أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - انخفاض أسعار النفط: تناقُص ريع السلطة وتزايد أعباء التخادُم وإدامة التحالفات














المزيد.....

انخفاض أسعار النفط: تناقُص ريع السلطة وتزايد أعباء التخادُم وإدامة التحالفات


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عائدات الصادرات النفطية في العراق ليست فقط مصدرَ تمويلٍ رئيس لنفقات الموازنة العامة للدولة.
هذا "دورٌ" تقليديٌّ لها، أمّا الدورُ الحاسم والرئيس فهو شيءٌ آخرَ غيرُ هذا تماماً، وأخطرُ بكثير، لأنّهُ يرتبِط ببُنية النظام السياسي في العراق، وبطبيعةٍ تكوينه، وبعلاقاته وتحالفاته السياسية- المُجتمعيّة، وليسَ بـ "الظاهرة الماليّة" لهذا النظام التي تجِدُ تجسيدها "المالّي" في تخصيصات الموازنة العامة للدولة، و بشكل ونوع "العجز- الفائض" فيها.
هذا "التحالُف السياسي- الريعي"، هو الذي يتعرَّضُ للتهديد مع انخفاض أسعار النفط، لأنّ "وفرةَ" الريع النفطي هي مصدر قوّتهِ وتمكينهِ واستدامته، وبتراجُعِ هذه الوفرة تتفكّك علاقات "التخادم" القائمة بين "النظام السياسي" وبين "القوى المجتمعية" الأكثر قوّةً وتنظيماً الداعمةِ له، وبما يجعل هذا النظام في مواجهةٍ مكشوفة مع تحديّاتٍ "وجودية" لا قدرةَ لهُ على مواجهتها في ظروف "العُسر" السائدةِ الآن.
يمكن تشريح علاقات "التخادم" هذه من خلال إيضاح آليات توزيع (وتقاسم) السلطة والثروة والنفوذ بين الدولة والفاعل المجتمعي الأكثرُ هيمنةً وقوّةً وتنظيماً.
- فالدولة (كفاعل سياسي عنيف) تُهيمِن على الموارد الاقتصاديّة "السياديّة- الوطنيّة"، وتتحكَم بها (تخصيصاً وإدارة).. ولضمان استدامة سلطتها، فإنها ستسمح لهذه الموارد بالنفاذ إلى "الفاعل المجتمعي المُهيمِن"، الذي سيستخدم موارد "الفاعل السياسي" في صراعه المحلي مع "الخصوم" الآخرين.
يتمّ "تسريب" موارد "الفاعل السياسي" إلى "الفاعل المُجتمعي" المُهيمِن، من خلال "قنوات" عديدة، أهمّها "منظومات" استملاك واستغلال الأراضي "الزراعية – الأميريّة"، وأنظمة التصرُّف بالعقارات المملوكة للدولة، وتقديم تسهيلات التمويل الحكومي السخيّة، ومنح الاعفاءات الضريبيّة، وبإقرار لائحة واسعة من "الاستثناءات" من القوانين والتعليمات النافدة، وبإغراق "المُوالين" بـ "المكرمات" السخيّة.. وأخيراً بـ "شرعنة" جميع هذه "التصرفات" من خلال توفير الإطار القانوني المناسب.
- في نقطة التقاء المصالِح الحرجة والمفصليّةِ هذه (بين "الدولة" كفاعل سياسي، وبين "الفاعل المجتمعي" الأكثرُ تنظيماً ونفوذاً وهيمنة) سيتضاءلُ خوفُ الدولةُ من هشاشتها، ولن تجِدَ نفسها مُلزَمةً بِبَذلِ الكثيرَ من الجُهدِ لتجاوزها، وسيدفعُ ذلك هذه الدولةَ إلى الاعتقاد بأنّ هذه "الهشاشةَ" لن تُشَكِّلَ بعد الآن تهديداً وجوديّا لها.. ذلكَ لأنّ من مصلحة "الفاعل المجتمعي المُنظَّم والمُهيمِن" أن يُحافِظَ على وجود واستمرار دولةٍ كهذهِ، بل أنّ هذا "الفاعل المجتمعي" سيستخدم كُلّ وسائل العنف المُتاحةِ لديه، للدفاع عن هذه "الدولة" في حال تعرّضها لأيّ تهديد(خارجي أو داخلي)، ولن يسمح أبداً بتقويضِ تفويضها بالحكم لأطولِ مُدّةٍ مُمكنة.
إذن.. متّى ستكونُ "الدولةُ" هذه (كفاعل سياسي) هشّةٌ حقّاً ؟
سيحدث ذلك عندما تفقدُ هذه الدولة مصادرَ الريع الرئيسة التي تعتاشُ عليها، والتي كانت تسمح (بفعل وفرتها) للفاعل المُجتمعي(المُهيمِن والمُنظَّم والعنيف) بالتطفُّل عليها، وبالتالي فهي لن تكونَ قادرةً بعد الآن على "تسريب" فائضِ الريع إليه لتأمينِ "الإنفاقِ" على احتياجاته وترسيخ نفوذه وامتدادِ تأثيره. وعلى وفق "ميكانزمات" حالة "العُسر المالّي" هذه سينحرِف خطّ "الاتّجاه العام" التصاعدي للتخادم السياسي- المصلحي عن مسارهِ السابق. وسيدفع ذلكَ الفاعل المجتمعي للتفكير بالدفاع عن مصالحهِ أوّلاً، ومن ثمَّ، وبالضروراتِ المترتّبةِ على ذلك، فإنّهُ سيفتقِدُ الدوافعَ والأسباب التي كانت تُبرّر دفاعهُ عن من كانت في يومٍ ما "دولتَهُ" السابقة.
و في بلدٍ كالعراق، فإنّ "هشاشة" الموارد المالية، و"ريعيتها"، سيُفضي إلى هشاشة الدولة(كفاعل سياسي)، وإلى تراجِع نفوذها وسُلطتها، وسيؤدّي ذلكَ بالضرورة إلى تراجع نفوذ وهيمنة القوى الرئيسة المُرتبِطة بها(كفاعل مُجتمعي).
إنّ كلا الفاعِلَين (السياسي والمجتمعي) في العراق، غير مُنتِجان، ومُستَهلِكان بشراهة، ومُبدّدان للموارد.
وهكذا.. عندما تبدأ مصادر المال والثروة "الدولتيّةِ" الرئيسةِ بالنضوب (أو حتّى بالتراجع)، وتكونُ غيرُ قابلةٍ للاستدامة، فإنّ القوى المجتمعية المُرتبطة بالدولة "عضويّاً"، ستحرِمُ هذه الدولة من ولاءها "المشروط"، وستنزعُ عنها مصادر قوّتها، وتُعيدها إلى حالة "هشاشتها" الأولى.
وبفعل دينامكيتها المجتمعية، ستعمل هذه القوى على اعادة هندسة علاقاتها "المصلحية- الزبائنيّة" مع أيّ نظام سياسيّ "بديل"(أو قيدَ التشكيل) بهدف "التأسيس" لدولة "هشّة" أخرى، تسمحُ لهذه القوى بإعادةِ بناء دورها و وظيفتها كفاعل مُجتمعي مُهيمِن، وكحاكِم ومُتحكِّم مرّةً أخرى.. في "حلقةٍ" لا يُمكنُ كسرها إلاّ بـ "العنف الخارجيّ"(متى ما كانت الظروف الدوليّة والاقليميّة مُناسِبة ومُهيَّأة لقبول ذلك).



