أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - المقاومة والجبهة المفككة















المزيد.....

المقاومة والجبهة المفككة


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد جاء اعدام الرئيس العراقي ليشكل ناقوس خطر يدق في عالم قوى المقاومة والممانعة في العالم اجمع وفي العالم العربي والاسلامي بشكل خاص, فقد بدا واضحا حجم الهجمة التي انطلقت من مؤيدي الرئيس العراقي ضد ايران والشيعة وكاد البعض يعتقد ان امريكا براء من دم صدام حسين ومن جرائمها في العراق وبدل العودة الى الاساس وهو الاحتلال الامريكي ينشغل البعض بتوسيع رقعة الصراعات الداخلية ويبدو ان لعبة المحتلين لا زالت تنطلي على الجميع, فقد يكون هناك من يذكر ان المقاومة الفلسطينية قبل عام 1948 انشغلت بالهجرة الصهيونية الى فلسطين ونسيت من يسهلها ومن يسعى لتحقيق اهدافها وجعلت منه حكما ممثلا بالاحتلال البريطاني آنذاك الى ان كان ما كان واليوم تتكرر الماساة في كل مكان.
العالم اليوم تحكمة ثلة بذيئة من تجار الدم والموت, ممثلين بالولايات المتحدة التي تقف على راس مجموعة من الاعوان موحدين متماسكين ثابتين على مواقفهم رغم التباينات الواضحة في مصالحهم هنا او هناك, الا ان ادراكهم لاهمية التوحد حول الموقف الاهم وهو ضمان السيطرة على مصادر الطاقة والمواد الاولية والايدي العاملة الرخيصة والاسواق الضخمة لمئات الملايين من الافواه المفتوحة في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية, هذا العالم لم يختلف جوهريا على احتلال العراق او افغانستان او ضرب الصومال او حصار سوريا او احتواء لبنان وتحطيم مقاومتها, او حصار السودان لاخضاعها لارادتهم او ضرب الصومال او اعتقال رئيس بنما الشرعي او اعدام الرئيس العراقي والبطش ببلاده وشعبه او اخضاع الشعب الفلسطيني لحصائر معادي بلا حدود وترك اسرائيل تبطش به كما تشاء, هذا العالم ناقش لغة واختلف لفظا وتوحد عملا ضد ايران ومشروعها النووي, كانت مصالح روسيا في بحر قزوين موحدة مع مصالح امريكا هناك, وبدل التحالف مع ايران لاضعاف امريكا في منطقة نفوذ مهمة لصالح روسيا الاتحادية كان العكس التحالف مع امريكا لاخراج ايران من المنطقة واضعاف تاثيرها على الحركات المناوئة للوجود الروسي في البلدان الاسلامية وكذا وجدت الصين نفسها في نفس الخندق لتحمي مصالحها في بحر الصين الجنوبي ضد البلدان المحيطة او لتدفع امريكا لتخفيف تدخلها هناك وترك السيطرة للصين في مقابل الدول المحيطة بما في ذلك الفليليبين وماليزيا وفيتنام وغيرها.
هذا العالم وجد من المفيد ان يطلق الحرية لليابان لاستعادة جيشها ووازرة دفاعها وتطوير بنيتها العسكرية ما دامت ستصب في النهاية في خدمتهم, وبات واضحا بشكل جيد ان المسلة ليست عرقية او دينية بقدر ما هي مصالح متداخلة وان العرق الاصفر لم يعد العرق المتخلف المرفوض بل سمح له علنا بدخول نادي الكبار والمشاركة باللعبة خدمة للاهداف المشتركة لهم جميعا, وهؤلاء يدركون جيدا معنى المصالح المشتركة واهمية التحالف في سبيلها فالتنازل لصالح المصالح الروسية في بحر قزوين والمصالح الصينية في بحر الصين الجنوبي مقابل اطلاق العنان للمصالح الامريكية في المنطقة العربية والاسلامية وكذا في امريكا اللاتينية هو تنازل مصلحي لانجاز النجاحات الضرورية وحشد التحالفات وادارتها بشكل صحيح لتحقيق الاهداف المرجوة.
مقابل هذا التحالف الغير مقدس بين الولايات المتحدة والصين وروسيا واوروبا الغربية واليابان هناك تفكك ماساوي يعيشه العالم موضوع الابتزاز, فلا شعار البلدان الفقيرة ولا عدم الانحياز ولا العروبة ولا الاسلام قادرة على ايجاد ادنى رابط بين اصحابها او اقامة حد ادنى من التحالفات والتنسيق, فكوريا تسعى لحل مشكلتها بعيدا عن الجميع وايران تواجه مصيرها بدون تحالفات اللهم الا سوريا وهي تخسر بسبب موقف سخيف في العراق وعدم اتمام تحاف مبداي مع المقامة العراقية او عدم السعي وحشد الجهود لوقف الفتنة الطائفية اكثر بكثير مما هي بحاجة اليه من تحالف مع محيطها وبدل ان تكون المقاومة العراقي وايران قوة في وجه عدو مشترك نجدهم ينشغلون ببعضهم مقدمين هدية مجانية للولايات المتحدة وحلفائها باضعاف دورهم وتسهيل مهمة اعدائهم في المنطقة وكذا تختلف المقامة اللبنانية مع المقاومة العراقية وتعيش المقاومة الفلسطينية كارثة صراعاتها الداخلية ويتنازع اللبنانيون فيما بينهم ومع حلفائهم التاريخيين ايضا لصالح النجاحات الامبريالية المتواصلة ويسعى الظواهري لتسخيف كل من حوله داعيا الولايات المتحدة لمفاوضته وتقف امريكا على راس قوة موحدة مقابل عالم من الفقراء والمضطهدين ومسلوبي الثروة والارادة مفكك لا يعرف ادنى اسس التحالف او التناقض.
الاسئلة المهمة الآن لم لا ينجح التحالف السوري الايراني السوداني الصومالي مع قوى المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان وافغانستان والصومال والقوى الحية في امريكا اللاتينية, لم لا نملك القدرة على صياغة تحالف حي مع كل من الصين وروسيا ولم لا يمكننا اختراق جبة اوروبا امريكا الموحدة ضدنا ولا ندري اين يمكن ان نجد خيوطا مشتركة مع كوريا الشمالية, ولم لكل منا لغته وخطابه وجميعنا نتحدث عن الاستعداد لمفاوضة امريكا واسرائيل ولا نجد وسيلة لمفاوضة بعضنا او لايجاد وسيلة للتوافق فيما بيننا.
لايمكن النجاح لجبهة مفككة ضعيفة غير متماسكة ولا تملك رؤية موحدة ولا تتقن التنازل بعض الشيء هنا او هناك لصالح الحلفاء الممكنين في كفاحها ضد اعداء استراتيجيين, فالخلاف الذي يتنامى في اوساط العالم الاسلامي ونجاح امريكا واعوانها في تاجيج الخلاف الطائفي او المذهبي المقيت في المنطقة دون مبررات حقيقية بل مع الادراك التام انها السبب اي الولايات المتحدة فرغم الادراك التام مثلا انها هي التي تقف وراء اعدام صدام حسين الا ان البعض راى في بضعة كلمات اطلقت عند منصة الاعدام سببا لنسيان الدور الامريكي واعتبار الجريمة من صنع الشيعة لا اكثر ولا اقل, وبدل ان يتوحد الجميع في مواجهة الاحتلال الامريكي في العراق والذي يشكل تهديدا مباشرا لايران وكذا يشكل اضعاف ايران في مواجهة الخطر الامريكي خطرا حقيقيا على المقاومة العراقية.
