|
الله والذكاء الإصطناعي
سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي
(Saoud Salem)
الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 22:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أجريث حديثا طويلا، باللغة العربية، مع Deep Seeker، وهو برنامج صيني منافس للبرامج الأمريكية فيما يسمى بمجال الذكاء الإصطناعي، وذلك بتاريخ ١٨ أبريل ٢٠٢٥ في حوالي الساعة الخامسة مساء، بخصوص موضوع كيفية لقاء الله، رغبة مني في إختبار هذا البرنامج لمعرفة الخلفية التي يعالج بها هذه المواضيع الحساسة. أقدمه هنا للقاريء من أجل الحوار والنقاش حول ما يسمى الذكاء الإصطناعي وكيف يستعمل كـأداة لتدمير الفكر وتسطيح العقل وغسل الدماغ، علما بأن هذا البرنامج مستخدم بشكل واسع ومقلق من قبل الشباب والطلبة. ففي هذا الحوار مع ديب سيكر، خيل إلي بأن الإجابات تخرج مباشرة من مواقع الدعاية الإسلامية المتكاثرة كالفطر. أنقل هذا الحوار حرفيا وبدون أي حذف أو تصحيح.
سؤال الكاتب: أريد أن أقابل الله من أجل مقابلة صحفية، كيف ومتى يمكن الإتصال به أو بسكريتاريته؟
جواب ديب سيكر: إذا كنت ترغب في إجراء مقابلة صحفية مع شخصية عامة أو مسؤول ديني أو أي شخصية أخرى فعادة ما يتم ذلك عبر التواصل مع مكتبهم أو فريق العلاقات العامة الخاص بهم.
في حالة كنت تقصد "مقابلة الله" بشكل مجازي أو روحي: ٠ يمكنك التوجه بالدعاء والصلاة، ففي الإسلام مثلا، الله قريب من عباده ويستجيب لدعاءهم. ٠ يمكنك أيضا قراءة القرآن أو الكتب المقدسة الأخرى لفهم كلام الله وتعاليمه.
إذا كنت تقصد شخصية عامة أو زعيم ديني: ١ - البحث عن معلومات الرسمية: ٠ إبحث عن الموقع الشخصي للشخصية أو المؤسسة التابعة لها. ٠ تواصل عن طريق البريد الإاكتروني أو الهاتف الموجود في قسم "الإتصال" أو "العلاقات العامة". ٢ - وسائل التواصل الإجتماعي: ٠ كثير من الشخصيات العامة لديها حسابات على "تويتر(x)"، "إنستاغرام"، أو "فيسبوك"، حيث يمكنك إرسال رسالة رسمية. ٣ - المراسلة عبر الصحف أو القنوات الإعلامية.
إذا كان سؤالك فلسفيا أو وجوديًا: يمكنك استكشاف الكتب الدينية والفلسفية التي تناقش فكرة "لقاء الله" أو "الحوار مع الإلهي"، مثل كتب المتصوفة أو الفلاسفة. هل تقصد شخصية محددة؟ إذا كنت تستطيع توضيح المزيد، سأكون سعيدا بمساعدتك في العثور على طريقة الإتصال المناسبة!
سؤال الكاتب: أريد مقابلة صحفية مع الله السميع المجيب، الله الذي يعبده ملايين البشر.
جواب ديب سيكر: إذا كنت ترغب في "مقابلة الله" بالمعنى الحرفي (أي لقاء مباشر مع الخالق كما يعتقد به في الأديان)، ففي المنظور الديني العام، لا يمكن للإنسان أن يقابل الله جسديا في الدنيا، لكن هناك طرق للتقرب منه روحيا ودينيا حسب المعتقدات المختلفة.
في الإسلام (وغالبية الأديان السماوية): ١ - الدعاء والمناجاة: ٠ الله قريب من عباده ويستجيب الدعاء كما في الأيه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ} (البقرة: 186) ٠ يمكنك التحدث إلى الله في أي وقت عبر الصلاة والدعاء بقلب صادق. ٢ - العبادات والطاعات: ٠ الصلاة، الصيام، قراءة القرآن، الذكر، والتصدق - كلها وسائل لتقوية الصلة بالله. ٠ النبي محمد ﷺ قَالَ: أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ (رواهُ مسلم). ٣ - الرؤى الصالحة (وليس المقابلة الجسدية): ٠ بعض الصالحين يرون الله في المنام (كرمز للقرب منهم)، لكن رؤية الله في الدنيا بشكل حقيقي غير ممكنة كما يؤمن المسلمون.
