زيارة لافروف إلى إيران في الإعلام الروسي: تحالف استراتيجي أم تحديات جديدة؟

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر
(Najah Mohammed Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حظيت زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى طهران باهتمام واسع في وسائل الإعلام الروسية، حيث ركّزت التغطيات على محاور التعاون التجاري، التطورات الإقليمية، والقضايا الجيوسياسية. وجاءت هذه الزيارة في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية على إيران، وسعي البلدين لمواجهة العقوبات وتعزيز التعاون الاقتصادي ولعب دور مشترك في الشرق الأوسط.

إبراز رسالة بوتين إلى رئيس إيران

سلّط موقع لينتا الروسي الضوء على نقل لافروف تحيات الرئيس فلاديمير بوتين إلى نظيره الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقائهما في طهران.

كما ذكرت وسائل إعلام روسية أخرى أن لافروف أجرى محادثات مع عباس عراقجي، حيث ناقشا الوضع في سوريا، وآفاق تسوية البرنامج النووي الإيراني، وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك.

التعاون التجاري والاقتصادي

بحسب وكالة إزفستيا، التي أرسلت مراسلاً ضمن الوفد الإعلامي المرافق للافروف، فقد تم التركيز على استمرار التعاون الاقتصادي والتجاري بين موسكو وطهران، حيث تم الاتفاق على تطوير المشاريع المشتركة، لا سيما في مجالي الطاقة والنقل. كما أُثيرت قضايا متعلقة بسوريا، لبنان، أفغانستان، الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وبحر قزوين.

الوضع في الشرق الأوسط وسوريا

ذكرت صحيفة كوميرسانت الروسية أن زيارة لافروف إلى إيران جاءت مباشرة بعد محادثاته مع وزير الخارجية التركي في أنقرة، مما يشير إلى مساعٍ روسية للتعامل مع “الحقائق الجديدة” في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة تعمل على تعزيز علاقاتها مع دمشق، وهو ما يفرض واقعاً جديداً على موسكو وطهران.

بدورها، أفادت وكالة آر. بي. كا الروسية بأن موسكو تحاول إعادة تثبيت نفوذها في سوريا عبر المفاوضات مع الحكومة الجديدة في دمشق بشأن استمرار تواجد قواعدها العسكرية. كما تناولت تصريحات لافروف في أنقرة حول أن المواجهة الجيوسياسية في المنطقة دخلت مرحلة جديدة، مع إشارته إلى دور الولايات المتحدة في دعم “النزعة الانفصالية الكردية”.

مشروع السكك الحديدية رشت - أستارا

أما وكالة تاس فقد تناولت الجوانب الاقتصادية للزيارة، مشيرةً إلى أن روسيا تتوقع بدء العمل قريباً على مشروع خط السكك الحديدية بين رشت وأستارا، وهو مشروع استراتيجي في ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب. ونقلت عن لافروف تأكيده أن موسكو ستوفر قرضاً لتمويل المشروع.

العلاقات التجارية والتعاون متعدد الأطراف

من جانبها، ذكرت وكالة ريا نوفوستي أن لافروف أشار إلى “ديناميكية إيجابية” في التجارة بين إيران وروسيا، معرباً عن أمله في التنفيذ القريب لاتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

كما شددت وسائل الإعلام الروسية على أن موسكو وطهران تتعاونان في إطار منظمات متعددة الأطراف، مثل منظمة شنغهاي للتعاون، بريكس، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بهدف مواجهة الضغوط الغربية وتعزيز مكانتهما في النظام العالمي.

استقبال لافروف في طهران

نشرت صحيفة كومسومولسكايا برافدا تقريراً لافتاً عن استقبال لافروف في طهران وسط طقس شديد البرودة بلغ -6 درجات مئوية، مما أدى إلى تعطيل المدارس والإدارات الحكومية. وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة لافروف كانت سريعة ومكثفة، حيث استغرقت ست ساعات فقط قبل أن يتوجه إلى قطر.

رسالة موسكو وطهران إلى واشنطن

خلصت معظم التقارير الروسية إلى أن موسكو وطهران تتشاركان موقفاً معارضاً لمحاولات واشنطن فرض هيمنتها على العالم، وهو ما أشار إليه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته لموسكو في يناير الماضي، حيث أكد أن إيران وروسيا لن تقبلا بعالم أحادي القطب تقوده الولايات المتحدة.

خاتمة

تُظهر التغطية الإعلامية الروسية أن زيارة لافروف إلى طهران جاءت في لحظة حساسة، مع سعي البلدين لتعزيز تعاونهما في مواجهة الضغوط الغربية، خاصة في مجالات التجارة، الأمن الإقليمي، والملف النووي الإيراني. وبينما تعمل روسيا على الحفاظ على نفوذها في سوريا وسط المتغيرات الإقليمية، يبدو أن التحالف بين موسكو وطهران يتجه نحو مزيد من التماسك، على الرغم من التحديات المتزايدة.

#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل