أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - شاعر مُغترب في شارع مُصطخب بالانوثة والحُبِّ والجمال














المزيد.....

شاعر مُغترب في شارع مُصطخب بالانوثة والحُبِّ والجمال


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 12:45
المحور: الادب والفن
    


شاعرٌ مغتربٌ وحزين
يتمشّى الآنَ في شارعٍ أَجنبيٍّ
شاسعٍ ومصطخبٍ بالانوثةِ والحُبِّ والجمال
وهوَ يشبهُ " شارعَ الموكبِ " .
الذي كانَ " يَتَشَرْعَنُ " باذخاً وساحراً
في قلبِ بابل القديمة
التي كانتْ فردوسَ العالمِ
وجنَّتهُ السامقةَ حتّى أَعالي المُطلقِ
وغيومِ رهامِ الخِصْبِ
وسماءِ الرَبِّ والحقيقةِ ،
التي لايعرفُ حقيقتَها ،
غيرُ اللهِ ونحنُ الحكماء
والعارفينَ والخائفينَ والطامعينَ
والشعراءُ والمجانينَ والحمقى .
ولهذا يبكي الشاعرُ
على شوارعَ مدينتهِ المنسيةِ
في الخرائطِ ، وفضاءاتِ الـ ...
" GPS "
و" يَثْغَبُ " على بلادهِ التي خرَّبَها
( اليانكيونَ ) والخونةُ عَمْداً
ونكايةً بنورِ الحضاراتِ
و سِفْرِ " سومر " وآثارِها المهيبِة
والشاخصةِ منذُ سبعةِ آلافِ سنةٍ اسطورية
و " جنائنِ نبوخذِ نصَّرْ "
و أُنثاهُ الغريبةِ الديارِ والأطوارْ
وملحمةِ " السبي البابلي " .
و " ومسلَّةِ حمورابي ".
العادلةِ الدساتيرِ
ونورِ القوانينِ
وأَحلامِ " جلجامشَ".
بالخلودِ والخلاصِ
و " بوابةِ عشتارَ"،
وغرامياتِها المشتعلةِ
عشقاً ورغباتٍ
وغواياتٍ حُمْرٍ وجَهَنَّمية
وصحائفِ الخلقِ الاولى
وأَسفارِ التوراةِ
ووعودِ الميعادِ المزعومْ
في رؤوسِ الـ " بلفوريينِ "
وأَوهامِ سيدهِم السيئةِ
الصِيتِ والسمعةِ والأَسرارْ
ولذا فإنَّهم خبأوا ثاراتِهم
وضغائنِهم منذُ مهزلةِ السبي
حتى " سقوطِ بغدادَ " الأَوَّلْ
ومنْ ثمَّ سقوطِ صنمِ خادمِهم
وعميلِهم وعبدِهم الخائنِ
لكلِّ شيءٍ ،
بدءاً من نفسهِ الشوهاءْ
وأحلامِهِ الحمقاء
ونواياهُ السوداءْ
حتى مزابلَ ومستنقعاتِ
شوارعِنا المنكوبة
وبلادِنا المركوبة
كأَيِّةِ فرسٍ مُعتلّة
وكأَيّةِ مُستوطنةٍ
مُحتَلَّةٍ ومُظْلِمةٍ ومظلومةْ
وشوارعُها لا تَشبهُ
هذا الشارعَ
الذي يمشي بهِ الآنَ
شاعرٌ عراقيٌّ مغتربٌ
ووحيدٌ وحزينٌ
اكثرُ من نبيٍّ مطرودٍ
إلى أرضٍ لاعودة منْها
ولَيْسَ لهُ فيها أَيُّ وطنٍ
ولا قبرٍ ولا شاهدةٍ
من طينٍ أَو رخامٍ
ولا حتى من هواءٍ فاسدْ
وهذا الشاعرُ
وأَعْني النبيَّ المطرودَ
هو أَنا ...
وربَّما هو شبيهي
أَو إنَّهُ ظلّي المُمتدُّ
من " ميزوبوتاميا " ،
حتى منافي اللهِ
والوهمِ والثلوجِ
والقيامةِ الأَخيرةْ .



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة في الريح - متواليات هايكوية وسينريوات
- شتاء كندي - هايكو
- كرنفالات أَعياد الميلاد ... هايكو
- دجلة وفرات - هايكوات وسينريوات
- ليلة سقوط رئيس طويل وطاغية أَحمق
- قلوب الأُمهات ... سينريوات وهايكوات
- الحياة هايكو … الهايكو حياة
- يلعبُ مع حياتِه
- قيثار وقمر- هايكوات وسينريوات
- فيروز والثعلب
- مدينة بلا ضفاف
- رائحة الكبريت أَو : بغداد في خطر / هايكوات وسينريوات
- وطن عتيق للبيع ... هايكوات وسينريوات وومضات
- البحرُ أَنتَ وهوَ شبيهُكَ الكوني
- عندما ترقص الانثى
- طبيعة مُلوّثة ... هايكوات وسينريوات
- النساءُ تتساقطُ من جيوبِه
- أَشجار الرافدين - هايكوات وسينريوات
- قبر في منفى أَو - اللهْ وياك عبّوسي -
- مُدن هايكوية


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - شاعر مُغترب في شارع مُصطخب بالانوثة والحُبِّ والجمال