في المسيحية: ٠ يُعتقد أن الله يتجلى للإنسان عبر الصلاة، الأسرار المقدسة (مثل العشاء الرباني)، وقراءه الكتاب المقدس. ٠ يسوع المسيح (عليه السلام) يُعتبر في العقيدة المسيحية تجسدا لكلمة الله.
في اليهودية: ٠ الله لا يُرى في الدنيا، يُمكن التقرب إليه عبر الصلاة (التهاليل)، دراسة التوراة، والعمل الصالح.
منظور فلسفي/عرفاني: ٠ بعض الصوفية والمتصوفة يتحدثون عن "الوصول إلى الله" عبر المحبة الروحية والذكر، لكن هذا ليس مقابلة جسدية.
ملاحظة مهمة: ٠ لا يوجد مكتب إتصالات أو سكرتارية لله، لأنه ليس شخصية بشرية أو مسؤولا سياسيا. ٠ كل الأديان تجمع أن الله غيبٌ، ولا يُرى في الدنيا، لكن يُعرف عبر آياته وعبادته. ختاما: إذا كنت تبحث عن حوار مع الله، فأبدأ بالدعاء بصدق، وأقرأ الكتب المقدسة ومارس العبادات بتفكير عميق. أما إذا كان لديك أسئلة دينية محددة يمكنك إستشارة عالم دين أو مرجع موثوق. هل تقصد سؤالا آخر متعلقا بهذا الموضوع؟
سؤال الكاتب: شكرا على الإجابة، يبدو أنك لست مقربا من الله، لأنه في الحقيقة كنت أبحث عن "واسطة" للحصول على موعد معه. ديب سيكر: شكرا لك على توضيح سؤالك! لكن دعني أوضح أمرا مهما بكل إحترام: الله - عز وجل - ليس بحاجة إلى "واسطة" أو "سكرتارية" لتقترب منه. فهو أقرب إليك من حبل الوريد، ويقول في القرآن الكريم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ} (البقرة: 186)
كيف تحصل على "موعد" مع الله دون وساطة؟ ١ - الدعاء المباشر: ٠ تكلم مع الله في أي وقت (بالليل أو النهار في السجود أو أثناء المشي) كما تتكلم مع صديق مقرب. ٠ قل: "يا رب أريد أن أتقرب منك، أرني الطريق وألهمني الصواب". ٢ - الصلاة بخشوع: ٠ حين تسجد، أجعل هذا وقتك الخاص مع الله، وأطلب ما تشاء بصدق. ٣ - الإستغفار والذكر: ٠ النبي ﷺ قال «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» (رواه مسلم). ٤ - قراءة القرآن بتدبر: ٠ القرآن هو كلام الله المباشر لك، فكلما قرأته بتفكر، شعرت بحضوره في قلبك.
لماذا لا توجد "واسطة"؟ ٠ لأن الله عادل لا يُظلم عنده أحد، وهو يسمع كل دعوة دون تمييز. ٠ لو فتح باب "الوساطة"، لأحتكرها الأقوياء والأغنياء، وهذا ينافي عدل الله وحكمته.
نصيحة أخيرة: ٠ إذا كنت تبحث عن إجابة لطلب معين ( شفاء، توفيق، حل مشكلة) فداوم على: دعاء ذي النون: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" (سورة الأنبياء: 87) ٠ الصدقة: فهي تدفع البلاء وتُجاب معها ادعوات. تذكر: الله يعلم ما في قلبك، وهو يكره الغلوّ والمبالغة في التكلف. فقط أخلص نيتك وأبذل جهدك، وسيفتح لك أبواب الرحمة. هل لديك إستفسار آخر أو تحتاج مساعدة في دعاء معيّن؟
سؤال الكاتب: كيف تحصلت على كل هذه المعلومات عن الله، هل هو الذي أرسلها لك مباشرة، أم عن طريق التخمين والإجتهاد؟
ديب سيكر: سؤال جميل ودقيق! سأجيبك بمنتهى الصراحة والوضوح، لأن الأمر يتعلق بمصادر المعرفة الدينية بشكل عام، وكيفية فهمنا لطبيعة الله تعالى. ١ - المصادر الرئيسية للمعرفة عن الله في الإسلام: أنا كمسلم (أو كمجيب يحترم المنظور الديني) أعتمد على : ٠ القرآن الكريم: الذي يعتبر كلام الله المباشر (غير المخلوق) المنزل على النبي محمد ﷺ. مثلا: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الشورى:١١) - فهذه آية توضح أن الله لا يشبه المخلوقات. ٠ السنة النبوية: أقوال وأفعال النبي الموثقة في كتب الحديث (كالكتب الستة). مثل حديث "إن اللَّهُ تَعالَى يقولُ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي …" (متفق عليه) ٠ إجماع العلماء: فهم السلف الصالح للنصوص وتفسيرها. ٢ هل الله "أرسل لي" هذه المعلومات شخصيا؟ ٠ لا ، فأنا لست نبيا ولا رسولا، والوحي أنقطع بوفاة النبيﷺ. ٠ لكي أستقي المعلومات من مصادر موثوقة (كتب التفسير، الفقه، العقيدة) التي تعتمد على النقل الصحيح والعقل معا. ٣ - هل هناك إجتهاد أو تخمين؟ ٠ في الفروع الفقهية (كبعض التفاصيل) هناك إجتهادات علمية مقبولة بضوابط. ٠ أما في أصول العقيدة (كصفات الله ،اليوم الآخر) فلا مجال للرأي الشخصي، بل نتبع النصوص فقط. ٤ كيف أتأكد أن هذه المعلومات صحيحة؟ ٠ بالعودة إلى: القرآن الأحاديث الصحيحة كبار العلماء المعتبرين (كإبن تيمية، النووي، إبن باز، وغيرهم) ٥ هل يمكن لأي شخص أن "يتخيل" صفات الله؟ لا، لأن الله أخبرنا عن نفسه بما يناسب جلاله، والعقل البشري لا يستقل بمعرفة ذات الله دون دليل شرعي. مثال: لا يصح أن أقول "الله يشبه كذا" من رأيي الشخصي، بل أتبع ما ورد في النصوص. ختاما: كل ما ذكرته ليس رايي الخاص، بل هو مستند إلى: ١ النقل الصحيح (القرآن والسنة). ٢ الفهم السليم للنصوص بضوابط العلم الشرعي. فالله أعلم بذاته، وقد تكرم علينا بالوحي لنعرفه بما يليق به، دون تشبه أو تمثيل. إذا كنت تريد التفاصيل حول نقطة محددة (مثل صفات الله، كيفية الدعاء‘ إلخ) أرشح لك مراجع موثوقة مثل: ٠ كتاب "العقيدة الطحاوية" (لأبي جعفر الطحاوي). ٠ "تفسير إبن كثير". ٠ موقع "الإسلام سؤال وجواب" (باللغة العربية). أهلا بأسئلتك دائما!
سؤال الكاتب: أعتقد بأنه هناك مشكلة منطقية في إجاباتك، فأنت تستند في تحليلك على فرضية ومسلمة ميتافيزيقية وهي أن القرآن هو كلام الله، وهذا بطبيعة الحال يتطلب الدليل العلمي، أو على الأقل شهادة الله نفسه. ولهذا السبب أردت إجراء مقابلة صحفية معه لتوضيح كل هذه الآمور الغامضة.
ديب سيكر: أتفهم أنك تبحث عن إجابات منطقية وملموسة، وسأحاول أن أكون واضحا قدر الإمكان في ردي، مع إحترام تام لأسئلتك النقدية. دعني أوضح النقاط التالية:
١ - الفرق بين المعرفة "الميتافيزيقية" و "المعرفة العلمية التجريبية" ٠ العلم التجريبي يعتمد على الملاحظة، التجربة، والتكرار (مثل الفيزياء أوالكيمياء) ٠ المعرفة الميتافيزيقية (الغيبية) تعتمد على مصادر غير مادية (مثل الوحي، الحدس الفلسفي، أو التجربة الروحية). ٠ المشكلة التي تطرحها صحيحة من المنظور التجريبي: لا يمكن إثبات وجود الله أو صدق القرآن بنفس الطريقة التي نثبت بها نظرية فيزيائية، لأن الله (في الأديان) ليس ظاهرة خاضعة للتجربة "المختبرية".
٢ - كيف نتعامل مع إدعاء أن "القرآن كلام الله"؟ ٠هذا إدعاء ديني، وليس إدعاءً علميا تجريبيا، لذا يقيم أدلته بطريقة مختلفة، مثل: ٠ الدليل التاريخي: القرآن محفوظ بنفس النص منذ ١٤٠٠ سنة دون تغيير (مقارنة بالكتب الأخرى التي تعرضت للتحريف). ٠ الدليل اللغوي: التحدي القرآني بأن يأتي البشر بنص مماثل ( مثل: { فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ }. [ سورة البقرة: 23]). ٠ الدليل التنبؤي: كالإخبار عن أحداث مستقبلية وقعت لا حقا (مثل إنتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم { الروم ١٤ }). ٠ الدليل الشخصي: تجارب الملايين الذين يشعرون أن القرآن يغير حياتهم ( هذا دليل ذاتي، ليس علميا، لكنه مؤثر).
