يا رجل لا تكن عنيدا كالثور الادبس !

محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من كان يتوقع أو يتخيّل او ينتظر أن مكالمة هاتفية مدّتها ساعة ونصف الساعة بين الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي ان تقلب الطاولة على اللاعبين. وتخلط الاوراق في حركة مفاجئة لم يحسب لها "عباقرة" السياسة في أوروبا اي حساب. فكان يا ما كان في العصر الحديث، وليس في قديم الزمان، رئيس أمريكي مخرف يدعى جو بايدن. فبرك له الشيطان الصهيوني الرجيم فكرة وحشرها في دماغه العجوز، جوهرها "الانتصار الاستراتيجي" على روسيا الاتحادية. وجعلها تلعق جراحها لسنين طويلة. ولكن الذي حصل لا يُصدّّق:
انتصرت روسيا على اكثر من عدو وعلى اكثر من جبهة، انتصرت بالسلاح والدبلوماسية والتخطيط السليم في ادارة شؤون الاقتصاد الوطني، الى درجة حصول نمو في اقتصادها بشكل ملموس ومعترف به عالميا. رغم شدة وقساوة عشرات العقوبات المفروضة عليها من قبل دول الغرب الجماعي.
كنتُ في يوم ما اضحك ملء شدقيّ كلما رأيته على شاشة التلفاز. دائم الحضور كثير الكلام كثير المطالب. واليوم صرتُ اشفق على حاله. فقد جنى على نفسه وعلى قومه. كما جنت على نفسها وعلى فومها براقش. فمُنع من دخول الجنّة ألامريكية إلى يوم يبعثون. واذا زلّت قدمه ودخل امريكا فسوف يزجّه ايلون ماسك (ابو كفاءة) في اقرب سجن فيدرالي بتهمة سرقة اموال الشعب الامريكي . ثم يطالبه بمنحهم "المعادن النادرة" في ارض اوكرانيا مقابل اطلاق سراحه بكفألة !
ادرك جيدا ان مثل هذا السيناريو قد لا يحصل ولا يتحقق ابدا. لكنني شخصيا بدأت أرى في الخيال واقعا مالوفا وفي الواقع خيالا مالوفا. وذا امنزجا في "خلطة عطّار" يمكن أن يحصل ما لا يخطر على بال مهرّج كرئيس اوكرانيا زيلينسكي.
وبعد أن دارت عليه الدوائر واصبح "دكتاتور بلا انتخابات" في نظر امريكا، راح ابن الخايبة زيلينسكي يظهر الكثير من العجرفة والعناد بوجه ارباب نعمته الامريكان.
وتناسى بل تجاهل انه لولا المساعدات والدعم بالسلاح والمال والدبلوماسية من أمريكا لكان حضرته غير الموقّرة، ومنذ الإشهر الاولى للحرب، بين يديّ الرئيس الروسي بوتين طالبا منه العفو والمغفرة. وكذلك اللجوء لاسباب إنسانية مثل الكثير من ابناء قومه الاوكرانيين.
ان كثيرا من السهام المسمومة بدأت تنطلق من واشنطن نحو راس مهرّج اوكرانيا. الكوميدي الذي (صار براسه خير) فأصبح رئيس دولة عن طريق من؟ عن طريق أمريكا نفسها ! وفي الآونة الاخيرة لا يمرّ يومٌ خالٍ من الضربات تحت الحزام التي يتلقاها "الممثل الكوميدي المتواضع النجاح" كما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام. لكن يوم امس (الجمعة) سدّد له ترامب ضربة قاضية لا يمكن لزيلينسكي المسكين أن يفيق منها إلا في مستشفى الشمّاعية للمجانين. قال الرئيس ترامب: "ان زيلينسكي لا يملك في جعبته الكثير من الأوراق للتفاوض مع روسيا الاتحادية. وان حضوره في الاجتماعات المتعلقة بالتسوية السلمية في اوكرانيا "ليس مهمّا ولا ضروريا".
وفي تعليق آخر صدر امس لمسؤول كبير في البيت الابيض، رفض الكشف عن اسمه، قال فيه: "ان زيلينسكي وحش مسخ صنعته امريكا ". والله اعلم كم من الوحوش صنعت امريكا؟
ان الأيام القادمة كفيلة بان تتحفنا بما لذّ وطاب من الأوصاف والنعوت والاتهامات الخطيرة التي سىراها تتساقط تباعا على رأس النظام الاوكراني المنتهية شرعيته. وقد تدفعه الظروف القاسية التي يمرّ بها إلى اللجوء لاحد الخيارين:
الانتحار بتناول جرعة كبيرة من المخدرات والفودكا. أو الهروب ليلا بحقيبة ظهر صغيرة إلى دولة مجاورة من دول الحلفاء السابقين...

#محمد_حمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل