أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناصر علي ناصر - اللصوص يتألقون














المزيد.....

اللصوص يتألقون


ناصر علي ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 07:21
المحور: القضية الفلسطينية
    



في ليلة اتصل بي أحد الأصدقاء من محافظة رفح مقدما لي دعوة لزيارته في منزله دون إبداء أي أسباب لهذه الزيارة ، وفي اليوم الثاني لبيت الدعوة وذهبت إليه ، وإذ به يرفض إدخالي منزله مما فاجأني ، ولكنه تدارك الأمر بسرعة وابلغني بابتسامة سأدعوك لوجبة لصوصيه دسمة ، واصطحبني بسيارته الخاصة لحدود رفح الشمالية خلف مستشفي تل السلطان ، وهي منطقة حرشية ذات كثبان رملية ومخيمات اللاجئين المهدومة منازلهم ، وبدأ بسرد القصة عندما وصلنا لمكان محدد تنشط به حركة العمران والبناء ، قائلا هذه الأرض استولت عليها أحد العائلات بحجة ميراث (عن أحد النساء ) حيث تم تقسيمها وبيعها وفق قطع محددة ، فسارعت بالسؤال وأين الحكومة والرئاسة ومن هذا ؟ فابتسم ابتسامه سخرية من السؤال وأشار لي بإصبعه على أحد القطع قائلا هذه مملوكة لأحد أخوة مستشار الحكومة وقد قام ببيعها وهبت له مجانا ، وهذه القطعة مملوكة لأحد أخوة عضو مجلس تشريعي وهبت له مجانا أيضا ، وهذه لأحد المحاميين المشهورين وهذه لفلان وهكذا وجدت أن معظم الشخصيات لهم نصيب بأسماء الأخوة أو الزوجات ، ووهبت مجانا لهم .
فلاحقته بسؤال أخر وأين أهل الحي وأئمة المساجد والقوي الوطنية والإسلامية من ذلك ؟ فبادرني بتعجب وهل أنت من كوكب آخر ، فأهززت رأسي أن رسالته قد وصلت وقد فهمت المقصود ، فلاحقني متوقفا أمام قطعه تبلغ حوالي دونمان قائلا هذه اشتراها أحد أئمة المساجد بثمن بخس جدا .
إذن الأرض تم تقسيمها وكلا حصل على نصيبه ، وأن الجميع قبض الثمن وتحولت لأمر واقع ، والسائل والمسئول في كفة واحدة .
وبعد العودة أحضر لي أحد المواطنين ليطلعني علي الثمن الذي أشتري به قطعة الأرض من أحد أخوة المستشار الحكومي والذي بلغ أكثر من ثمان آلاف دينار أردني .
الخطير هنا التحايل علي النفس وهي قصة قديمة حديثة بحرفنة السرقة واللصوصية والرشوة العلنية المتسترة بأسماء الأقرباء والأخوة والزوجات ... الخ ، فالمركب تسير ببحر النهب والمواطن البسيط المغلوب على أمره هو ضحية هذا المشهد .
وهذا ليس ببعيدا عن بداية كل شهر حيث تصل كميات الأدوية للخدمات الطبية ولا تصمد أكثر من أربع أيام في صيدليات الخدمات الطبية ، وتتحول إلي صيدليات المنازل أو للبيع ، حيث يحصل الفرد على كمية تكفي عشرون مريضا لأن صديقه الطبيب أراد خدمته ومرر له كمية الأدوية بشكل رسمي ، أو لعلاقته الجيدة بأحد الأطباء ، واتفقوا علي قسمة الغنيمة الشهرية ، وعلي المريض الذي لم يملك ثمن الدواء وهو يمتلك تأمين صحي مدفوع القيمة أن يموت لأنه لن يجد الدواء ، أو يشتريه من حسابه الشخصي إن أمتلك ثمنه . أو يصرف له نوع بديل لا يغني ولا يشفي ، لأن النوع الأصلي محتفظ به لأغراض خاصة لا يعلمها سوي الطبيب والصيادلة في الخدمات الطبية .
في ظل حراب البنادق المشرعة بمحافظة شمال غزة والمحافظة الوسطي ، يتواصل نزيف الدماء ، ويتواصل نهب الشعب الذي أنقسم علي نفسه بين مدافع عن تنظيم ، ومهاجما لتنظيم ، وهم يتضاحكون ويتسامرون وينهبون .
فأطهرهم ذنبا أعوج ... وأشرفهم ذئب متربص بالغنيمة ... وأرقام الحسابات تزيد وتزيد ولا يهم إن كانت باسم زوجه أو أخ أو صديق .....



#ناصر_علي_ناصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيدي المتوضئة وألأيدي السكرجية(قوة تنفيذية وأجهزة أمنية
- عدو عاقل خير من صديق جاهل
- السعودية وحماس علي خط التماس
- المتسكعون علي الجراح ورواتب الموظفين
- بيان كتلة نواب فتح في المجلس التشريعي حول تعيينات حكومة حماس


المزيد.....




- إيتمار بن غفير: استئناف إرسال المساعدات إلى غزة -خطأ فادح-
- -جزر الكناري لها حدود-: الغضب يتصاعد في تينيريفي ومطالبات بض ...
- ماذا يحدث في العالم إذا اختفى النحل؟
- -هل بإمكان دول الخليج أنْ توقف الآلة العسكرية الإسرائيلية؟- ...
- حياة فوق الركام ..عودة أسر نازحة شمال سوريا رغم التحديات
- السعودية تحذر من خطورة استمرار إسرائيل في انتهاكاتها الصارخة ...
- فانس: عملية السلام الأوكرانية وصلت إلى طريق مسدود ولذلك يتحد ...
- حل لغز ثوران بركاني هائل حدث قبل 120 مليون سنة في المحيط اله ...
- بيسكوف: التسوية في أوكرانيا تحتاج عملا ووقتا لدراسة التفاصيل ...
- مصر.. سقوط طائرة في البحر المتوسط


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناصر علي ناصر - اللصوص يتألقون