوا لي..‏
ماهذا الهذر..وما هذه المغالطات..؟!!‏
لقد أحببنا كسنيين ولازلنا عليا والحسين حبنا لجده ‏رسول الله وتمثلناهما في كل موقف وبغضنا خلافة ‏حاصرت الحسين وسفكت دمه وأهل بيته في كربلاء ليس ‏من أجل سواد عيون السستاني أو صلعة المالكي ولكن ‏من أجل ايماننا بالحسين قدوة ورمز حق وطهر..!!‏
‏ لقد قتل الحسين ياسيدي الكاتب المدهش في وقت لم ‏يثبت أنه كان طائفيا أو دعا لطائفة ولم تكن أفاعي ‏الطائفية قد خرجت من جحورها بعد..!!‏
وكان عليك أن تنفق من وقتك الثمين خمس دقائق بين ‏المراجع والكتب لتعرف ذلك..بدل أن تتحفنا كعادتك بفكرة ‏ساذجة بريئة في مظهرها خبيثة في مخبرها وكأنك تريد ‏أن تسجل لنفسك موقفا انتهازيا متسلقا في التسامح ‏والحوار ولو على حساب تاريخ عضال وأمة مضطهدة ‏ممزقة..!!‏
يا سيدي..‏
‏ لا حاجة لاعتذار السنة عن جريمة لم يقترفوها.. ولا ‏حاجة لقبول الشيعة اعتذارا مزايدا وملفقا ..فهم أكبر ‏وأجل من ذلك وهم دائما أهل وأخوة وشركاء..!!‏

لقد شخص الفلسطينييون بالذات إلى لبنان في الصيف ‏الماضي وهتفوا وغنوا ولازالوا للسيد نصر الله واعتبروه ‏إماما لهم وسموا مواليدهم باسمه دون أن يفكروا لحظة ‏بأنه شيعي كان أو سني..!!‏
نعم ..وللاسف لم نسمع هذه النغمة البغيضة المنفرة إلا ‏على خلفية وقع سنابك الخيول الامريكية من بعض الذين ‏بغضهم العراق فعاقبوه بالقتل الجماعي على الهوية ‏والمداهمات الليلية للناس الآمنين والتنكيل بهم..!!‏

وإذا كانت مآسي التاريخ يا سيدي ومذابحه تحل بهكذا ‏اعتذاريات.. فلتبدأ اذا من نسل قابيل وتقنعهم بالاعتذار ‏لنسل هابيل إلى أن تصل إلى وجوب اعتذار أحفاد أبي ‏جهل وأبي لهب وابن المغيرة عما فعله أجدادهم من ‏تنكيل بالمسلمين الأوائل وتنتهي سيادتك بإقناع العالم ‏الغربي وإسرائيل بالاعتذار لنا نحن الفلسطينيين عما ‏فعلوه بنا طوال قرن ويعودوا لنا وطننا السليب وبعد ذلك ‏ندرس بعناية فكرتك المدهشة..!!‏







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيب ياعمة..
- قلبي على وطني..!!
- اعدام طائفيكي..!!
- صح النوم يا...
- ليش هيك..؟!!
- مفيش فايدة..!!
- الله لا يعطيكو عافية..!!
- امسك حرامي..!!
- رحماك..أيها النرجسي الكبير..!!
- ليس وقتا للبكاء..!!
- أيام السيد عربي..!!
- وردة..لبيت حانون
- هكذا هم..وهكذا نحن..!!
- ارهاب×ارهاب
- من المتعوس وتابعه..الى خايب الرجا
- ياخوفي..!!
- حج متأخر.. الى عشتار
- حد الله..ياوطن..!!
- أنا والعندليب
- أنا والعندليب!!


المزيد.....




- أحدث كتلة لهب هائلة أضاءت الليل.. شاهد لحظة انفجار صاروخ -سب ...
- -مأساة أمريكية“.. بروس سبرينغستين غير منسجم مع الوضع السياسي ...
- مصمم الأزياء رامي العلي: هذه القطعة يجب أن تكون في خزانة كل ...
- وزنه يفوق طنين ومداه يصل إلى 2000 كلم: ما هو صاروخ -سجّيل- ا ...
- مسؤول إيراني يرد بقوة على ترامب: لا أحد يستطيع تهديد طهران و ...
- الحكومة الإيرانية تعلق صور القادة العسكريين القتلى إثر الهجم ...
- بلاغ للنائب العام: وفاة سبعة محتجزين بقسم العمرانية في أقل م ...
- وسط صمت حكومي.. إسرائيل تفرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري ...
- رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل ...
- محافظة دمشق ترد على ما يشاع حول الأعمال الإنشائية على سفح جب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - اعتذاريون..واعتذاريات