طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 2 )

آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عند تناول طبيعة الجيش النظامي في العراق و اهدافه في زمن حكم صدام حسين الذي سقط على يد المحتل الأمريكي للعراق نجد أن الأمر مختلف كثيرا عن طبيعة الجيوش في باقي البلدان العربية , إذ لم يكن في العراق في زمن ذلك النظام جيشا واحدا بل كان هنالك ثلاثة جيوش نظامية :
الجيش الأول : الحرس الجمهوري الخاص , يمكن اعتبار هذا التشكيل العسكري جيش صدام حسين , بواسطة القدرات العسكرية العالية لهذا الجيش و الصلاحيات الكبيرة الممنوحة له تمكن صدام حسين من فرض أرادته على القوى العسكرية و الأمنية الأخرى في العراق .
الجيش الثاني : الحرس الجمهوري القيادة العامة , يمكن اعتبار هذا التشكيل العسكري جيش نظام حزب البعث الذي كان يحكم العراق .
الجيش الثالث : الجيش العراقي , يمكن اعتباره جيش الدولة العراقية , لقد كان عدد أفراد هذا الجيش تفوق كثيرا اعداد أفراد الجيشين الأخرين في العراق , لكن آلياته و معداته و تجهيزاته العسكرية كانت أقل تطورا من ما لديهما .
ما فعله المحتل الأمريكي للعراق متعمدا هو حل الجيوش الثلاثة في العراق , فكانت نتيجة ذلك انهيار كيان الدولة العراقية , و هذا ما كانت تخطط له الإدارة الأمريكية لبدء تجربة في العراق اطلقوا عليها وصف الفوضى الخلاقة , لكنها كانت تجربة فاشلة , فالفوضى التي خلقها المحتل الأمريكي في العراق لم تكن خلاقة بل كانت مدمرة للدولة العراقية و كارثية على الشعب العراقي .
قد يكون العسكر في جيوش بعض الدول أكثر تحضرا و نشاطا من باقي الشرائح الاجتماعية الأخرى , إذ من المؤكد أن بعض الشعوب لازالت تعيش في مرحلة ما قبل الدولة أو ما قبل التحضر و تحتاج الى نخبة قد يكون العسكر جزء منها لتولى إدارة عملية الانتقال الى مرحلة الدولة .
في بعض البدان الناشئة يظهر قادة عبارة عن رموز لمرحلة مفصلية تمر بها هذه البلدان , رمزا قوميا كالرئيس جمال عبد الناصر في مصر , او رمزا دينيا كالمرشد الأعلى الخميني في إيران , او رمزا وطنيا كالزعيم عبد الكريم قاسم في العراق , أما عند الشعوب التي انتقلت الى مرحلة الحداثة فقد انتفت عندهم الحاجة للقائد الرمز .
من خلال استعراض سريع لطبيعة الجيوش و أهدافها في المرحلة الحالية في عدد آخر من البلدان في الساحة الدولية تصبح الصورة أكثر وضوحا :
** جيوش البلدان الغربية و منها أمريكا هي جيوش من المجموعة الأولى , أي مجموعة جيش الدولة .
** الجيش في الصين هو من جيوش المجموعة الثانية , أي مجموعة جيش النظام , حيث يقود الحزب الشيوعي الصيني نظاما هدفه بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية .
** الجيش الروسي هو جيش من المجموعة الأولى , أي مجموعة جيش الدولة , إن هدف هذا الجيش هو إعادة بناء الدولة الروسية و جعلها من الدول العظمى مرة أخرى .
** الجيش في كوريا الشمالية , هو جيش من المجموعة الثالثة , أي مجموعة جيش القائد .
** في إيران هنالك الحرس الثوري الإيراني و هو من جيوش المجموعة الثانية , أي مجموعة جيش النظام , و يوجد في إيران جيش نظامي آخر , هذا الجيش هو من المجموعة الأولى , أي مجموعة جيش الدولة .
** جيوش دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي هي جيوش من المجموعة الثانية . أي مجموعة جيش النظام , و النظام في هذه الدول هو نظام حكم العوائل الحاكمة .

#آدم_الحسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات