سبحان مغير الأقوال من حال إلى حال في تصريحات الأخوان المسلمين

جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 07:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يبدو أن الشيخ مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين يظن أننا مصابين بالزهايمر نسينا تصريحات سيادته السابقة الممتلئة إهانة لمصر والمصريين فقد خرج علينا مؤخراً بخطبة عصماء وهي بالطبع ليس من تأليفه تقطر محبة وسماحة وحب لمصر والمصريين جميعاً ويفترض فينا السذاجة والبلاهة حتى نصدق بيانه الملائكي الكلمات وننسى تصريحاته السابقة والتي يظهر بها نوياه تجاه مصر وشعبها
فبعد تصريحات الرئيس حسني مبارك التي صرح فيها أن جماعة الإخوان المسلمين خطراً على أمن مصر بعد استعراض القوة أو أطلق عليها ميليشيات الإخوان بجامعة الأزهر وقال أن قيام دولة دينية في مصر يؤدي إلى خرابها ونبذ المجتمع الدولي لها وهروب المستثمرين منها
فقد رأى الأخوان أن تصريحات الرئيس ضوء أخضر لزيادة الضغط والحصار على الجماعة وكوادرها وملاحقتهم أمنياً أكثر مما هي عليه وقد أدى هذا إلى نشر بيان رائع من جماعة الأخوان المسلمين مذيل بتوقيع أمير المؤمنين محمد بن مهدي أبن عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر والعالم رداً فيه على تصريحات الرئيس ويمارس فيها جناب المرشد العام مبدأ الخداع واللعب بالكلمات
ويبدو أن جناب الشيخ مهدي عاكف هو المصاب بالزهايمر وليس نحن حتى يظن أننا سوف نصدق تصريحه الملائكي الذي صدر عنه وعن جماعته مؤخراً
يقول سيادته أننا نادَيْنَا كثيرًا اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا ومن قال للشيخ مهدي عاكف الشهير بعاكف طظ أننا لم نسمع منه فقد سمع الجميع منكم مليء الأذن ووجدنا حقيقتك وحقيقة جماعتك واضحة لمن يريد أن يرى ويفهم أسمح لي سيادتك أن أعلق على بعض النقاط
يقول سيادته في بيانه الأخير الملائكي:
إن الإخوان المسلمين لم ولن يكونوا في يومٍ من الأيام إلا دعاةَ خيرٍ، يبتغون مصلحةَ الوطن وأمنَه واستقرارَه ومصلحةَ الأمة ونهضتَها ورقيَّها
وأنَّ قلوبَنا وعقولَنا مفتوحةٌ لكل حوار، وأيدينا ممدودة للتعاون مع كل مخلص للوطن على البر والتقوى، ولكن للأسف لم يستجب لنا أحد.
ونحن نقول لسيادتك:
إن سيور أحذيتكم هي المفتوحة يا جناب المرشد وليس عقولكم فقد صرحت سيادتكم قبلاً بعد وصول الأخوان سنضرب المخالفين لنا بالجزمة وأعتقد أن فتح اربطة الجزم سوف يسهل عملية الضرب للمخالفين لكم لأنهم كثرة وضربهم سيأخذ كثير من الوقت وأطن هذا الكلام سمعنا منك وليس عنك
يقول سيادته في بيانه الأخير الملائكي:
إن أمن مصر نفتديه بأرواحنا وأولادنا وأموالنا، فنحن على مستوى الفكر رفَضْنا عقيدةَ التكفير داخل السجون، رغم ما كان يحيق بنا من أليم العذاب
استعراض طلبة الأزهر الذي اتُّخِذَ ذريعةً للتصعيد والاعتقال، وضرب المصالح الاقتصادية للأفراد والعمال والشركات.. فهو حادثٌ فريدٌ في تاريخ ناصع استمر أكثر من ثلاثة عقود، خصوصًا إذا نظرنا إليه بإنصاف في إطار ظروفه وملابساته، ومع ذلك فقد استنكرناه واعتذر عنه فاعلوه
ونحن نقول لسيادتك
إنك في إحدى تجلياتك العظيمة صرحت لجريدة الدستور وقلت:
• هذا عرض رياضي وكل الأندية فيها كل حاجة إشمعنى إحنا الاتهامات لنا
• الإخوان قادرون على تشكيل حكومة ولكن ليس الآن
• لو أنا خططت لعرض عسكري لكان مخالفاً لأن الوقت والمكان غير مناسبين، عندما سألك الصحفي هل تعني أن عندك القدرة على ذلك؟ قلت عندما توجد دواع لهذا
• نعم عنيت ما قلت عن إرسال 10 آلاف جندي للبنان وأعني أكثر من ذلك
نحن قوة لا يمكن إنكارها؟
هذا الكلام سمعناه منكم وليس عنكم يا جناب المرشد وهذا يدل أن جماعتكم لديها جناح عسكري ينتظر فقط الفرصة لبسط سيطرته وأن كان عرض ميليشيات الأخوان رياضي فهل هذا مكانه وأوانه؟