ان المصالح المشتركة هي التي يجب ان تلعب دورا رئيسيا في التحالفات والتناقضات لدى قوى وشعوب العالم الثالث, ومن غير المعقول ان يكون للصراعات السخيفة وبعض المماحكات تاثيرا اكبر بكثير من المصالح الاستراتيجية لشعوب المنطقة, فالجميع مهدد والجميع واقع تحت الخطر الامبريالي في المنطقة لكن الماساوية ان الجميع ايضا يترك الخطر الامريكي وينشغل عمدا بخلافاتجانبية لا معنى لها سوى زيادة الفرصة امام الخطر الامبريالي للنجاح واستكمال سيطرته على مقدرات الشعوب.
المطلوب اذن يقظة جديدة تؤسس لرؤى واقعية وعملية للتحالفات في مواجهة الخطر الداهم ودون ذلك فان العالم سيبقى يخضع للسيطرة الامريكية وحلفاءها لامد بعيد وبدل الكفاح في مواجهتهم ستزداد الحروب والصراعات الجانبية لتتحول امريكا وحلفاءها الى وسطاء خير بين المتنازعين وليصبح الاحتلال الامريكي للعراق مطلبا عراقيا ما دام هناك من يعتقد ان الخطر الايراني اشد وطأة وقد نجد من يعتقد ان الخطر الصهيوني في فلسطين ليس الخطر الاول وكذا في افغانستان كما في لبنان وسنجد من يقف في مواجهة الخطر الصهيوني الامبريالي منبوذا ومستهجنا بدل ان يكون النموذج الذي يحتذى.
نحن اذن امام جبهة مقاومة مفككة ويمكن القول ان خلافاتها فيما بينها اكبر واخطر بكثير من صراعها مع المشروع الامبريالي برمته وبالتالي فان الاحاديث المتفائلة عن قرب انهيار المشروع الامبريالي لن تجد اساسا واقعيا لها ان لم تملك جبهة قوى المقاومة بكل اطيافها ومكوناتها حلفا مقدسا وبرنامجا موحدا ياتي من خلال التخلص التام من الخلافات الجانبية العقائدية والمذهبية والطائفية وما الى ذلك, فالخطر الداهم يطال الجميع والخلافات الداخلية والصراعات التناحرية فيما بين المستهدفين امبرياليا سوف يساهم باضعاف جبهتهم ويسهل على الاعداء الفتك بهم واحكام السيطرة على مقدرات شعوبهم وبلادهم واعادة مسيرة الثورة والتقدم الى الوراء كثيرا.
ان الامم التي تستنزف طاقاتها وامكانياتها بصراعات داخلية في ظل التهديدات الخارجية تقدم لاعداءها وبالمجان ادوات هزيمتها ولا يمكن الاطمئنان الى ان ذلك من باب الغباء او سوء الادارة والتقدير فقط, والا لكان الاولى لقيادة هذه الامة ان تغادر مقاعدها فمن غير المعقول ترك مركز القيادة مشغولا لصالح اناس يمارسون الفشل بشكل متواصل ويتقنون التراجع وهدر طاقات شعوبهم لصالح اعدائهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم بلا حب
- أو شرعنة الاحتلال
- اتهام علني
- مأزق ومليار حل غائب
- اقرب السماء...اعمق الارض
- وعي الفعل
- فلسطين تحت الاحتلال
- حجارة الموقد الفلسطيني
- حكومة القرف الوطني
- الفلسطينيون...الخبز او القضية
- حدود الاسلام ... حدود الله
- المطلوب حكم لا حكومة
- الطريق الى المنسي...عود على بدء
- الايمان...مفاعل المقهورين النووي
- التربية المدنية..جتمعة المعرفة والفعل
- دارة ضعيفة لمعركة عظيمة
- المفدس..الوطن..الشعب ام التنظيم
- لارضاء العالم الاعور
- توافقوا..توافقوا..تزافقوا
- اللاعنف اداة مزدوجه


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - المقاومة والجبهة المفككة