أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - بين شَفرتَيْ المَصلحةِ والشيطانِ: السِّيَاسَةُ حِينَ تَرْقُصُ عَلَى حَبْلِ الضَّرُورَةِ














المزيد.....

بين شَفرتَيْ المَصلحةِ والشيطانِ: السِّيَاسَةُ حِينَ تَرْقُصُ عَلَى حَبْلِ الضَّرُورَةِ


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يَحِقُّ لِلكُتَّابِ وَالإعْلَامِيِّينَ أَنْ يَتَبَنَّوْا مَوَاقِفَ أَخْلَاقِيَّةً وَإِنْسَانِيَّةً تُجَاهَ الأَحْدَاثِ وَالشَّخْصِيَّاتِ، بَلْ وَيَنْشُرُوا دَعَوَاتِ التَّقْوَى الفِكْرِيَّةِ و القيم والمثل المبدئية، وَيُطَالِبُوا بِمُقَاطَعَةِ مَنْ يَرَوْنَهُ خَارِجًا عَنِ الحَقِّ.
لَكِنَّ سَاحَةَ السِّيَاسَةِ لَيْسَتْ مِثْلَ سَاحَةِ الفِكْرِ والثقافة والاعلام ؛ فَلِكُلٍّ قَوَانِينُهُ... ؛ هُنَاكَ، حَيْثُ تَتَصَادَمُ المَصَالِحُ مَعَ المُثُلِ، تُولَدُ الضَّرُورَاتُ كَوَحْشٍ يَفْتَرِسُ كُلَّ مَا يَعْتَرِضُهُ... ؛ فَالسِّياسِيُّ يَرَى بِـ"العَيْنِ الثَّالِثَةِ" مَا تَعْجَزُ عَنْ إدْرَاكِهِ عُيُونُ المُثَقَّفِينَ؛ فَرُبَّمَا يَخْترِقُ ببَصِيرَتُهُ حُجُبَ المُسْتَحِيلِ لِيُنْقِذَ وَطَنًا مِنْ أَسْرِ الوَهْمِ.
إِذَا اجْتَاحَتِ الأَزْمَاتُ البِلَادَ، وَأَصْبَحَتِ الشَّعَارَاتُ الشَّعْبَوِيَّةُ سُمًّا يُهَدِّدُ كِيَانَ الدَّوْلَةِ؛ يَجِبُ أَنْ تَحْكُمَ لُغَةُ "السياسة فَنِّ المُمْكِنِ" لَا لُغَةُ العَوَاطِفِ والشعارات ... ؛ فَالسِّياسَةُ لَيْسَتْ مَسرَحًا لِلْخُطَبِ البَلَاغِيَّةِ، وَلَكِنَّهَا مَيدَانٌ لِلتَّوَازُنَاتِ الدَّقِيقَةِ... ؛ لِهَذَا قَالُوا: "لِكُلِّ كَارٍ رِجَالُهُ، وَلِكُلِّ لِحْيَةٍ مِقْصُهَا"... ؛ فَمَنْ يَخْلِطُ بَيْنَ الحَقِيقَةِ المُرَّةِ وَالحُلْمِ العَذْبِ؛ يُفْقِدُ كِلَيهِمَا.
وَلَوِ اضْطُرَّتِ الحُكُومَةُ لِاسْتِقْبَالِ إِبْلِيسَ نَفْسِهِ فِي بَغْدَادَ؛ لِدَفْعِ أَذًى أَكْبَرَ عَنِ الشَّعْبِ، فَلَا غُبارَ عَلَى ذَلِكَ!
فَالِانْحِنَاءُ لِلْعَاصِفَةِ لَيْسَ خُنُوعًا، بَلْ بَقَاءٌ... ؛ أَلَمْ يُقَلْ العقلاء ان : "الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المَحْظُورَاتِ"؟
هَذَا مَا يَفْعَلُهُ العَاقِلُونَ حِينَ تَتَحَوَّلُ المَبَادِئُ والشعارات إِلَى سِلَاحٍ يُدَمِّرُ مَنْ يَحْمِلُهُ.
لِتَكُنْ سُورِيَا مِثَالًا : فَلَوِ اجْتَمَعَ المَسْؤُولُونَ العِرَاقِيُّونَ مَعَ رَئِيسِهَا الحالي ؛ لِحِمَايَةِ المَصَالِحِ العِرَاقِيَّةِ (كَأَمْنِ نَهْرِ الفُرَاتِ، أَوْ حِرَاسَةِ حُدُودٍ مُشْتَرَكَةٍ تَمْتَدُّ سِتَّمِائَةِ كِيلُومِترٍ، أَوْ إِعَادَةِ التَّبَادُلِ التِّجَارِيِّ)، فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ تَزْكِيَةً لِسُلْطَةِ "الجَوْلَانِيّ" وَعُصَابَتِهِ الارهابية ، وَلَكِنَّهُ مُجَرَّدُ "مُهَلْهَلَةٍ زَمَنِيَّةٍ" حَتَّى تَنْهَارَ تِلْكَ الحُكُومَةُ وَتَخْلُفَهَا سُلْطَةٌ وَطَنِيَّةٌ تَرْفُضُ التَّطْرِف والارهاب والطائفية وتؤمن بالديمقراطية والعيش المشترك ... ؛ فَالِاجْتِمَاعُ مَعَ الظَّالِمِ لَيْسَ مُوَافَقَةً عَلَى ظُلْمِهِ، بَلْ إنْقَاذٌ لِضَحِيَّتِهِ إِلَى حِينٍ.
لَا يُمْكِنُ لِلسِّيَاسَةِ أَنْ تَكُونَ بِيضَاءَ نَقِيَّةً كَالْوَعْظِ الدِّينِيِّ؛ فَقَدْ تَضْطَرُّ أَحْيَانًا لِـ"اتِّفَاقِياتِ الظِّلِّ" مَعَ مَنْ تَرْفُضُهُمْ قَلْبًا... ؛ وَهَذَا لَيْسَ نَقْصًا فِي الأَخْلَاقِ، بَلْ فَنٌّ مِنْ فُنُونِ البَقَاءِ... ؛ فَمَتَى مَا كَانَتِ الغَايَةُ حِمَايَةَ الوَطَنِ؛ يَجِبُ أَنْ تَخْفِقَ أَجْنِحَةُ الحِكْمَةِ فَوْقَ صَرِيرِ المَبَادِئِ والشعارات والعواطف الشعبوبة والهيجان الجماهيري .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماضي الدموي والحاضر المُنتج : قراءة نقدية في خطاب الكراهية ...
- النبط: أسلافنا المؤسسون
- السيارات الهجينة الكهربائية في العراق: ميزاتها، تحدياتها، وآ ...
- حادثة المهندس بشير خالد: قراءة في الأبعاد المؤسسية والتداعيا ...
- الازدواجية الرقمية: بين المجاملة الاجتماعية والحقيقة الخفية ...
- الافسد يطالب بمحاسبة الفاسد ؟!
- الحبر تحت الحصار: حين تصير الكتابة جريمة ونقمة !!
- 9 نيسان يوم سقوط الصنم الاكبر والاخطر والاحقر
- الولاء للأغلبية العراقية : بين مسؤولية التمثيل وخيانة الانتم ...
- الوفيات تحت التعذيب : جرائم تخفيها الاجهزة الامنية ويكشفها ا ...
- سوريا تحت نير الحركات متعددة الجنسيات والعصابات الدولية
- من يوقف شلال الدم العلوي في سوريا ؟!
- قتلوا الطفولة العلوية في العيد !
- ثلاثة ايام من الالام والمعاناة في مديرية مكافحة المخدرات
- ثاني اوكسيد الكذب
- ترنح الأمة العراقية بين الأصالة والانحراف
- العراقي بين نعمة الحرية ومسؤولية الحفاظ عليها
- تدهور المحتوى الديني وانتشار الدجل والتفاهة
- الشر قائم و قادم لا محالة
- الطائفي يتنصل من الخيانة والمسؤولية ويتباكى على صدام ونظامه ...


المزيد.....




- السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا ...
- مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني ...
- سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح ...
- أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو ...
- هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا ...
- بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة ...
- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - بين شَفرتَيْ المَصلحةِ والشيطانِ: السِّيَاسَةُ حِينَ تَرْقُصُ عَلَى حَبْلِ الضَّرُورَةِ