|
عيب ياعمة..
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 11:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم أرغب مطلقا في تكرار الحديث عن إعدام صدام لأن الموضوع موجع ومخز حتى لأشد غلاة المتشفين والحاقدين حقد الجمال على الرجل حتى بعد قتله ،وصدام أصبح في ذمة الله بخيره وشره ولم يبق للسعداء جدا بقصف رقبته إلا أن "ينفشوا " من فش يفش فهو مفشوش أما بالنسبة لمن نخر الحزن قلوبهم برحيله على هذا النحو الهمجى فعليهم أن يتذكروا دائما أن صدام لم يكن ملاكا ولكل حاكم نهاية..!!وأنا أعرف أن صلب الحزن والوجع عند الكثيرين هو فقط توقيت القتل وعرضه بهذه الصورة المخجلة في رعاية احتلال بغيض..!! ولعل ماجرى من قطع رأس برزان تماما في حفلة شنقه وعواد البندر يؤكد أن لاعلاقة لذلك بتنفيذ حكم القانون بقدر ماله علاقة بالتنفيس عن غل بشري غير مسبوق..ومحاولة ثأرية من نظام واشخاص وللاسف فأن تاريخنا الاسلامي يعج بهكذا أفعال حيوانية منذ اغتيال عثمان ونبش الخليفة العباسي لقبور خلفاء بني أمية دون أدنى مراعاة لحرمة الموت ومن يقرأ سير الحكام جيدا يعرف أني لم اتجن ولم اشتط..!!
نعم لم أرغب بحق ولكني فوجئت بالكاتبة الإسلامية حاليا والماركسية سابقا السيدة "صافي ناز كاظم " وللاسم دلالته تظهر في البرنامج التلفزيوني "الحقيقة " الذي يقدمه الصحفي اللامع " وائل الإبراشي " على قناة دريم الفضائية المصرية ،وتبدو سيستانية أكثر من السيستانيين وصدرية أكثر من الصدريين في حقدها وتشفيها بإعدام صدام إلى درجة ذكرتني بحال " هند بنت عتبة " لما مضغت بحيوانية مقززة كبد قاتل أبيها ..!! إلى هذه الدرجة لم تراع العمة صافي ناز وهي الكاتبة الإسلامية التي لطالما احترمت فيها جرأتها وغيرتها حرمة الأموات وكراهة الشماتة فيهم ولم تراع أبسط القواعد في أدب الحوار مع محاوريها وكانت تبدو أمام المشاهدين وكأنها عالمة من عوالم شارع محمد على تردح في فيلم تافه..!! ولست أدري هل هذه هي حصيلة السنوات السبعين من عمر الكاتبة التي عاشت في كنف أحمد فؤاد نجم ردحا وعشقت صوت الشيخ إمام في حوش عيسى ورضعت الجرأة الوطنية وهتفت في صباها للبلوريتاريا والثورة العالمية..؟!! لم يدهشنى رأي العمة صافيناز المتشفي إطلاقا فأنا أعرف منابعها ودوافعها وقد طالعت مثل هذا الرأي وأكثر ولكن ما أذهلني فعلا هو أن يصدر عن كاتبة تنسب نفسها إلى أعظم دين في تسامحه وعفوه.. ولست أدري مرة أخرى هل أن وراء انفعال السيدة الفاضلة دوافع شخصية للانتقام من تجربتها الثورية التي عاشتها مع أحمد فؤاد نجم كرفيقة وزوجة..؟!! أم هي رغبة في الانتقام العلني والصريح من كل ما هو عربي وقومي لحساب هوى الأصل الإيراني الذي لازال يتغلغل في أنفاسها وانفعالاتها وهي ربما تحمل باعتزاز جواز سفر طهراني منذ زمن خميني طويل..؟!!
كان من الواجب واللائق على العمة صافي أن تلتزم بتعاليم دينها وهي تعرفها جيدا قبل أن تندفع بأهوائها إلى الدعاء على كل من حزنوا على مقتل صدام وكأن الله جل في علاه لا يسمع أحدا سواها..؟!! ويصل بها غلها إلى إصدار فتوى فورية بأن التشفي حلال وموجود في القرآن واستندت إلى الآية الكريمة "ويشفي صدور قوم مؤمنين " وكأنها لاتعلم إن الفرق بين الشفاء والتشفي شاسع جدا وهو كالفرق تماما بين الحق والباطل ..!!
