أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - ضمانات نجاح الانتقال إلى دولة الحق والقانون في سورية














المزيد.....

ضمانات نجاح الانتقال إلى دولة الحق والقانون في سورية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيش سورية اليوم مرحلة انتقالية، جاءت بعد 54 عاماً من تسلط آل الأسد، ومن المهم رؤية محتوى هذه المرحلة وصياغة أسئلتها، انطلاقاً من التحوّل المؤسسي القائم على مجموعة قيم دولة الحق والقانون: الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولعلَّ ما طرحته قيادة إدارة تصريف الأعمال، حول ضرورة الانتقال من الثورة إلى الدولة، يشكل مدخلاً هاماً لنجاح مرحلة الانتقال من الدولة التسلطية إلى الدولة المنشودة، التي تلقى قبولاً من أغلب أطياف الشعب السوري. وفي هذا السياق تواجهنا عدة أسئلة وتحديات: هل ستكون الجمهورية السورية الثالثة دينية أم مدنية؟ برلمانية أم رئاسية أم مختلطة؟ ما مدى ضمانها للحريات الفردية والعامة بما فيها حرية المعتقد؟ وكيف يتم تأمين التداول على السلطة والفصل بين السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)؟ وهل سيتم تشكيل هيئة مستقلة للانتخابات تضمن نزاهتها؟
ولا شكَّ أنّ نجاحنا في الانتقال إلى دولة الحق والقانون مرهون بكيفيات تعاطينا مع التحديات السابقة، وما يرتبط بها من مؤسسات فاعلة ومجدية، ومدى قدرتنا على توفير أوسع إجماع سياسي واجتماعي من كافة المكوّنات السياسية والفكرية والاجتماعية. ويعتمد هذا الإجماع على ثقة المواطنين السوريين وتعاونهم، من خلال تأمين حرياتهم وعدم فرض توجهات سياسية وثقافية معينة عليهم.
ومن المؤكد أنّ القضيّة ليست فقط في الخيارات التي ينبغي التوجه لها وإنما في تأمين كيفيات الوصول إليها، من حيث الأدوات والمؤسسات، آخذين بعين الاعتبار غنى مجتمعنا بتعدد مكوّناته الفكرية والسياسية والطائفية والمذهبية والقومية، وكيفية تحويل هذا التعدد إلى فرصة وغنى بدل أن يشكل مخاطر على الهوية السورية الجامعة، من خلال التوجه إلى الدولة المدنية باعتبارها وسيلة للمواطنة المتساوية لا للمحاصصة الطائفية.
مما يطرح علينا مجموعة أسئلة: ما الذي ينبغي تغييره؟ وما الذي ينبغي الإبقاء عليه؟ وكيف نضمن التطورات المستقبلية؟ وماذا نفعل بالثقافة السلطوية القديمة؟ وهل التغيير يحدث من تلقاء نفسه أم لابدَّ من إدارته؟ وما هي الفترة التي ستستغرقها عملية التحوّل؟ وهل يمكن لثقافة سياسية بكاملها أن تتغير لتحلَّ محلها ثقافة أخرى؟ وكيف يتم تفكيك آثار النظام السلطوي السابق والدولة الأمنية؟ وكيف يعاد إنتاج النظام السياسي على نحو يؤسس لديمقراطية تشكل أساساً للتغيير بكل مستوياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، بما يفرضه ذلك من إعادة بناء الدولة السورية الحديثة؟
إذ إنّ التحوّل يشير إلى مرحلة وسيطة تضمن تجاوز الأسس البنيوية التي ارتكز عليها النظام التسلطي لآل الأسد، وإرساء البنى والمؤسسات التي يمكن أن تكون أسساً لدولة الحق والقانون. مما يفرض إطلاق الحريات العامة، بما فيها قوانين مرنة لتأسيس الأحزاب السياسية والمنظمات المتنوعة للمجتمع المدني، لإشاعة التنافسية السلمية البرامجية بين القوى السياسية والمجتمعية، كي تمارس أدوارها كقوى اقتراح ورقابة لتحسين أداء إدارات الدولة.
وما يضمن نجاح عملية التحوّل تشكيل جمعية تأسيسية توافقية، من أولى مهامها إعلان هيئة الحكم الانتقالي التشاركية بين جميع الأطراف السياسية والاجتماعية المعنية بإنجاز عملية التحوّل، طبقاً لإعلان دستوري مؤقت تعلنه الجمعية التأسيسية، وفي الوقت نفسه إعداد الدستور الدائم، الذي تجري على أساسه الانتخابات المفترض أن تشرف عليها، في كل مراحلها، هيئة مستقلة تعلن قانوناً للانتخابات لضمان نزاهتها ونتائجها التي تعبرّ عن إرادة الشعب السوري.
ولا شكَّ أنّ نجاح عملية التحوّل والانتقال إلى دولة الحق والقانون مرهونة بانخراط مختلف أطياف الشعب في بناء الجمهورية السورية الثالثة، التي تفسح في المجال لحياة سياسية ومجتمعية فعّالة. بما يضمن اعتماد نظام مدني يضمن المواطنة المتساوية لجميع السوريين والسوريات، في ظل الهوية السورية الجامعة التي تحتضن الهويات الفرعية لكل أطياف الشعب السوري، وتعتبرها مصدر غنى لمستقبل سورية، حيث يشعر الجميع بانتمائهم الوطني الجامع، في ظل دولة الكل الاجتماعي.
وفي هذا السياق لا ينبغي توجيه طاقات الشعب السوري لتصفية الحساب مع الماضي وإهمال تحديات الحاضر وتأجيل التفكير في آفاق المستقبل، بحيث لا تُختزل الأمور بالفصل التعسفي بين ما هو سياسي عمّا هو اقتصادي واجتماعي، إذ إنّ السوريين، إضافة للحياة السياسية النشطة أحوج ما يكونون إلى ضمان مستوى معيشي مناسب من خلال تأمين العمل والسكن والصحة والتعليم، بما يتطلب إصلاحاً شاملاً لكل مؤسسات الدولة، طبقاً للشرعة العالمية لحقوق الإنسان ومبادئ الحوكمة الرشيدة (المساءلة، والشفافية، والكفاءة).
ومن أجل أن نحصّن الدولة السورية الجديدة من خطر المساعي الخبيثة لقوى الثورة المضادة يجدر بنا السعي إلى انخراط كل القوى الحية في المجتمع السوري لاستكمال عملية الانتقال إلى الجمهورية السورية الثالثة.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (2 - 3)
- رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 - 3)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (4 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (3 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (2 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (1 - 4)
- تحديات مرحلة ما بعد التغيير في مستقبل سورية
- أسئلة ما بعد سقوط نظام آل الأسد
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية (3 - 3)
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية (2 - 3)
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية
- في الحاجة العربية لمقاربات نقدية
- أهمية حيادية الدولة للوطنية السورية الجامعة (3 - 3)
- أهمية حيادية الدولة للوطنية السورية الجامعة (2 - 3)
- أهمية حيادية الدولة للوطنية السورية الجامعة (1 - 3)
- جدل العلاقة بين الحريات الأكاديمية والنسق السياسي في العالم ...
- جدل العلاقة بين الحريات الأكاديمية والنسق السياسي في العالم ...
- جدل العلاقة بين الحريات الأكاديمية والنسق السياسي في العالم ...
- مخاطر الدولة الأمنية
- التنشئة السياسية ودورها في تنمية المجتمع (3 - 3)


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - ضمانات نجاح الانتقال إلى دولة الحق والقانون في سورية