أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - من سيملأ الفراغ السياسي في العراق؟ السيد مقتدى الصدر ينسحب من المعادلة..














المزيد.....

من سيملأ الفراغ السياسي في العراق؟ السيد مقتدى الصدر ينسحب من المعادلة..


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة مفاجئة أعلن السيد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، يوم الخميس 27 آذار، عدم ترشيح أنصاره وعدم المشاركة في التصويت من قبل التيار الوطني الشيعي في الانتخابات البرلمانية المقبلة. جاء القرار كالصاعقة على الساحة السياسية العراقية، خاصةً أن الصدر، بزعامته الكاريزمية وقاعدته الجماهيرية الواسعة، كان يُعتبر أحد الأعمدة الرئيسية في المعادلة السياسية. فما تداعيات هذا القرار؟ وهل يُشكّل بداية انزياح جديد في المشهد السياسي العراقي، أم أنه مجرد مناورة تكتيكية؟
سياق القرار وقراءات متضاربة
لم يأتِ قرار الصدر من فراغ. فخلال السنوات الأخيرة، شهد التيار الصدري تحولات جذرية، بدءاً من الانسحاب من العملية السياسية عام 2018، مروراً بدعواته المتكررة للإصلاح ومحاربة الفساد، وصولاً إلى مقاطعة الانتخابات الأخيرة عام 2021، والتي أعقبتها احتجاجات شعبية واسعة. اليوم، يكرر الصدر سيناريو المقاطعة، لكن هذه المرة مع إضافة جديدة: رفض دعم التيار الوطني الشيعي، الذي يضم أبرز خصومه، مثل تحالف (إطار التنسيقي) المدعوم من إيران.
هذا القرار يُقرأ من زاويتين: الأولى ترى فيه خطوة احتجاجية على فشل الطبقة السياسية في تحقيق مطالب الإصلاح، والثانية تعتبره محاولة للضغط على الخصوم لاستعادة النفوذ المفقود. فالصدر، الذي يمتلك قدرة فريدة على حشد الشارع، قد يكون هدفه إعادة العراق إلى ساحة الاحتجاجات، ما يضع الحكومة والكتل السياسية أمام خيارين: إما الاستجابة لمطالبه، أو مواجهة موجة غضب جديدة.
تأثيرات مباشرة على الساحة السياسية
1. تفكك التحالفات الشيعية :
يُعتبر التيار الصدري أحد المكونات الأساسية للمشهد الشيعي. قرار المقاطعة يعني مزيداً من التشرذم داخل "بيت الطائفة الواحدة"، مما قد يُضعف موقف الشيعة ككتلة موحدة في مواجهة الكتل السنية والكردية.
2. صعود القوى الموالية لإيران :
في غياب الصدر، قد يحاول الإطار التنسيقي )، الذي يضم فصائل قريبة من طهران، ملء الفراغ، مما يعزز النفوذ الإيراني في العراق. لكن هذا الأمر ليس مُضموناً، إذ أن قاعدة الصدر الشعبية قد لا تتحول تلقائياً إلى خصومه.
3. احتمالية عودة الاحتجاجات :
إذا قرر الصدر تحريك شارعه، فقد يشهد العراق موجة احتجاجات جديدة، خاصةً أن جزءاً كبيراً من الجمهور العراقي ما زال يعاني من تردي الخدمات وانتشار الفساد.
ردود الأفعال والمستقبل المجهول
لم تكن ردود الأفعال الرسمية بطيئة. فبينما رحب بعض السياسيين بقرار الصدر، واصفين إياه بـ(الضربة للفساد )، هاجمه آخرون واتهموه بـ( الهروب من المسؤولية ). أما الشارع العراقي، فمنقسم بين مؤيد يرى في القرار خطوة شجاعة، ومعارض يعتبره تخلياً عن دور سياسي كان يجب أن يُمارس من الداخل.
السؤال الأكبر الآن: هل سيقف الصدر عند حد الإعلان، أم أن قراره هذا هو مقدمة لتحركات أكبر؟ التاريخ السياسي للعراق يعلمنا أن الصدر لا يلعب أوراقه دفعة واحدة. قد تكون هذه الخطوة مجرد ورقة ضغط، أو ربما إيذاناً بعهد جديد من المواجهات الشعبية.
في النهاية، يبقى العراق أمام مفترق طرق. فإما أن يُفضي قرار الصدر إلى مرحلة سياسية أكثر هدوءاً عبر حوارات إصلاحية جادة، أو أن يُشعل فتيل أزمات جديدة في بلدٍ أنهكته التجاذبات. الخيار الآن بين أيدي النخبة الحاكمة: إصلاح حقيقي، أو مواجهة عاصفة قد لا يُحمد عقباها.



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الإنقاذ والتراجع
- الرقابة الأبوية على المراهقين بين حرية المقاهي وسلطة الأهل
- التحديات الأمنية والاقتصادية لتهريب النفط في الخليج العراق و ...
- كيف يتحكم الإعلام في عقولنا؟ صناعة الموافقة الخفية
- هل دخلت أميركا وكر الأفعى بضربها اليمن وصدامها مع أتباع الحو ...
- صناعة الأصنام والطواغيت: مجتمع بين عبادة الماضي واستغلال الح ...
- برمجة الأطفال والإعلان: كيف نصنع جيلًا واعيًا رقميًا؟
- العنف التلفزيوني: متعة بصرية أم خطر يهدد المجتمع؟
- النزاهة والشفافية: ركيزتان لإعادة بناء الثقة في الحكومة العر ...
- صناعة الوهم في عصر السوشيال ميديا
- فتوى الدفاع الكفائي.. هل كانت الحل الأمثل لدرء فتنة انهيار ا ...
- وداعًا يا أبا حمزة صوت العزة الذي لن يصمت
- هل العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة الشرق الأوسط ساحة الصرا ...
- هل تصبح إسرائيل جارة للعراق
- التحركات العسكرية الأمريكية بين التمويه والإستراتيجية الخفية
- إغلاق قناة -الحرة : قراءة في الدوافع والتداعيات
- التطهير العرقي في سوريا
- ترامب وسياسة العقوبات وتأثيرها على الاقتصاد العراقي والعلاقا ...
- الأمطار الأخيرة في محافظات العراق تكشف هشاشة البنية التحتية. ...
- توظيف الذكاء الاصطناعي في الكتابات الصحفية: ثورة في عالم الإ ...


المزيد.....




- استئناف الهجمات بين إسرائيل وإيران ليلاّ.. ماذا حدث في الساع ...
- مركز رصد الزلازل الإيراني: هزة أرضية بالقرب من منشأة -فوردو- ...
- حرب إيران وإسرائيل.. بنك الأهداف يتوسع
- الشرطة الإيرانية تعتقل عناصر خلية إرهابية عميلة للموساد وتضب ...
- سفارة موسكو في الجزائر تحتفل بيوم روسيا
- سفارة موسكو في نواكشوط تحيي اليوم الوطني
- إعلام: الولايات المتحدة تتخلى عن أوكرانيا بخفض المساعدات الع ...
- باكستان تعرب عن تضامن واضح مع إيران
- كيف نجح الموساد الإسرائيلي في اختراق إيران؟
- القسام تقصف مستوطنة إسرائيلية وتستهدف 11 جنديا بخان يونس


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - من سيملأ الفراغ السياسي في العراق؟ السيد مقتدى الصدر ينسحب من المعادلة..