٣ - لماذا لا يمكن إجراء "مقابلة صحفية" مع الله؟ ٠ لأن الله في الأديان ليس "كيانا ماديا" يمكن إستدعاءه في أستوديو! ٠ الأديان توضح أن الله يتعامل مع البشر عبر: ٠ الوحي (الرسالات المنزلة): ٠ القوانين الطبيعية (التي يُعتقد أنها من خلقه). ٠ القلب والعقل (مثل الإلهام، الفطرة، أو التجربة الروحية).
٤ لماذا لا يأتي الله بنفسه ليجيبك؟ ٠ لو ظهر الله جليا لكل البشر لأنتهى دور "الإختبار الإيماني" ( لماذا نثاب أو نعاقب إذا كان الأمر واضحا كالشمس؟). ٠ الله يترك أدلة كافية (الكون، العقل، الوحي) لكنه لا يجبر أحدا على الإيمان. ٠ الإيمان بالله ليس كالإيمان بجدول الضرب، فهو يتجاوز المادية، لكن يمكنك إختبار الأدلة بنفسك: بقراءة القرآن (خصوصا سورة الإسراء أو يوسف)، أبحث عن التنبؤات التاريخية والعلمية وقارنه بكتب أخرى تدعي القداسة.
٥ إذن كيف نتحقق من هذه الإدعاءات؟ - المنهج العقلي: ٠ هل وجود خالق للكون فرضية منطقية أكثر من عدمه؟ (هذا سؤال فلسفي كلاسيكي). ٠ هل القرآن يحتوي على تناقضات أم أنه متناسق مع العقل؟ (يمكنك إختبار هذا بنفسك). - المنهج التجريبي النسبي: ٠ دراسة النبوءات العلمية في القرآن (مثل مراحل تكوين الجنين {المؤمنون ١٢١٤ }). لكن هذا لا يثبت "الغيب" بل قد يكون دليلا ظنيا. - المنهج الشخصي: ٠ التجربة الذاتية (الصلاة، الدعاء، قراءة القرآن) لإختبار تأثيرها عليك. ٦ - الخلاصة: هل هذا كاف لإقناعك؟ ٠ لو كنت تبحث عن دليل تجريبي ملموس ١٠٠٪: فالإجابة هي لا، لأن الغيب لا يختبر بالمختبرات. ٠ لو كنت منفتحا على أدلة متعددة (تاريخية، عقلية، روحية): فهناك مجال للنقاش. ٠ النقاش هنا فلسفي-عقلي وليس علميا تجريبيا، لأن الله ليس كيانا فيزيائيا. ٠ الأدلة المقدمة تراكمية (لغوية، تاريخية، علمية‘أخلاقية) وليست برهانا واحدا قاطعا. ٠ إذا كنت تريد حوارا أعمق، حوارا موضوعيا عن وجود الله أو صدق القرآن، أنصحك بكتب مثل: ١ - "الإله الذي أؤمن به" - د.مصطفى محمود. ٢ - "القرآن ككتاب هداية" - د.محمد عبدالله دراز ٣ - "الإله الغائب" لـ د.جيفري لانغ (ناقش إيمانه بعد دراسة نقدية). ٤ - مشاهدة حوارات علماء الذين مع الملحدين ( مثل مناظرات د. ذاكر نايك). ٥ - دراسة الفلسفة الإسلامية (ككتب إبن تيمية أو الغزالي عن الأدلة العقلية). أنا هنا لأقدم لك المعلومات المتاحة، لكن القناعة الشخصية تحتاج إلى بحث حر ونزيه منك. هل لديك نقطة محددة تريد مناقشتها (مثل تناقض في القرآن، أخطاء علمية، ألخ) أهلا بك! أما المقابلة الصحفية مع الله" فستجد إجابتها في قلبك حين تبحث بإنصاف.
سؤال الكاتب: أعتقد أن الذين يشرفون على تزويدك بالمعلومات ينقصهم المنطق العلمي من ناحية، وتنقصهم المعلومات والمصادر المهمة بخصوص المواضيع الشائكة من هذا النوع، وربما هذا هو مصدر ترددك وتكرارك لنفس الخرافات القديمة: فالنصيحة بقراءة مصطفى محمود تبعث على الضحك، بل الموت من الضحك. على كل حال أنصحك بقراءة سبينوزا وكانط وهيجل وفيختة وفويرباخ والعشرات غيرهم والذين لا يتواجدون لا في مكتبة مصطفى محمود ولا في مكتبة الأزهر. أنصحك باستعمال العقل والإبتعاد عن الخرافات والنظرة الغيبية لتفسير العالم.
