أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي وتوت - إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -2














المزيد.....

إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -2


علي وتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الديمقراطية:
أما مفهوم الديمقراطية Democracy فالأصل اللغوي لـه في اللاتينية متأتٍ من مقطعين، هما: (Demo) [وفي الأصل Demas] بمعنى الشعب. و(Cracy) [وهي في الأصل Kritia) بمعنى حكم أو حكومة. وبهذا فإن المعنى الحرفي لمفهوم الديمقراطية هو (حكم الشعب). وقد نشأ المفهوم حاله في ذلك حال معظم مفاهيم العلوم الإنسانية في بلاد الإغريق، التي كانت تنتظم في تجمعات سياسية واضحة المعالم تدعى (دولة المدينة)، فـ(أثينا) كانت دولة و(كريت) كانت دولة وهكذا. تلك الدول المدن كانت تعيش نوعاً مميزاً من الديمقراطية وفقاً لما هو سائد في تلك العصور. إذ كانت تسمح لمواطنيها بانتخاب من يمثلهم في البرلمان.
ولكن كيف يتم حكم الشعب، أي بأية آليات ووسائل ؟ لاشك أن هناك آليات عدة لتحقيق حكم الشعب، منها ما يتم في الجماعة الصغيرة الحجم (في عدة دول حديثة يحدد عدد تلك الجماعة بأقل من خمسة آلاف)، فيصار إلى آلية الاقتراع الحر المباشر. وهناك آلية التمثيل (انتخاب ممثلين في برلمان لإدارة السلطة السياسية وإصدار القوانين) والتي تطبق في الجماعات الكبيرة (التي يزيد عددها عن خمسة آلاف). ونحن نقصد بمفهوم الديمقراطية الاصطلاح الغربي للمفهوم تحديداً.
لقد نشأت الديمقراطية الحديثة وتطورت أسسها الفكرية والنظرية وآلياتها العملية في مجتمعات ذات ثقافةٍ مغايرة (هي المجتمعات المسيحية الغربية التي نحت نحو العلمانية)، وعلى خلفية مرور تلك المجتمعات بظروف تاريخية واقتصادية وسياسية عاشتها وتفاعلت معها وبها، مثل محاكم التفتيش المسيحية وعصر الأنوار ومن ثم النهضة والثورة الصناعية (كما في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة)، فأصبح المعطى الحضاري والثقافي الحديث لتلك المجتمعات واقعاً يفرض نفسه على المجتمعات الأخرى، لتقليده والاستعانة بنموذجه.
إذ تحاول المنظومة الحديثة للديمقراطية التعامل مع الحاضر برؤىً نسبية، متغيرة، بعيدةً عن الثبات. فمنظومة القيم في المجتمع الغربي الديمقراطي باتت وفق صيرورتها - مع تطور الفكر الديمقراطي- منظومة (تُصنع صنعاً باستمرار) ولا تقوم على ثوابت، فما كان صالحاً بالأمس، قد لا يكون كذلك اليوم، والعكس صحيح، وقد يتبدل وضعه غداً. وهذا هو ما يفسر مثلاً النقلة النوعية الكبيرة في مفاهيم يتخيلها البعض مفاهيم ثابتة، كمفهوم الأسرة والزواج ومكانة ودور المرأة والقيم الأخلاقية والتربوية والشفافية والعدالة والمساواة أو التكافؤ أمام القانون و... ما إلى ذلك.
فالمؤسسة الأسرية، على سبيل المثال لا الحصر، والتي تبدو ظاهرةً تمتد في الزمان والمكان، لم تعد تحتفظ بصورتها الشائعة عنها في المجتمعات الغربية الحديثة. فإذا ما كان المعروف لدى المختصين في علم الاجتماع أن صوراً عدة من الأسر يمكن إحصاءها لهذه المؤسسة (زوج وزوجة مع أطفال، أو بمفردهما أو كما تدعى بالأسرة النواة (Nucleus Family)، أو داخل عائلة الأب لتشكل ما يدعى بالأسرة الممتدة (Extended Family)، مع أطفال). هذه الصور للمؤسسة الأسرية في الغرب تغيرت اليوم بشكل واسع، وازدادت تعقيداً، فضلاً عن تنوع العلاقات الاجتماعية ومنها (العلاقات الجنسية) التي تضمها، وذلك بالمقارنة بأوضاعها قيل جيل أو جيلين على سبيل المثال(1 ).
أما على المستوى السياسي تحديداً، تشيع في المجتمعات الديمقراطية مفاهيم دولة القانون، وفصل السلطات، ومجتمع المؤسسات. المؤسسات التي تؤدي كل واحدةٍ منها وظائفها وتشغل دورها، ولا تتدخل كل واحدةٍ منها في دور غيرها من المؤسسات، وكقاعدة ثابتة فإن المجتمع يتكون من خمسة مؤسسات اجتماعية هي: المؤسسة الأسرية، والمؤسسة التربوية، والمؤسسة الاقتصادية، والمؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية. (قد يضيف بعض الباحثين المؤسسة العسكرية وبخاصة في المجتمعات التي لا تستطيع ثقافتها من إنضاج أدوار الأفراد بشكل يوافق مفاهيم المجتمع المتحضر).
وفقاً لهذا الاتجاه، يُعدّ ُالتمأسس عملية تمثيلٍ للممارسات الاجتماعية التي تُصبِح منظمة بشكلٍ محبك، وتسـتمر في وضعها على أساس أنها مؤسسات. إن الفكرة هي هذا الإلزام المفيد للمجتمع الذي تقوم بـه المؤسـسات عن طريق ترسيخها للأدوار التي تشـتمل عليها في أذهان الأفراد. فالمدرسـة كواحدة من المؤسسات الاجتماعية، على سبيل المثال لا الحصر، تشـتمل على أدوارٍ عدة يقوم بها الأفراد المنضوين تحت لوائها (كأدوار المعلم والمدير والتلميذ، والدور الأخير يضم عادةً أدواراً مختلفة مثل المبتدئين والمتقدمين) والتي تعتمد أيضاً على اسـتقلال المدرسـة عن الوكالات الخارجية، كذلك تضم أدوار الآباء والمفتشـين والتي تكون مقترنة مع سلطة التعليم. وفي المجتمعات الحديثة والمتحضرة، فإنه لا يحصل أن تتداخل وظائف المؤسسات فيما بينها، ولا تتدخل المؤسسة في وظائف واختصاصات مؤسسة أخرى.

الهوامش
(1) نبيل شبيب: الديمقراطية.. منظومة قيم أم نظام حكم؟، موقع قناة الجزيرة، http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A6FAAFAC-4F89-4C5E-9E07-0AADA80BD593.htm



#علي_وتوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية-1
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -الج ...
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية - 3
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -2
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية - 1
- أيتها الفيحاء... نحن لازلنا بالانتظار
- بأي حالٍ عدت يا... ؟
- مسارات جديدة... لنا
- (1-2) الفن في المجتمعات البشرية الأولى... البدايات
- (2-2)الفن في المجتمعات البشرية الأولى ... البدايات
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية - الجزء الرابع والأخير
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 3
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 1
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 2
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 4
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 3
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 2
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 1
- المقامة الديمقراطية
- تنوير أهل العراق... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الحادي ع ...


المزيد.....




- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي وتوت - إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -2