أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم نور الدين - انتفاضة غزة: قول الحق














المزيد.....

انتفاضة غزة: قول الحق


ابراهيم نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 09:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يحدث في غزة ليس مفاجئا وليس غريبا ويجب أن لا يكون كذلك أبداً. فالصبر الشعبي يصل مداه والاحتقان يتفجر ولا بد للمصدور أن ينفث.
ربما لم يعد ضروريا انتظار سقوط حركة حماس في قطاع غزة لنعرف رأي الفلسطينيين بها فقد بدا الشعب الفلسطيني في القطاع يعبر عن رأيه بكل جرأة وشجاعة وخرج في مسيرات مناهضة للحركة وبصوت واضح ومرتفع هذه المرة.
فالنزيف الدموي في القطاع لم يتوقف وبعد خمسين ألف ضحية ومئة ألف جريح صار لا بد للشعب الفلسطيني أن يخرج عن صمته ويقول قول الحق الذي يجب أن يستمع له الجميع. والعواطف الشعبية العربية التي حفزتها وسائل الإعلام الشعبوية الراكضة نحو تحصيل المشاهدات العالية كانت ذات دور سلبي في استمرار النزيف الفلسطيني. والتحليلات العاطفية التي بثها جنرالات الشاشة كانت سببا في استمرار عتمة نظر حركة حماس التي ظنت أن تلك التحليلات تعني نصرا مؤزرا لها.
لم تخسر حركة حماس النصر الذي وعدت به تحليلات المحللين بل ستخسر حكمها لقطاع غزة إذ يبدو أن لا عودة لحكمها في القطاع وهذه حقيقة بدا يصوغها الغزيون بأصواتهم عبر مسيراتهم المناهضة لحكم حماس ولا شك انهم مستعدون لكل التضحيات الممكنة لتحقيق ما خرجوا من أجله.
ستحاول حركة حماس إحباط المسعى الشعبي المناهض لها وقد تستخدم السلاح ضد المتظاهرين العزل فإن نجحت حماس في ذلك فمعنى هذا أنه تم بدعم إسرائيلي مباشر. وهذا لن يكون أمرا غريبا. فلم يعد خافيا أن حماس كانت صنيعة المخابرات الإسرائيلية في بداية الانتفاضة الأولى عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين لكي تكون الأداة الأقوى لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بصورة خاصة. كذلك كان سكوت إسرائيل على انقلاب حماس ضد السلطة الفلسطينية عام ألفين وسبعة سكوتا مشبوها وما جرى بعد ذلك من دعم إسرائيلي لسلطة حماس بتمويل خارجي لم يعد مصدره سرا لحكم حماس في غزة يشير إلى أن إسرائيل ربما منعت السلطة الفلسطينية من استعادة حكم غزة بالقوة. وظلت استراتيجية إسرائيل وبصورة خاصة منذ عودة بنيامين نتانياهو للحكم عام ألفين وتسعة إبقاء حماس قوية وإدامه حكمها لقطاع غزة لمواصلة أضعاف السلطة في رام الله.
كان بنيامين نتانياهو صاحب فكرة توريد التمويل الخارجي بقيمة ثلاثين مليون دولار شهريا إلى حماس وكانت الأموال تصل نقدا وعدا إلى تل أبيب وتنقلها حكومة بنيامين نتانياهو مباشرة إلى حماس التي كانت تستخدمها للتسلح وبناء الإنفاق وليس لتنمية القطاع ومساعدة أهله.
الذي كان بين نتانياهو وحماس ربما كان أكثر من مجرد تعاون بل يمكن تسميته بأنه "تحالف الأضداد" وكل طرف كانت له مصلحته في هذا التحالف الذي استمر بالتمويل الخارجي تحت سمع وبصر القوى العربية والإقليمية. وقد كانت حماس هي أداة إسرائيل الصلبة في تحطيم عملية السلام وتبخر مشروع حل الدولتين وظل بنيامين نتانياهو يعلن أنه لا يجد شريكا فلسطينيا حقيقيا للتفاوض معه.
والان مع استمرار الحرب واستمرار المظاهرات المناوئة لحركة حماس في القطاع لماذا يجب أن تخرج حماس من حكم غزة ومن كل غزة؟ فقد حكمت حماس غزة بالحديد والنار واستخدمت الدين للترغيب والترهيب وفرض سلطتها وثقافتها وتوجيه القطاع في الاتجاه الذي تريده الحركة بما يناسب مصالح إيران وإسرائيل التي تقاطعت أيضا مع مصالح بعض القوى الإقليمية الأخرى.
عندما لم يعارض الغزيون حماس في بداية الحرب لم يكن ذلك يعني تماسك الأرضية التي تقف عليها حماس ول يكن يعني تلاحم الشعب والحركة بل كان مجرد خوف ورهبة بعد صدمة القصف الإسرائيلي. أما الآن وبعد أن جرب الغزيون حالة الهدنة لأكثر من شهرين فقد استجمعوا شجاعتهم ليقولوا كلمتهم بالصوت العالي وينطلقوا لأجل مصلحتهم ومصلحة الأجيال المقبلة. كما أن ما شجع الغزيين على الانتفاضة ضد حماس هو نقمتهم على الحركة وميليشياتها التي ظلت مختبئة طوال أيام الحرب وخرجت أيام تسليم المخطوفين كما لو كانت في استعراض النصر وعندما تجدد القصف وبدا الفلسطينيون المدنيون يتساقطون بينما الميليشيات مختبئة انفجر الغزيون في مظاهرات عفوية ضد الظلم والاستبداد الحمساوي.
تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني ضد حماس كان نتيجة اقتناع الناس بأن المقاومة المسلحة على طريقة حماس لم تحقق أي إنجاز لمصلحة الفلسطينيين بل على العكس أعادت الاحتلال إلى القطاع. وما يحدث الآن يعكس حالة الإحباط العميقة لدى الغزيين الذين اكتشفوا إخفاقات الحركة سواء في الحكم أو في القتال.
لقد شاهد أهالي غزة ميليشيات حماس تخطف المساعدات وتتاجر بها. وشاهدوا الميليشيات تختبىء بين النساء والأطفال وفي المستشفيات والمدارس وهذا دفع الناس للانفجار في وجه الحركة بهذا الشكل الذي نراه الآن.
لا شك أن هناك من لا يريد الخير لفلسطين ولا لشعب فلسطين وقد تم استخدام الشعب الفلسطيني كثيرا ليكون أداة لخدمة مصالح اطراف خارجية باتت معروفة لا تريد للسلام أن يعم ولا تريد للخير أن يصيب الشعب الفلسطيني لأن السلام والخير لا يخدم مصالحها.
الشعب الفلسطيني يستحق حياة أفضل واهل غزة بالذات يكفيهم ما أصابهم من موت ودمار. لقد حان الوقت لتعود الحياة إلى قطاع غزة ويتم إعمارها وإعادتها إلى الحياة وتحويلها إلى ريفيرا الشرق الأوسط لأجل مصلحة شعبها وشعوب الشرق الأوسط.
وأخيرا لا ننسى قول الله تعالى "ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"، فهل حان أجل حماس في غزة؟؟