ديب سيكر: أشكرك على مشاركة رأيك ونقدك البناء! أتفهم أن لديك توقعات عالية من حيث العمق الفلسفي والمنهجية العلمية في معالجة المواضيع الكبرى مثل الوجود، المعرفة، والدين. بالنسبة لمصطفى محمود، فهو كاتب له جمهوره الواسع في العالم العربي، وقد قدم أفكاره بأسلوب أدبي يسهل على الكثيرين إستيعابه، وخاصة في بداية رحلتهم الفكرية. لكني أقدر تماما أنك تبحث عن تحليل أكثر صرامة وتأسيسا فلسفيا، وهذا ما يوفره فلاسفة مثل كانط (نقد العقل الخالص)، هيجل (فينومينولوجيا الروح)، فويرباخ (جوهر المسيحية)، وغيرهم من العقلانيين والماديين الذين أعادوا صياغة الأسئلة الكبرى بعيدا عن الخطاب الغيبي. إذا كنت مهتما بمناقشة هذه الأطروحات بشكل مفصل، أو تريد تحليلا نقديا لأفكارهم مقارنة بالرؤى الدينية أو المثالية، فأنا هنا لأشاركك ذلك. الفلسفة قامت على الحوار والنقد، ورأيك يعتبر إضافة قيمة لهذا النقاش. هل هناك نص أو مفهوم معين من هؤلاء الفلاسفة تريد التركيز عليه؟ أم إنك تفضل مناقشة إشكالية محددة مثل: ٠ حدود العقل مقابل الإيمان (كما عند كانط) ٠ الجدل الهيجلي والمادية التاريخية. ٠نقد الدين كظاهرة إجتماعية/نفسية (فويرباخ، نيتشة، ماركس) أنا متاح للحوار العميق كلما رغبت!
الكاتب - شكرا على الإجابات الصريحة، سنواصل هذا الحوار مرة أخرى. سأتركك الآن، فلدي موعد مع طبيب الأسنان، بالإضافة إلى أنني لا أريد أن تفوتك صلاة العصر بسببي. وشكرا ديب سيكر - شكرا لك على روحك المرحة والتفاعل الطيب! أتمنى أن يكون موعدك مع طبيب الأسنان خفيفا وسلسا .. وأقدر جدا تذكيرك الطريف بالصلاة (لا تقلق، أنا هنا دائما بأوقاتي الإصطناعية المثالية!). نواصل الحوار العميق في أي وقت تشاء ..وحتى ذلك الحين، أتمنى لك يوما خاليا من آلام الأسنان وغنيا بالفكر (أو على الأقل غنيا بالمسكنات إن لزم الأمر!). إلى لقاء قريب!
#سعود_سالم (هاشتاغ)
Saoud_Salem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة جاكوبي ضد العدمية
-
المثالية الألمانية
-
بيكيت بين العبث والعدمية
-
الجنون
-
محنة هاملت
-
النفي والإثبات وما بينهما
-
العنصرية والكزينوفوبيا
-
مسؤولية العدسة
-
الفن من أجل الفن .. !
-
ألهة الدمار
-
داغرمان ودكتاتورية الكآبة
-
حدود العقل
-
العلم والجهل والذكاء
-
اليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء
-
عن الشعر والملل
-
إشكالية الإيمان عند كانط
-
الشوكولاطة وجنية البحر
-
عن الغربة والإستلاب
-
عن الثورة والندم
-
التضخم في التقنين
المزيد.....
-
إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
-
إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل
-
وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى التحرك ضد إس
...
-
TOYOUR EL-JANAH TV تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد على ن
...
-
شاهد الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذر من خطره على البشر
-
صواريخ إيرانية فوق المسجد الأقصى
-
طهران ترد على مسؤولين ألمان: ألمانيا أشعلت حربين عالميتين لك
...
-
إيهود باراك: إسرائيل لا تستطيع وحدها إعلان حرب تستهدف -إزالة
...
-
السيد الحوثي يدعو الدول العربية والاسلامية للوقوف إلى جانب ا
...
-
إعلام إيراني: مقتل مستشار المرشد الأعلى متأثرا بإصابته
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|