أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - عندما تصبح التفاهة منهجية للنقد














المزيد.....

عندما تصبح التفاهة منهجية للنقد


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح النضال الأمازيغي هاجس مرضي لدى الحركة الشوفينية العروبية, و هاجس الكراهية و الحقد الأعمى لكل ما هو أمازيغي, الى درجة تحميل البصيص مما تحقق من الحقوق الأمازيغية المسؤولية عن مأساة الشعب, و ربط المطالب الحقوقية الأمازيغية بكل أزمات النظام العروبي. من تفاهة التحاليل السوكولاتية جعل رسمية الإحتفال برأس السنة الأمازيغية و تدريس اللغة الأمازيغية و تشوير لوحات الطرق بالأمازيغية هي السبب في الأزمة السوسيو- إقتصادية, و تفقير الكادحين.
عند بعض المرضى النفسيون هواس و هاجس من أشياء و أشخاص معيين, من هؤلاء المرضى, الموهوسين بالعداء و الحقد للأمازيغ و القضايا الأمازيغية, لدرجة تحميل الأمازيغ مسؤولية الأزمة البنيوية للمحتمع الموركي. فهؤلاء المرضى يجهلون تماما للقانون الإجتماعي, و لقانون تراكم الثروات في أيدي جماعة قليلة ( الأوليغارشية المخزنية) و حرمان أغلبية الكادحين من تقسيم ثروات البلاد. الجهل بهذه القوانين منع المرضى من معرفة أن الخيارات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية اللاوطنية و اللاشعبية وراء نهب خيرات البلاد و إستغلال الكادحين و تفقيرهم, و هي السبب في تدهور الميدان الإجتماعي و ما نتج عنه من تدهور في قطاع الصحة و إنتشار البطالة و أزمة التعليم, هذا التعليم الذي تضرر أكثر منذ سن سياسة التعريب منذ إنسحاب دولة الحماية, و إنشاء "اللجنة الملكية لإصلاح التعليم" سنة 1957, بمهامها تعريب التعليم, من منطلق سياسي و إيديولوجي يهدف الى تعريب الشعب الأمازيغي (التحول الهوياتي).
العقد النفسية تحدد إنفعالات المرضى و تجمد تفكيرهم الغير السليم, و بهذا تنحسر تخرصاتهم في بنية الوعي الزائف الرافض للآخر, لتطرح أسئلة البؤس و التفاهة: "لماذا يفرض على المغاربة قرارات لا علاقة لها بحياتهم اليومية؟ هل ستحل عطلة السنة الأمازيغية أزمة البطالة؟ هل ستخفف لوحات التشوير بالأمازيغية من عدد الحوادث؟ هل سيخرج تعلم الأمازيغية أبناء الشعب من دائرة الفقر؟".
صبية الحليب الأمركان و البسكويت الفرنسي, أصيبوا بإنفصام الشخصية, لذا تراهم يتحدثون عن "المغاربة" الوهميين, و ليس "المغاربة" الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة طالبت بدسترة الهوية و اللغة الأمازيغيتين. الشعب الأمازيغي من طالب بالإعتراف الرسمي بالتراث الثقافي الأمازيغي الضارب في القدم, و جعل أسكاس أماينو أمازيغ عطلة رسمية, مثل عطلة السنة الميلادية و السنة الهجرية. المرضى الشوفينيون لا يسايرون الواقع, تفكيرهم محبوس في البنية العرقية, المنتجة العداء لكل ما هو محلي, أصلي و أصيل. فعطلة السنة الهجرية مثلا عند الشوفين لا تؤثر في عملية الإنتاج و هي عطلة حجازية, مقدسة و مقبولة و لا تنتقد. الرفض و الإنتقاد يوجه فقط للتراث الثقافي المحلي. أسكاس أماينو الأمازيغي بإعتباره الموروث التاريخي و الثقافي, و الإحتفال به يزعج الجماعة الإستطانية الشوفينية, لأنه يذكرها بأجنبيتها و تاريخها في بلاد الأمازيغ مرتبط بالتخريب و الدموية.
أزمة التعليم إرتبط مباشرة بقرار التعريب, و خرب من بدايته, فقد فشلت اللغة العربية الأجنبية, في تأدية الرسالة التعليمية, بعجز المتعلمين و خاصة في المرحلة الإبتدائية من إستعاب مفرداتها و عدم فهم نصوصها حتى و إن نطقت حروفها, و بالتالي إضعاف الجانب المعرفي لدى المتعلم. اللغة العربية بإعتبارها لغة أجنبية لم تستطيع مسايرة الواقع الإجتماعي في عملية التنمية, و فشلت في مسايرة التراكمات المعرفية العلمية.
