أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - عن عصبيّةِ الزَيِّ وغنيمةِ الولاءِ والمَكرَمة














المزيد.....

عن عصبيّةِ الزَيِّ وغنيمةِ الولاءِ والمَكرَمة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8300 - 2025 / 4 / 2 - 14:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قِلّةٌ من "المسؤولين" العراقيّين " التنفيذيّين- الكبار" هم من ارتدوا "الزيَّ العربيَّ- التقليديّ" أثناء تسنّمِهُم لمناصبهم.
بإمكانكَ استعراض صور الملوك ورؤساء الوزارات والوزراء ورؤساء الجمهوريّات الذين تعاقَبوا على حُكمِ العراق (ولأكثر من مائة عام)، لتجِد أنّ عدد هؤلاء قليلٌ جداً، ونسبتهم إلى المجموع العام ضئيلةٌ جدّاً.
الملك فيصل الأوّل، و صدام حسين، و غازي عجيل الياور، هُم من بين الملوك والرؤساء الذين ارتدوا هذا الزيّ.. والأوّلُ والثالثُ منهم كان هذا هو زيُّهُم التقليدي الرئيس.
من بينِ هذه القِلّةِ من ارتدى هذا الزيَّ في مناسبةٍ عامّة، أو بـ "نيّةٍ" حسَنةٍ للظهورِ بمظهرٍ مُختَلِف، أو بقَصدٍ(غيرِ سياسيٍّ) لمشاركةٍ الآخرينَ تقاليدهم في العَيشِ والمأكلِ والمَلبَس.
ولكن.. ومن بين هذهِ "القِلّة" أيضاً، ربّما كان هناكَ من يعتقِد أنَّ هذا "الزيّ" هو أصل العائلة، والمِلكيّة الخاصّة، والدولة.
وإنّ هذا "الزيّ" هو ليس مجرّدَ "زيٍّ" تقليديّ.
وإنَّ هذا "الزيّ" ربّما كان تجسيداً لارتدادنا العميق إلى أصولنا العميقة.
ومع كلِّ هذه "التفسيرات"، فإنَّ "مدلولات" هذا "الزي" قد لا تكونُ هذه فقط.
إنّ الخوف، كُلّ الخوف"، هو من تجسيدِ الرغبةِ في ارتداءِ هذا الزيّ لـ "منهَجٍ" مُحدّدٍ للتفكير.
"منهَجٌ" يقودنا إلى "الإيمانِ" بأنّ "المسؤولَ" الذي لا يرتدي هذا الزيّ (أو لا يعرِفُ كيف يرتديه)، ليسَ "عِراقيّاً"، وليسَ "ابن عشائر" و"مضايِف"، وأنّهُ لا يصلَحُ للإدارةِ والحُكم.. لأنّ "العراقيّ" في نهايةِ المطاف ليس "مُوَظّفاً" مُكلَّفاً بواجبٍ تنفيذيٍّ "عام"، وليسَ "مُواطِناً"، بل "ابنَ عشائر".
الخوفُ كّلُ الخوف هو من "إدراكٍ" شخصيٍّ لمسؤولٍ عام بأنّ لا أحدَ يصلَحُ لحكم العراق مالم تكُن العشائرُ "راضيةً" عنه.
الخوفُ كُلُّ الخوف هو من "تكريس" ظاهرة "ترييف" السُلطة"، ومن "تسريع" عملية انتقالِ "منظوماتِ القِيَمِ" الريفيّةِ إلى المدينة، ومن انتقالِ المدنيّة إلى التريّف، ومن "انتكاس" النمط التنمويّ من أنماط وعلاقات إنتاج رأسماليّة (أو شبه رأسماليّة)، إلى ما هو أدنى من ذلك بكثير.. أي إلى "الإقطاعِ" بكُلِّ مُلحقاتهِ ومنظوماتهِ و"ديكوراته".
"الاقطاع" الذي يُفتَرَضُ أنّنا غادرناه منذُ سبعينَ عاماً.
وباقترانِ ارتداء المسؤول التنفيذيّ الأول لهذا الزيّ بقدرتهِ غير المحدودةِ على منح "العطايا" و "المَكرَماتِ"، سنرتَدُّ سريعاً إلى مُقايضةِ "ولاءاتنا" بـ "أجرِ ما دونَ الكفافِ" الآدميّ، وبالخبزِ الأسوَدِ والتمرِ" الزاهدِ والزهديّ"، وبـ "فُتاتِ" الموائدِ الحكوميّة، وبـ "الفدانين" ومُلحقاتها، وبـ "السيّارات" وبهرجتها، وبـ "المسدسّات" وبدونها، وبـ "الآيفونات" وسواها.
وبممارستنا لهذهِ "الدَبكاتِ" الحكوميّةِ "ما قبل الحداثيّة"، وتكرارها(حكومةً بعد حكومة، ونظاماً بعد نِظام)، فنحنُ لم نُغادِر بعد، لا "مُلاّكَنا" الغائبين، ولا "سراكيلنا" الحاضِرين، وما زِلنا مُجرّدَ "أقنانٍ" مُرتبطينَ بالأرضِ، من خلالِ القبولِ بعبوديّةٍ "طَوعيّةٍ" قلَّ نظيرها في هذا العالم.
أرضنا السوداء هذه.
أرضنا العظيمةَ المُعذَّبة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُبلَةٌ كادحةٌ على السَطح
- عن هذا الذي يحدثُ في العالَمِ الآن
- هذا هو العالَم.. هذا هو العالَم
- أنا حيّ، أنا سعيد.. ولا أدري لماذا
- هل تشعرُ بالأمان حين تمشي وحدكَ في الشارع؟
- الماركسيّونَ المُفبرِكون والماركسيّونَ الحمقى
- خارجَ التُوَيج أسفلَ السُنبُلة
- الدولةُ والشارع وموتنا الرخيص في الهَواءِ الطَلِق
- لا أتَذَكَّرُ وجهكِ جيّداً.. لا أدري ما يشبهُ الآن
- التغطية الناقصة للحقيقة الكاملة: الفضائيات العربية والحدَثِ ...
- تداعيات الفوضى وإطالة مرحلة الانتقال في العراق وسوريا
- في هذا الزمان العجيب
- سعدون الذي كَسَر القَلَم في مدرسةِ العراق
- يا لَها من خيبة.. يا لَهُ من عراق
- سعدون الذي كَسَر -الجامة- في مدرسةِ العراق
- يا لها من ديموقراطيّة.. يا لهُ من عراق
- عن مسلسل معاوية ومسلسل دونالد ترامب
- ثنائيّة الدولة القويّة/الدولة الهشّة/ في العراق 2003-2025
- ثنائيّة الدولة الهشة/الدولة غير الهشّة/ في العراق 2003-2025
- دونَ قُبلةٍ واحدة.. فوق وجهي


المزيد.....




- ويتكوف يتوجه إلى إسرائيل.. وترامب يتعهد بإنشاء -مراكز للغذاء ...
- طلب لمصلحة السجون لتقديم الرعاية الصحية العاجلة لمحبوس احتيا ...
- -أنا أقود منظمة حقوق إنسان إسرائيلية بارزة: بلدنا يرتكب إباد ...
- -ضم الضفة قد يُسرّع الاعتراف بفلسطين-.. الخارجية الألمانية: ...
- لبحث المفاوضات مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.. ويتكوف يصل ...
- متهم بوضع مواد سامة للأطفال في مخيم صيفي.. الشرطة البريطانية ...
- الأندية السعودية تُغري ليفاندوفسكي.. هل يمكنه المقاومة هذه ا ...
- وزير الخارجية السوري يريد بناء -علاقة صحيحة- مع روسيا ولافرو ...
- إسرائيل تدخل الفتات لغزة وتقتل منتظري المساعدات
- وفيات أطفال غزة كل ساعة وحصيلة ضحايا التجويع ترتفع


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - عن عصبيّةِ الزَيِّ وغنيمةِ الولاءِ والمَكرَمة