أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي وتوت - الديمقراطية في العراق... أسطرة المفهوم -1














المزيد.....

الديمقراطية في العراق... أسطرة المفهوم -1


علي وتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من موريتانيا في أقصى الغرب الأفريقي وحتى الصين في الشرق الأبعد، لا يزال الاستبداد في السلطة، وشخصنتها في معظم الأحيان، يشكل العبء الأكبر الذي تنوء بحمله المجتمعات، والذي يعوق عملية الإصلاح السياسي للأنظمة الشمولية والدكتاتورية.
وإذا ما كان (فرانسيس فوكوياما) قد أعلن نهاية التاريخ بمعناه الأيديولوجي، وقرر بزوغ شمس اللبرالية والديمقراطية على أرض البسيطة... كأفضل السبل لرخاء الأفراد والمجتمع، فإن الديمقراطية تصبح أشبه بفعل دراماتيكي في المجتمعات التي درجت على دخول عصر اللبرالية بدون استحقاقاتها. وفي هذا الشأن تبدو الحالة العراقية مثلاً جلياً.
فلا شك أن تغييراً كبيراً حصل بسقوط رمز الدكتاتور في ساحة الفردوس بوسط بغداد، لكنه حصل بفعل متغير جلل هو الآخر ممثلاً بـ (الاحتلال). إذ لم يفلح العراقيون على الرغم من نضالهم الطويل وانتفاضاتهم المتكررة وتضحياتهم الكبيرة (تشهد بذلك مقابرهم الجماعية في الشمال والجنوب) من إسقاط النظام الدكتاتوري الصدامي البغيض. لكن الاحتلال (الأنكلو – أمريكي) للعراق كان ثمناً باهضاً لخلاص العراقيين من الدكتاتورية. فهل وافق العراقيون على استبدال الحكم القمعي المرعب الذي كان يجثم على قلوبهم سنين طويلة بالاحتلال الذي صار واضحاً بأنه يجثم على قلوبهم أيضاً ؟ أم إن هذا التساؤل غير واقعي بالأساس، فالجلي في هذا الشأن أن العراقيين في كلا الحالتين لم يكونوا يملكون الخيار ليقرروا ماذا يريدون وماذا يفعلون ؟
ويفترض المشهد السياسي الشائك في العراق إلماماً بمنظومة الديمقراطية وآلياتها الحداثية، لكنه بالمقابل يفترض رؤيةً واقعية للمتغير الأشد تأثيراً في واقع العملية السياسية متمثلاً بواقع الوجود الأمريكي البريطاني على الأرض العراقية. وبغض النظر هنا عن الآراء التي تدافع عن هذا الوجود الأمريكي البريطاني في العراق، أو تلك التي تهاجمه بشدة، فإن لهذا الوجود فاعليةً وتأثيراً لا يقل كثيراً عن الحجم الذي يقدره كثيرٌ من المحللين للوجود العراقي، مثلما هو مقارب لما تصوره بعض الفضائيات العربية.
لقد كان العراق ثاني دولة في الشرق باعتماده التغيير - بعد أفغانستان- وذلك بعد سقوط دولته الهشة بالإحتلال الأمريكي والبريطاني وباقي دول التحالف، ومن ثم توزع الجماعات العراقية وفق معايير ((جديدة/قديمة)) وإعادة تشكيل تحالفاتها، ومن ثم نكوص الأفراد في هذه الجماعات إلى هويات ضيقة (طائفية وأثنية ودينية) بعيدة عن الهوية الأوسع (العراقية). فما الذي جعل حس الولاء لدى الأفراد في العراق يتراجع إلى جماعاتهم التقليدية (دين، طائفة، أثنية) ؟ هل هو محاولة إعادة بناء الولاءات وفق منظومة مغايرة تعتمد بناء الولاءات الضيقة والصعود منها لتشكيل الانتماء الأوسع ؟ أم إن توجهات إدارة الاحتلال والقوى المستفيدة من فدرلة وتقسيم الجماعة العراقية هي من عزز الولاءات الضيقة ؟
فوفقاً للمتغيرات السياسية، ظل سائداً لوقت طويل سابق، في أوساط المشتغلين بالتنمية المستدامة، أن تفوق الحداثة هو أمر بديهي وميسور، وأنها ستُخرِج السمات التقليدية والعوامل الأزلية للتكوينات المجتمعية، ومن ثم ستُحِّل محلّها أسس عقلية ومشتركات المصلحة المشتركة التي تنهض عليها العلاقات الاجتماعية. وهكذا فإن الملامح الحديثة ستخمد الانتماءات الضيقة (الأثنية والدينية والطائفية). إذْ ستتوحد هذه المجموعات (الأثنية والدينية والطائفية) في سياق أكثر شمولاً للدولة الوطنية الحديثة.

يقرر نجوجي Ngugi (أنثروبولوجي غاني) أن الهويات القبلية أو الأثنية ليست هي ما يناسب اللحظة السياسية الراهنة المتمثلة بالدولة. ولكن لاشك أن ما حدث خلال العقود التالية من تعثر آليات التنمية قد أوجد مجموعة إشكاليات للدولة الحديثة في المجتمعات التقليدية ومنها العراق. ذلك أن الجماعات والتنوعات والهيئات الاجتماعية هي تنظيمات اجتماعية تقليدية تفتقد الحداثة. وكما نعلم فإن مشروع الدولة الوطنية هو منظومة حداثية ابتداءً !!.
إذ ظل التأثير الفاعل لجماعة العشيرة ـ ومن ثم القبيلة ـ سائداً بفعل عدم إنضاج مفهوم التحضر من قبل الدولة العراقية الراحلة، فعلى الرغم من أن مشروع الدولة الراحلة قد فشل بالكامل بعد انتحارها بسرعة مرعبة على أيدي قوات الاحتلال (والذي ظل يناقض تشبث حكام هذه الدولة بتاريخها الطويل !!). فمن الواضح أن حدود الجغرافيا الوطنية غير واضح لغاية الآن لدى فئةٍ كبيرة من الجماعات العراقية.



#علي_وتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في العراق... أسطرة المفهوم -2
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية-6
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 5
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 4
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -3
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -2
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية-1
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -الج ...
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية - 3
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -2
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية - 1
- أيتها الفيحاء... نحن لازلنا بالانتظار
- بأي حالٍ عدت يا... ؟
- مسارات جديدة... لنا
- (1-2) الفن في المجتمعات البشرية الأولى... البدايات
- (2-2)الفن في المجتمعات البشرية الأولى ... البدايات
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية - الجزء الرابع والأخير
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 3
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 1
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 2


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي وتوت - الديمقراطية في العراق... أسطرة المفهوم -1