تعريب التعليم من أضعف القدرات اللغوية و المعرفية عند التلاميذ حتى تربعوا على المراتب الأخيرة في العالم ( إذا عربت خربت), و ليس للغة الأمازيغية في هذا الأمر ناقة و لا جمل. اللغة الأمازيغية هي لغة الأصل و لغة الأم و لهذا طالها الإقصاء و التهميش طيلة عقود, و هي حاليا خاضعة للتمييز اللغوي, رغم صدور ظهير"شريف" قبل عقدين, بالإعتراف بها لغة التدريس في المؤسسات التعليمية, و ظلت حبيسة أرشيف جهاز التربية و التكوين, و بإختيار مدير المدرسة بين ولوج الأمازيغية الى مدرسته أو رفضه لها. الرسمية الورقية للغة الأمازيغية لم تفرض التدريس الإجباري للغة الأم بسبب النهج الشوفيني في مجال التعليمي و الثقافي. هذه هي اللغة الأم التي يحملها الشوفين الأغبياء مسؤولية فشل التعليم و مسؤولية بطالة أبناء الفقراء. كان بالأحرى على الشوفينيين تحميل اللغة العربية الأجنبية مسؤولية فشل التعليم و تدهور الصحة و تفشي البطالة, و هي المسؤولة عن تخريب عقول أبناء الشعب و المجتمع, بإعتبارها اللغة المهيمنة و المفروضة السوسيو-ثقافيا و سياسيا في بلد تحت الإحتلال الإستطاني.
لغة الإستعمار الإستطاني العروبي, التي روج لها على أنها لغة مقدسة بصك الله العربي, فعليها إذا البقاء في أوكار المدنس, و القيام بوظيفتها داخل الكتاتيب القرآنية و داخل المساجد لتلاوة آيات النكاح و الإرهاب و التخلف.
نجاح التعليم كما أثبتته التجارب العالمية و الدراسات العلمية يعتمد في التدريس الأولي على لغة الأم, و هو ما أكدته أبحاث منظمة اليونسكو, بأن التعليم بلغة الأم تنمي المهارات و القدرات اللغوية عند المتعلمين. و بلسان المديرة العامة لليونسكو, السيدة أودري أزولاي:"إن اليونسكو, وإذ تسعى إلى المساعدة في مواجهة الأزمة العالمية الراهنة التي تعصف بقطاع التعلم, مع الحفاظ على التعدد اللغوي باعتباره عنصرا ثقافيا أصيلا, تحث الحكومات على إنتهاج التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم منذ سنوات الدراسة الأولى. وإننا على يقين بأن التعلم القائم على اللغة الأم يحقق نتائج ملموسة, وثمة أدلة عملية تبرهن أنها تساعد الأطفال على التعلم".
تراكم الأزمات المزمنة مرتبط بالتوجهات السوسيو-اقتصادية و السياسية و الايديولوجية و الثقافية للنظام الكولونيالي, و هو المسؤول الوحيد عن مأساة الشعب.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجد و الخلود لشهداء إنتفاضة أريف
- تهنئة بأسكاس أماينو, و كل عام و أنتم صامدون و مناضلون
- مواطني أريف بين الجهل و الإستلاب
- حقوق الإنسان و حقوق الشعوب من منظور اليسار الإستطاني العروبي
- الى المخدوعين بالأطروحة الإستعمارية: الجمهورية الصحراوية الع ...
- سهام الإرهاب موجهة نحو ألمانيا
- البربر لا يمثلون الشعب الأمازيغي
- تقرير مصير الشعوب و إيديولوجية اليسار الإستطاني
- الخلفية الإستعمارية لإتحاد المحامين العرب
- الوعي الأمازيغي في مواجهة الإستلاب الإيديولوجي الإستعماري
- الدكتاتورية و سياسة الإغتيال و الإختطاف
- السياسة الأمازيغية الجديدة بين التضليل المخزني و الحقيقة الو ...
- علاقة القصر بالمهجرين
- ذكرى إعلان تأسيس جمهورية أريف
- الإستعمار الأمازيغي الإسلامي للأندلس
- الولاية الثانية لبيدق العسكر السيد تبون
- عام على الزلزال ومعاناة المتضررين مستمرة
- لنشاط الإسلامي في ألمانيا
- ألمانيا تحصد عواقب سياسة اللجوء الفاشلة
- العروبة في بلاد الأمازيغ إيديولوجية إستعمارية و ليس بإنتماء ...


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - عندما تصبح التفاهة منهجية للنقد