#ابراهيم_نور_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعايير المغلوطة للنصر والهزيمة
- بعد صمت المدافع اي نصر واي هزيمة
- الى متى يظل الوعي مفقودا؟
- ماذا انجزت معركة الاسناد؟ وهل اسندت غزة بالفعل؟
- النكبة الثانية: غزوة السابع من أكتوبر
- ويل للجاهلين
- اي غزة بعد الحرب
- حتى لا تتكرر الخطيئة: اللبنانيون والفلسطينيون يستحقون حياة أ ...
- الى اين يأخذك حزب الله يا لبنان
- سقوط الاعلام العربي وانتهازيته


المزيد.....




- شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
- ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
- أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو ...
- صفقات بين واشنطن والمنامة بنحو 17 مليار دولار.. عشية لقاء تر ...
- النووي الإيراني ـ الترويكا الأوروبية تهدد طهران بإعادة فرض ا ...
- ميخائيل بوغدانوف مهندس السياسة الروسية في الشرق الأوسط
- لماذا خاطب بزشكيان الإيرانيين المغتربين؟ خبراء يجيبون
- %52 من الإسرائيليين يؤيدون حكما عسكريا في غزة
- هآرتس: تدمير غزة يُنفذ عبر مقاولين إسرائيليين يتقاضون 1500 د ...
- عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل مهاجمة قوات النظام الس ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم نور الدين - انتفاضة غزة: قول الحق