صورة رجل الشرطة بالمسرح العراقي

رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 15:18
المحور: المجتمع المدني
    

لعب المسرح العراقي دورًا مهمًا في عكس قضايا المجتمع العراقي كان له دور في التعبير عن حالات المجتمع العراقي المختلفة، وكان لرجل الشرطة ظهور واضح في كثير من المسرحيات العراقية.
تباينت صورة رجل الشرطة عبر العقود ، فلم يقدّمه بصورة نمطية واحدة، بل عكس التغيرات السياسية والاجتماعية التي مر بها العراق ، فتعامل المسرح العراقي مع رجل الشرطة بواقعية، ففي الأوقات التي سادت فيها الحرية، كان يُنتقد بحدة وسخرية، أما في الفترات المضطربة أمنيًا، فظهر كحامٍ للنظام والاستقرار.
يعكس ظهور رجال الشرطة في المسرح العراقي أيضًا التاريخ السياسي والاجتماعي للعراق، حيث يمكن أن تعكس أدوارهم التغيرات في السلطة والقانون عبر الزمن ، وغالبًا ما يظهر رجال الشرطة في المسرحيات العراقية كجزء من تصوير الواقع الاجتماعي لتلك المرحلة ، حيث تعكس أدوارهم التحديات والقضايا التي يواجهها المجتمع العراقي.
قد تتناول المسرحيات قضايا الفساد، والجريمة، وتأثير الحروب والصراعات على المجتمع، حيث يلعب رجال الشرطة أدوارًا مختلفة في هذه القصص ، فالمسرح العراقي المعروف بجرأته في تناول القضايا الحساسة، قدّم هذه الشخصية بأبعاد مختلفة، من رجل القانون النزيه إلى الأداة القمعية للسلطة، وأحيانًا بصورة ساخرة في المسرحيات الكوميدية
1- رجل الشرطة كرمز للسلطة القمعية: في الفترات التي شهد فيها العراق أنظمة استبدادية، تناول المسرح العراقي رجل الشرطة كرمز للقمع، خاصة في الأعمال السياسية الساخرة، على سبيل المثال في بعض مسرحيات يوسف العاني مثل “المفتاح ورأس الشليلة، يظهر رجل الشرطة كأداة بيد الحاكم، يستخدم سلطته لترهيب المواطنين بدلًا من حمايتهم.
2- رجل الشرطة في المسرح الكوميدي: المسرحيات الكوميدية العراقية، خاصة خلال فترات الانفتاح في السبعينيات والثمانينيات، قدمت شخصية رجل الشرطة بشكل ساخر، مثلما رأينا في مسرحيات قاسم الملاك وعزيز خيون. كان يُصوَّر أحيانًا على أنه موظف بسيط يتورط في مواقف مضحكة، أو كشخص فاسد لكن بطريقة هزلية تكشف المفارقات في المجتمع.
3- رجل الشرطة كبطل إيجابي: مع تصاعد التحديات الأمنية في العراق بعد 2003، بدأت بعض الأعمال المسرحية في تقديم صورة أكثر إيجابية لرجل الشرطة، خاصة في المسرحيات التي تتناول الإرهاب والجريمة. فقد صُوِّر على أنه شخص يُواجه مخاطر كبيرة، لكنه يعمل بإخلاص للحفاظ على الأمن، في محاولة لإعادة الثقة بين المواطن ورجل الشرطة .
الخلاصة
ايجاد اليه تعاون بين كتّاب المسرحيات والشرطة يمثل أداة فعّالة لرفع وعي المجتمع حول الجرائم والظواهر الاجتماعية من خلال الفن ، عبر تضمين قضايا حقيقية أو مستوحاة من الواقع في النصوص المسرحية، يمكن تسليط الضوء على العنف، المخدرات، العصابات، وغيرها من الظواهرالاجتماعية المدانه ، بأسلوب يصل للجمهور بشكل مؤثر ومباشر ، هذا التعاون يهدف إلى التوعية والوقاية، وتحويل المسرح إلى وسيلة أمنية ناعمة تعزز من ثقافة القانون وتُشرك المجتمع في الحلول.

#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل