نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترجمة : نورالدين علاك الاسفي
Alexander Dugin
الكسندر دوغين
و فيما يتعلق بروسيا، ترامب يعترف بشرعية معارضتها للعولمة؛ فهي عدوها الرئيس. ومع ذلك، لن تكون هناك تنازلات عن السيادة. فروسيا والولايات المتحدة كلتاهما توطنان إمبراطوريتيهما في عالم من القوى العظمى ما بعد العولمة.
الصين تواجه التحدي الأكبر في عهد ترامب. لقد أبحرت بمهارة بين العولمة والسيادة، مستفيدة من كلتا الإستراتيجيتين. لكن ترامب يعتزم قطع قدرة الصين على الاستمرار في هذا الطريق، معتبرا إياها المنافس الرئيس للهيمنة الأمريكية.
الشرق الأوسط يمثل تحديا ثانيا لترامب. و على عكس معظم الواقعيين الأمريكيين (جون ميرشايمر[1]/ John Mearsheimer ، جيفري ساكس[2]/ Jeffrey Sachs)، ترامب يتبنى موقفا مؤيدا لإسرائيل، حيث يرى فيها نسخة مصغرة للولايات المتحدة؛ و في نتنياهو غروره البديل. و من بين أعداء ترامب إيران و العالم الشيعي و المقاومة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، ينظر إلى الهند؛بسبب تنافسها مع الصين؛ على أنها حليف محتمل. فقيمها المشتركة للسياسة اليمينية والسيادة في عهد مودي؛ و شعار" اجعل الهند عظيمة مرة أخرى " “Make India Great Again” (MIGA) يناسب تماما رؤية ترامب.
أمريكا اللاتينية تثير غضب ترامب بعلة قضايا كالهجرة غير الشرعية، وعصابات المخدرات، والجريمة، التي تهدد هوية الواسب [3] / WASP الأمريكية. لكن مع ضعف العولمة، أمريكا اللاتينية قد تسعى أيضا إلى العظمة على الرغم من مقاومة ترامب.
وأخيرا، أفريقيا. ترامب يعارض مصادرة الأراضي من المزارعين البيض في جنوب إفريقيا، لكن الدول الأفريقية قد تستمر في متابعة رؤيتها للعظمة.
في النهاية، نظام ترامب العالمي ما بعد الليبرالي يتماشى بشكل موضوعي و التعددية القطبية. فبإعلانه مسار الولايات المتحدة العظيمة، يفتح الباب بغير قصد أمام قوى عظمى أخرى؛ روسيا ،الصين، الهند، أوروبا؛ وحتى العالم الإسلامي، ثم أمريكا اللاتينية فإفريقيا.
و في حين قد يهدف ترامب إلى تجديد الهيمنة الأمريكية، فإن أفعاله تسرع بإنشاء عالم متعدد الأقطاب.
بريكس/ BRICS تثير غضبه، لكن بدفعه نحو العملة المشفرة يفصل التمويل العالمي عن هيمنة الدولار. و نموذجه يعارض بشكل مباشر العولمة الليبرالية، و يرمز إلى فجر عصر القوى العظمى. حيث؛ آفاق جديدة آخذة في الظهور بعد تراجع الهيمنة العالمية.[4]
-----------
[1] جون ميرشايمر هو عالم سياسي أمريكي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة شيكاغو. وُلد في عام 1947، و أحد أبرز المنظّرين في مجال الواقعية السياسية. اشتهر بأعماله التي تناقش السياسة الخارجية الأمريكية، ولا سيما كتابه الشهير “حرب الأفكار واللوبي الإسرائيلي في أمريكا” الذي ألفه بالاشتراك مع ستيفن والت. يناقش الكتاب تأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الخارجية الأمريكية ويُثير جدلاً واسعًا. يُعتبر ميرشايمر من الأصوات البارزة في النقاشات الأكاديمية حول الصراعات الدولية والسياسة الأمنية. من مؤلفاته المترجمة:أمريكا المختطفة – لماذا يكذب القادة.
له مؤلفات كثيرة حول القضايا الأمنية والسياسة الدولية بوجه عام. وقد نشر خمسة كتب؛ منها:
العائق النووي والأخلاق الاستراتيجية.
ليدل هارت ووطأة التاريخ.
مأساة سياسة القوة العظمى (2001 - 2014) فاز بجائزة جوزيف ليبجولد للكتب وتُرجم إلى ثماني لغاتٍ مختلفة.
اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية (مع ستيفن والت، عام 2007)، وقد أُدرج هذا الكتاب في قائمة مجلة نيويورك تايمز ضمن أفضل المبيعات وتُرجم إلى 22 لغةً.
ترجم للعربية
أمريكا المختطفة.. اللوبي الاسرائيلي وسياسة الولايات المتحدة الخارجية) تأليف جون جي مير شامير وستيفن ام والت. ترجمة : فاضل جتكر- الناشر شركة مجموعة العبيكان للاستثمار) الطبعة الأولى 2006م.
[2] جيفري ساكس /: Jeffrey Sachs (من مواليد 5 نوفمبر 1954 في أوك بارك ، ميشيغان) هو اقتصادي، وأستاذ جامعي أمريكي، ولد في ديترويت، وهو عضوٌ في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والأكاديمية الوطنية للطب.يدير ويدرس في معهد الأرض بجامعة كولومبيا (نيويورك). وهو مستشار خاص للأمين العام للأمم المتحدة آنت أوشنيو غوتيريش.
كما هو معروف بعمله كمستشار اقتصادي لحكومات أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية ويوغوسلافيا السابقة والاتحاد السوفيتي السابق وآسيا وأفريقيا. اقترح العلاج بالصدمة (على الرغم من أنه لا يدافع عن هذا المصطلح) كحل للأزمات الاقتصادية التي شهدتها بوليفيا وبولندا وروسيا (وهي سياسة كان من شأنها أن تسبب 3.2 مليون ضحية في روسيا ، وفقا لليونيسف ولجنة الإنقاذ الدولية. وهو معروف أيضا بتعاونه مع الوكالات الدولية بشأن مواضيع الحد من الفقر ، وإلغاء الديون ، ومكافحة الأوبئة — وخاصة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ، في البلدان النامية.كما أطلق مشروع مسارات إزالة الكربون العميقة.
وهو خريج فخري للعديد من المؤسسات ، مثل جامعة سيمون فريزر وجامعة أوهايو ويسليان.
[3] واسب /: WASP وتعني بروتستانتي أنجلو-ساكوسني أبيض (بالإنجليزية: White Anglo-Saxon Protestant) ويشمل المصطلح أحيانًا البروتستانت من أصول إيرلندية وألمانية وهولندية وفرنسية ويشمل المصطلح عمومًا يشمل البروتستانت المنتمين للطبقة العليا البرجوازية المتعلمة. ويقصد بهذا المصطلح طبقة من الأمريكيين البيض ذوي الأصول الإنجليزية أو الآيرلندية (الجزر البريطانية) والمنتمين للديانة البروتستانتية المسيحية، خصوصًا المنتمين إلى الكنائس الأسقفية والمشيخية أو الكالفينية والأبرشانيّة، إذ ينتمي غالبيّة الواسب إلى هذه الكنائس. ظهر هذا المصطلح لأول مرة عام 1957 من قبل أندرو هاكر، وراج المصطلح منذ الثمانينيات من القرن العشرين ليشار به أحيانًا إلى الفرد الأميركي الناجح المتعلم. يُستخدم المصطلح أيضاً في أستراليا ونيوزيلندا وكندا لوصف نخب مماثلة.
يعتبر الواسب جزءًا من الطبقة العليا الثريَّة والمتعلمَّة في الولايات المتحدة. أي بمثابة النخبة الاجتماعية التي تتحكم في الاقتصاد والسياسة والمجتمع الأميركي، والعديد من الواسب هم خريجو الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة خاصَّةً جامعات رابطة اللبلاب، فقد أسس الواسب العديد من الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة مثل جامعة هارفارد وجامعة ييل ومعهد ماساتشوستس للتقنية. على الرغم من إن المجتمع الأميركي يتكون من أقوام وأديان مختلفة، إلا أن الآنجلوساكسون البيض البروتستانت هم الذين أعطوا للولايات المتحدة الأميركية هويتها السياسيَّة والثقافيَّة والدينيَّة والاقتصادية.
لذلك يَعُدُّ الواسب أنفسهم أقرب إلى أرستقراطية أميركية مخصوصة من ناحية التراث الثقافي والأعراف المنقولة عن إنجلترا وأيرلندا، حيث تتسم حياة الواسب بالرفاهية، فيحرص الواسب على الاجتماع في نوادي راقية وشرب الشاي ولعب الغولف، وتقيم عائلاتهم في الأحياء الأكثر ثراءً مثل بوسطن براهمن والضاحية الشرقية العليا في مانهاتن. ومن أبرز عائلات الواسب التاريخية: عائلة روكفلر، ومورجان، وفورد، وروزفلت، وفاندربيلت، وكارنجي، ودو بونت، وآستور، وفوربس، وعائلة بوش. والجدير بالذكر أن جميع الرؤساء الأمريكيّين من هذه الطبقة الاجتماعية، ما عدا الرؤساء جون كينيدي وباراك أوباما وجو بايدن.
https://ar.wikipedia.org/wiki/واسب
[4] https://www.geopolitika.ru/en/article/trump-has-plan
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