لقد تجاوزت هذه الكاتبة باسم حرية الرأي حدود الجرأة إلى استفزاز علني ومقصود لمشاعر أمة طعنت في كرامتها بيد محتل بغيض ومليشيا حاقدة من أتباع الإرث الفارسي والصفوي..!! هذا الارث الذي تواطأ علنا مع أمريكا على غزو أفغانستان ودعم ثوار الشمال وتواطأ كذلك على حصار العراق وغزوه ويلتقيان معا في معركة تصفية الحساب رغم مابينهما من تناقض ممسرح وخادع..!!
ولن استغرب أبدا أن تطلع هذه الكاتبة التي كنت أحترم تجربتها وجرأتها غدا بطلب الانضمام إلى المارينز الأمريكي أو مجموعات الموت المالكية والصدرية لكي تشفي صدرها أكثر وأكثر من دم المؤمنين بعروبة صدام..!! ولعلي أشفي صدرها أكثر حين أقول أن الفلسطينيين لم يحبوا في صدام يوما قتله للابرياء في أثناء صراعه مع المتأمرين على وحدة العراق وأمنه أو انجرافه وراء غروره الذي أشعلته مصلحة أمريكية في الحرب مع إيران وكذلك أيضا وراء مؤامرة أمريكية محبوكة جيدا في غزو الكويت ضاع فيها ماضاع وهدر فيها ماهدر وإنما أحبوا فيه العراق وهو يقصف إسرائيل بما لم يفعله أي شنب عربي أو إسلامي من قبل وأحبوه عندما أعطى لكل أسرة شهيد فلسطيني 10 الآف دولار من قوت الحصار بينما لم تنل من شيوخ الكاتبة وملهميها 10 آلاف تمرة وأحبوه أكثر وأكثر عندما واجه الموت رابط الجأش يهتف باسم فلسطين والعروبة. ولو راجعت الكاتبة الفاضلة ما قدم العراق و صدام لمصر في لحظاتها الحرجة لربما شعرت بما فيها من طبع القطط..!!
اني أرثي حقا لهذا المستوى من قلب الحقائق"، فلطالما استغلت أفواه وأقلام ذات هوى طائفي وأحقاد تاريخية الدين ودماء الضحايا أبشع استغلال ورقصت فوق قبور الموتى وكأنها نسيت بذاكرتها الضيقة أنه كما تدين تدان وليعلم كل من ادعى الإسلام والغيرة عليه ابسط قاعدة في الأدب والخلق الأسلامى أن "لا شماتة في الموت ". إني كانسان أتفهم جيدا مشاعر أهالي ضحايا صدام الناقمة ولكني لا أتفهم أن تتنكر مشاعر المزايدين والحاقدين والمتآمرين لعروبتها وتتفوق في غلها ومغالاتها على مشاعر الفرح والانتقام الإسرائيلي ..!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قلبي على وطني..!!
-
اعدام طائفيكي..!!
-
صح النوم يا...
-
ليش هيك..؟!!
-
مفيش فايدة..!!
-
الله لا يعطيكو عافية..!!
-
امسك حرامي..!!
-
رحماك..أيها النرجسي الكبير..!!
-
ليس وقتا للبكاء..!!
-
أيام السيد عربي..!!
-
وردة..لبيت حانون
-
هكذا هم..وهكذا نحن..!!
-
ارهاب×ارهاب
-
من المتعوس وتابعه..الى خايب الرجا
-
ياخوفي..!!
-
حج متأخر.. الى عشتار
-
حد الله..ياوطن..!!
-
أنا والعندليب
-
أنا والعندليب!!
-
أخ..يابلد كبونات..!!
المزيد.....
-
مقتل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية في أريحا
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /23.04.2024/
...
-
تجمع في براغ لدعم أوكرانيا من خلال -الخطة الأستونية-
-
الحرب على غزة في يومها الـ200.. استمرار للقصف واكتشاف مقابر
...
-
WSJ: ترامب يصف أوكرانيا في محادثاته مع الأوروبيين بأنها جزء
...
-
مراسلنا: القوات الإسرائيلية تكثف قصف شاطئ البحر في رفح وخان
...
-
بكين تدعو واشنطن إلى التفكير بمسؤوليتها في الأزمة الأوكرانية
...
-
10 قتلى بتصادم مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (فيديو)
-
تايوان تسجل أكثر من 200 زلزال وهزة ارتدادية خلال يوم واحد
-
الخارجية الأمريكية: إيران -لا تحترم- السيادة العراقية
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|