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريقة احتساب الرسوم الجمركية الأمريكية على الشركاء التجاريين ...
- عن رسوم ترامب الجمركية والعراق
- ترامب ينطَح الاقتصاد
- عن عصبيّةِ الزَيِّ وغنيمةِ الولاءِ والمَكرَمة
- قُبلَةٌ كادحةٌ على السَطح
- عن هذا الذي يحدثُ في العالَمِ الآن
- هذا هو العالَم.. هذا هو العالَم
- أنا حيّ، أنا سعيد.. ولا أدري لماذا
- هل تشعرُ بالأمان حين تمشي وحدكَ في الشارع؟
- الماركسيّونَ المُفبرِكون والماركسيّونَ الحمقى
- خارجَ التُوَيج أسفلَ السُنبُلة
- الدولةُ والشارع وموتنا الرخيص في الهَواءِ الطَلِق
- لا أتَذَكَّرُ وجهكِ جيّداً.. لا أدري ما يشبهُ الآن
- التغطية الناقصة للحقيقة الكاملة: الفضائيات العربية والحدَثِ ...
- تداعيات الفوضى وإطالة مرحلة الانتقال في العراق وسوريا
- في هذا الزمان العجيب
- سعدون الذي كَسَر القَلَم في مدرسةِ العراق
- يا لَها من خيبة.. يا لَهُ من عراق
- سعدون الذي كَسَر -الجامة- في مدرسةِ العراق
- يا لها من ديموقراطيّة.. يا لهُ من عراق


المزيد.....




- هل الضربة قاضية؟.. ماذا نعلم عن وضع جوهرة أهداف إسرائيل بضرب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا للإيرانيين بالفارسية (صورة)
- -وادي إيزار-.. لماذا تجتذب ميونيخ الشركات الناشئة؟
- ردا على احتجاز سفينة -مادلين-.. ماليزيا تعلن تحضير -أسطول ال ...
- حوالي 2000 سائح روسيا -عالقون- في الإمارات  
- -مهر-: حريق مستودع -شهران- للنفط جنوب طهران بات تحت السيطرة ...
- لبنان والأردن يفتحان الأجواء والعراق وسوريا يغلقان
- محللان: إسرائيل تبحث عن الصورة وإيران تحاول ترسيخ معادلة جدي ...
- قاض أميركي يرفض الإفراج عن محمود خليل
- إسرائيل تدعو الإيرانيين لإخلاء منازلهم قرب المفاعلات النووية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - انخفاض أسعار النفط: تناقُص ريع السلطة وتزايد أعباء التخادُم وإدامة التحالفات