أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسكندر أمبروز - ارهابي رئيساً لسوريا !














المزيد.....

ارهابي رئيساً لسوريا !


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما اقترب حنّبعل من دقّ اخر مسمار في نعش الجمهورية الرومانيّة في حرب البون بين قرطاج وروما قرر السينيت الروماني أو مجلس الأعيان الحاكم في الجمهورية تعيين فابيوس كونكتاتور حاكماً مطلقاً للبلاد من اجل البت في الأمور واتخاذ القرار بأسرع صورة ممكنة لاجتياز عقبة حنّبعل الذي شكّل خطراً وجودياً على روما في تلك الفترة , ومن اجل تحييد الخلافات السياسية بين سيناتوريّة روما والتركيز فقط على اجتياز خطر حنّبعل. وبالفعل وبعد حرب عصيبة تم القضاء على جيوش حنّبعل وسحق قرطاج وابادة سكّانها في انتصار مطلق لروما.

وطبعاً وبحسب القانون الروماني فإن تعيين الدكتاتور (وهي التسمية الرومانية لهذا المنصب تحديداً بالمناسبة) كان محدوداً ومحصوراً بفترة زمنيّة وجيزة , وبظروف وتطوّرات على ارض الواقع يساهم في ضبط ترجمتها للسياسة حكماء الرومان, وبنائاً على ذلك ترك فابيوس كونكتاتور السلطة بعد انتهاء فترة دكتاتوريّته المنصوص عليها قانونيّاً وبشكل تلقائي بعد الحرب مع قرطاج.

ومع الأسف لو قارنّا بين ما كان يحكم المجتمع الروماني منذ 200 عام قبل الميلاد وما يحصل في سوريا اليوم لوجدنا العجب ! فمنصب الدكتاتور ليس بالأمر السيء بشكل مطلق بل على العكس كما رأينا من خلال التاريخ , فهو نتيجة للوضع على ارض الواقع من اضطرابات وحروب وكوارث تُترجم الى واقع سياسي , شريطة أن يكون محكوماً بقانون وضوابط , فدكتاتور روما الذي انقذها من ويلات الحرب والهلاك لم يكن سوى موظّف تم تعيينه من ممثلي الشعب الروماني ومضبوطاً بقانونه , وما ان انتهى دوره حتّى سلّم السلطة ومفاتيحها لمن اعطاه اياها في المقام الأوّل.

وعلى النقيض من هذا , نجد أن الإرهابي الجولاني استلم البلاد من الباب الى المحراب دون اي عقبة تذكر بصفقة استخباراتية واضحة للجميع بدئاً من دخول حلب بسيارتين مصفحتين ونصف دبابة الى اطلاق عيارات نارية احتفالاً بعد دخول دمشق اكثر من الرصاص الذي اطلق في حملة "التحرير" كلها ! فلا وجود اليوم لممثل عن الشعب ليقبل او ليسلّم مقاليد السلطة للجولاني وإرهابييه , ولا وجود لجسد سياسيّ يعطيه الصلاحيّات الرئاسيّة , ولا خطر وجودي على الكيان السوري لنبرر وجود دكتاتور اصلاً اليوم في سوريا , فالمطلوب هو حكومة تصريف اعمال تكنوقراطيّة تدير المؤسسات مع تعاون أمني وتنسيق بين جميع الأطراف ريثما يتم ايجاد الجسد السياسي الشرعي الذي سيمثّل الشعب والدولة من خلال تنسيق وحوار وطني جامع.

واليوم ما نجده في سوريا هو عكس ما حدث في روما , حيث استُبدلت سيادة القانون بسيادة السلاح , وتقرير مصير الجماعة على حساب الشعب , وتشكيل وهيكلة الدولة من الصفر لخدمة الدكتاتور لا لخدمة الشعب أو حرصاً على أمنه واستقراره. ففرض مقولة "من يحرر يقرر" على ارض الواقع كما نرى امام اعيننا من خلال تعيين الجولاني لنفسه رئيساً , سيضع قواعد اللعبة امام جميع الأطراف في سوريا, فقسد التي حررت شرق سوريا من داعش سيصبح من حقها ان تقرر والدروز ايضاً والعلويين كذلك الأمر لن يصمتوا عن الانتهاكات في حقّهم , فمدى مطالب كلّ من هؤلاء محدود بمدى نيران مدافعهم...ولتذهب البلاد الى الجحيم.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار حماس الزائف.
- سوريا من القاع الى ثقب أسود.
- هجوم ماغديبورغ , اختلاف المسببات وتساوي النتائج.
- وقاحة الدعوة الإسلاميّة.
- مصائب الفقه الإسلامي.
- سبب فشل الجيوش العربيّة.
- إعادة تأهيل جبهة تحرير الشام.
- الشعب السوري في صحراء الحريّة.
- ضحايا الاسلام من المسلمين , غزّة كمثال.
- ثقافة التدليس ومعاداة المعرفة.
- مصيبة السعي وراء الدوبامين عند البشر , كأس العالم كمثال.
- مشاكل الفلسفة اللا إنجابيّة , وتقديم لفلسفة أفضل.
- نظريات المؤامرة حول فرنسا وأفريقيا الغربيّة.
- هل كانت هناك ايجابيات لظاهرة الاستعباد ؟ طبعاً لا !
- الحجاب ومنع الاختلاط بين الجنسين هو أحد أهم أسباب تخلّفنا... ...
- لماذا يفرحون عندما ترتدي المرأة الحجاب ؟
- وباء الإيدز والله الشرير.
- لماذا يحقدون على أشكال الحياة ؟
- مذبحة الشركس 1864 , مجزرة التطهير العرقي المنسيّة.
- مجاعة الله الستالينيّة.


المزيد.....




- الهجمات الروسية على أوكرانيا -مستمرة- رغم إعلان بوتين عن -هد ...
- الاحتلال يصيب طفلة ومستوطنون يخطفون 3 أطفال قبل تحريرهم بناب ...
- سموتريتش يجدد دعوته لاحتلال غزة وبن غفير يدعو لمنع الوقود وا ...
- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسكندر أمبروز - ارهابي رئيساً لسوريا !