أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس ... مَنْ انتصر على مَنْ ...؟















المزيد.....

اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس ... مَنْ انتصر على مَنْ ...؟


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَنْ انتصر على مَنْ ...؟ هل انتصرت حماس على إسرائيل ... أم إن العكس هو الصحيح و إن إسرائيل هي التي انتصرت و قضت على نسبة كبيرة من قوة حماس العسكرية , مهما كان الجواب فإن الأكيد هو أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قد دفع بعد عملية طوفان الأقصى ثمنا باهضا هو الأكبر في تاريخ نضاله من أجل قضيته العادلة .
ستعمل الماكنة الإعلامية لحركة حماس و بمشاركة حلفائها على تصوير الاتفاق على وقف إطلاق النار بينها و بين إسرائيل على أنه نصر تاريخي للشعب الفلسطيني رغم أن القضية الفلسطينية قد رجعت الى حالة أسوء من ما كانت عليها قبل عمليتهم التي أسموها طوفان الأقصى في 7 اكتوبر 2023 , فقطاع غزة مدمر من أوله الى أخره بشكل شبه كامل , 70% من أبنيته اصبحت غير صالحة للسكن و حصيلة الشهداء و الجرحى الفلسطينيين من سكان قطاع غزة قد تجاوز 160 الف إنسان معظمهم من المدنيين من أطفال و نساء و شيوخ و هنالك الاف الجثث التي لازالت تحت الأنقاض , لكن المدافعين عن ادعاء حماس في تحقيق النصر يستشهدون بالكثير من الأمثلة التي مرت بها البشرية و كيف أن تضحيات الشعوب من أجل الحرية و دحر الاحتلال الأجنبي كانت هائلة , فالشعوب السوفيتية قدمت أكثر من 26 مليون قتيل و أضعاف هذا العدد من الجرحى في حرب تحرير الاتحاد السوفيتي من النازية , و كذلك الحال بالنسبة للشعب الصيني و تضحياته التي كانت بالملايين ضد الاحتلال الياباني لأرضه , أو ما قدمه الفيتناميون من تضحيات لتصديهم البطولي للغزاة الامريكان , و الجزائر التي قدمت التضحيات المليونية في حرب التحرر من الاستعمار الفرنسي .
إن قائمة تضحيات الشعوب من أجل التحرر من الاحتلال طويلة و مؤلمة و قاسية , لقد صارت لتضحيات غزة مكان في هذه القائمة الخالدة .
من أجل قراءة موضوعية للأحداث لابد من وضع العديد من الحقائق في ميزان الربح و الخسارة على طاولة التحليل , من هذه الحقائق :
اولا : اعتبرت الصهيونية الدينية أو ما يطلق عليها تسمية اليمين اليهودي المتطرف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إضاعة لفرصة تاريخية لتهجير السكان الفلسطينيين من قطاع غزة و أخلائها من هؤلاء الحيوانات البشرية , حسب وصف قادة اليمين اليهودي المتطرف للفلسطينيين , و حسب خططهم كان ممكن لهذا التهجير إضافة أرض قطاع غزة الى دولة إسرائيل .
ثانيا : تخلت إسرائيل عن تحديد مستقبل غزة و كما كان يسمى اليوم التالي لوقف إطلاق النار حيث فشلت إسرائيل في إنهاء وجود حماس في غزة لذا يمكن القول أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهم هدف من اهدافها العسكرية و السياسية في حربها على غزة .
ثالثا : فتح اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و المقاومة في غزة الباب أمام حماس للصعود على المسرح السياسي الفلسطيني و من المحتمل جدا ان هذا الصعود سيكون من خلال تطبيق الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية و منهم فتح و حماس الذي جرى في بكين برعاية القيادة الصينية حيث أن جوهر هذا الاتفاق هو اندماج حماس و الجهاد الإسلامي ضمن هيكل منظمة التحرير الفلسطينية و اعتبار هذه المنظمة هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني مما سيسمح للسلطة الفلسطينية بمد سلطتها الى قطاع غزة .
رابعا : يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس في مرحلته الأخيرة انسحاب إسرائيل من كامل قطاع غزة بضمنه الانسحاب من معبر رفح و محور فلاديلافيا , و هذا يخالف كل الأهداف التي أعلنتها حكومة نتنياهو سابقا .
خامسا : بعد الانتهاكات الهائلة المنافية لأبسط المبادئ الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة دخل الغرب الجمعي بأزمة أخلاقية حادة لن يتخلص منها إطلاقا لكونه من المدافعين عن إسرائيل و حليف لها حيث كان يصفها دائما بأنها الحالة النموذجية للديمقراطية و احترام حقوق الأنسان .
سادسا : أدى ارتكاب الحكومة الإسرائيلية للإبادة الجماعية في غزة الى صدور قرار من محكمة العدل الدولة يدين إسرائيل و للمرة الأولى في تاريخها بالإضافة الى صدور مذكرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي و وزير دفاعه للتحقيق معهم حول الجرائم البشعة التي ارتكبوها في غزة , لقد صار الغرب الجمعي مذهولا جدا و لا يعرف كيف يتصرف حين يتم إتهام إسرائيل و قادتها و هي أهم و أقوى حليف لهم في الشرق الأوسط .
سابعا : وصل صوت قضية الشعب الفلسطيني العادلة الى مئات ملايين البشر من مواطني البلدان البعيدة لدرجة ظهور تظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية في اقصى شرق العالم و غربه و في افريقيا في أقصى جنوبها و في أمريكا الجنوبية التي تحركت فيها بعض الدول لدعم غزة بقدر اكبر من ما قامت بعض الدول العربية من نشاط داعم لأهل غزة .
ثامنا : تحسن الموقف الدولي إزاء القضية الفلسطينية فقد زاد عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين و قيام عدة دول بقطع أو تجميد علاقاتها الدبلوماسية و التجارية مع إسرائيل من ضمنها دول في حلف الناتو .
تاسعا : انسحاب اليمين المتطرف من حكومة نتنياهو , و هذا الانسحاب قد يسقط هذه الحكومة في المراحل اللاحقة .
عاشرا : حصل مشروع التطبيع مع إسرائيل المشروط بحل الدولتين على جرعة مغذية حيث أدرك الكثير من قادة الدول أن تطبيع الحكومات العربية مع إسرائيل دون إعطاء الشعب الفلسطيني جزء مهم من حقوقه من خلال حل الدولتين لا يخلق سلام و لا أمن دائم بل بالعكس سيبقي الشرق الأـوسط في حالة عدم استقرار دائم أذ أستمر حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة .
حادي عشر : ما جرى في الخمسة عشر شهرا الماضية كان عبارة عن جولة هي الأكثر دموية في نضال الشعب الفلسطيني أظهرت فيها إسرائيل استعدادها لارتكاب أبشع أنواع القسوة و جرائم الحرب , قد يكون سبب ذلك هو أن إسرائيل قد شعرت فعلا بخطر حقيقي كبير يهدد وجودها فاستنفرت بدعم من قيادات اليمين اليهودي المتطرف " الصهيونية الدينية " كل إمكانياتها في البطش و القتل و التدمير , من المؤكد أن هذا لم يكن في حسابات حركة حماس حين أقدمت على تنفيذ عمليتها طوفان الأقصى فكان الطوفان على غزة و أهلها .
لغاية هذا اليوم لا يمكن تحديد مَنْ انتصر على مَنْ في غزة , إذ لابد من انتظار ما سيرسمه الرئيس الأمريكي ترامب من خطوط عامة و رئيسية لطبيعة الفصول القادمة من الصراع في الشرق الأوسط التي ستكون نتيجة لمخرجات الصفقة التي سيتفق عليها الرئيس ترامب مع الرئيس الصيني حيث كانت القضية الفلسطينية أحد الأمور الأساسية التي تم تناولها خلال آخر مكالمة هاتفية تمت بينهما قبل أيام , بالإضافة الى صفقة ترامب - بوتين التي سيتم الاتفاق على تفاصيلها قريبا و التي ستشمل ملف أوكرانيا و البرنامج النووي الإيراني و القضية الفلسطينية و غيرها .
أن استقرار الوضع الدولي و إشاعة الأمن و السلام في العالم لا يمكن أن يتحقق إلا بتوافقات و صفقات بين الثلاثة الكبار ترامب و بوتين و شي جين بينغ .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 3 )
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 2 )
- الأسباب و النتائج المترتبة على انهيار محور المقاومة ( 1 )
- اضطراب المعادلات السياسية في سوريا ( 2 )
- اضطراب المعادلات السياسية في سوريا ( 1 )
- سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 2 )
- سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 1 )
- الانتخابات الأمريكية القادمة مفترق طرق ( 2 )
- الانتخابات الأمريكية القادمة مفترق طرق ( 1 )
- طوفان الأقصى نتيجة أم سبب ... ؟
- التيار الصدري في العراق حركة شعبوية مسلحة
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 5 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 4 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 3 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 2 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 1 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 3 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 2 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )
- ظهور الدواعش عبر التاريخ


المزيد.....




- مصر.. هكذا رد علاء مبارك على سؤال عن -سيدة- تدعي أنها ابنة ح ...
- ترامب يستهدف الهند برسوم جمركية نسبتها 25 %
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الهند بسبب صفقاتها مع ...
- موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
- مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف بيع القنابل والبنادق لإسرائيل ...
- تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط ...
- وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل ...
- الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
- هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس ... مَنْ انتصر على مَنْ ...؟