وإن كان عرض رياضي فلما استنكرته واعتذرتم عنه كما صرحت في بيانك الأخير أن تضارب بيانات و تصريحات سيادتكم تدل على كذبكم
تقول سيادتك في بيانك الملائكي:
إن كان المقصود بالنهج الديني للدولة هو احتكار الحقيقة والحكم بالحق الإلهي وعصمة الحكَّام والتفرُّد بالسلطة، والتمييز بين المواطنين على أساس العقيدة أو المذهب أو الدين.. فهذا لا يعرفه الإسلام ولا يقرُّه، ولذلك فنحن نرفضه ونأباه
ونحن نقول لك أنك قلت لجريدة الدستور:
بعض الأقباط هدد بالرحيل إذا وصلنا إلى السلطة مع السلامة
الأقباط ليسوا محرومين لا اقتصادياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً، هم يتمتعون بحريات أكبر من المسلمين
وهذا يرسخ شعور بأنكم رافضين المخالفين والترحيب برحيل غير المسلمين رغم أن هذا لن يحدث فالأقباط باقيين في مصر ولن يرحلوا منها وكذلك زعمك أن الأقباط يتمتعون بحريات أكثر من المسلمين يثير فتنة بين الشعب علاوة على كذب سيادتك فالأقباط محرمون من وظائف قيادية معينة وتغييب أعلامي وحظر بناء دور عبادة لهم وبذلك أنت تكذب وتثير فتنة
وما رأي سيادتك في حرية العقيدة؟ هل سوف تسمح للبهائيين بممارسة شعائرهم وكتب ديانتهم في أوراقهم الرسمية وما موقفكم من الملحدين واللا دينيين هل سوف تفتي بقطع رؤوسهم أو جعلهم مؤمنين بالقوة
فمثلاً يقول موقعكم الأخوان أون لاين عن البهائية
إنَّ البهائيةَ ليست رسالةً سماويةً وليست دينًا مُعترفًا به كالدياناتِ المعروفة، بل هي حركة غنوصية باطلة ولم يعترف بها سوى بعض جمعيات حقوق الإنسان في العالم والتي لا تحسب للأديان وزنًا، وتعتبر أنَّ حريةَ التعبير فوق كل شيء وفوق الأديان نفسها.
أي أن جماعتكم لا تؤمن بحق الإنسان أن يكون بهائي أو ملحد أو مجوسي أو غيره فأما أن يظل مسلماً غصب عنه أو يعيش بلا حق المواطنة الذي يكفل أن يمارس عبادته كما يرى ويهوى ما دام لا يخالف القانون وبالطبع الشريعة لديكم فوق القانون
فلا حق للبهائي للعيش في هذه البلد فإما أن يعيش مسلماً أو مسيحياً بالعافية كما يجب أن يكتب في هويته أو يرحل غير مأسوف عليه لأن البهائية كما يصرح موقعكم من صنع الإمبريالية الصهيونية لضرب عقيدة المسلمين وهذا لمن نسمعه عنكم وإنما سمعنا منكم وقرأناه في موقعكم
وهذا أتينا به من موقعكم ولم نسمعه أو نقرأه عنكم
وهذا يخالف تصريحات سيادتكم عن حرية العقيدة ومبدأ المواطنة ويكشف زيف هذه الشعارات لديكم
وأخيراً سيادتك تقول في بيانك الملائكي:
نقرر أن مصر هي روحنا، وأن أمنها أغلى من أمننا، وأن رفعتها وسيادتها وتقدمها هو هدفنا، ولن نكون يومًا من الأيام خطرًا عليه
ونحن نقول لك يا جناب المرشد العام للإخوان المسلمي :
إننا لم ولن ننس قولك الشهير:
(طز في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر)
لن ننس هذه الجملة القذرة الذي لم يقولها قبلاً أي أحد من أعداء مصر الصهيونيين والإمبرياليين وحلفائهم البهائيين في مصر كما تزعموا أنتم
هل اكتشفت فجأة أن مصر هي روحك وأمنها أغلى من أمنك وأنت قلت عليها طز فيها؟
هل تريدنا أن نصدق كلامك الأخير الذي صدر في البيان الأخير ونكذب كلامك وتصريحاتك؟
بالتأكيد تصريحاتك هي الأصدق لأن بها تنسى مكر السياسيين وتأخذك الجلالة والعظمة ويظهر كلامك الحقيقي ونيتك الحقيقية تجاه مصر والمصريين
أما بيانك الأخير والذي بالتأكيد كتبه متخصص في الخطابة ودغدغة المشاعر وعن الكلام المعسول الذي يدخل من أحد أذننا ويخرج من الأذن الأخرى لأنه كذب لا ينطلي على أي عاقل يعرفكم وسمع تصريحاتكم قبلاً ويقول في نفسه سبحان مقلِّب القلوب والأحوال والتصاريح والأقوال ولكن تصديق العاقلين لك صعب المنال يا شيخ مهدي.

#جورج_فايق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل