ملاحظات حول المسار السوري نحو المستقبل

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 17:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

* في سوريا العمل جار حاليا لتشكيل نواة جيش جديد ، لكن ما يثير انتباه المراقبين هو ان هذا الجيش يقبل حاليا في صفوفه ( قادة مليشيات و مقاتلين أجانب ..!) مع عدم الأستعداد لقبول المناضلين من (أبناء الوطن السوري) المشاركين في الثورة السورية ضد نظام بشار الأستبدادي و ذلك بسبب انتمائاتهم القومية و المذهبية اوتبعيتهم لفصائل معارضة أخرى ..
* ليس من الصواب ولا من الوطنية تأسيس جيش وطني بعقلية إدارة المليشيات و جماعات المقاومة المسلحة الموالية لطرف محدد و اقصاء الأخرين عن المشاركة في هذا الجيش .. فالجيوش الوطنية لأوطانها و شعوبها و ليس كأداة لحماية حكم طرف من الأطراف وبسط هيمنته على الاخرين ..
* لا وضوح في طبيعة الصراع بين هيئة تحرير الشام و داعش و مثيلاتها الجهادية الارهابية ، هل هو منافسة بين صنوين لهما نفس الأفكار في الرؤى للهيمنة و الحكم ، أم هو بدافع وطني حضاري هدفه القضاء على الاستبداد و مكافحة التطرف العقائدي و الإرهاب ..؟
الظاهر حتى الآن ان هيئة تحرير الشام اتعظت من تجربة دولة الخلافة الإسلامية لداعش و اسلوبها الهائج في الحكم ..
* بعد تحرر أي شعب من الاستبداد ليس من حق أي طرف من الأطراف المشاركة في عملية التحرير ( مهما كان حجمه و ثقله) فرض وصايته و شروطه و اسلوبه في طبيعة و نمط العهد الجديد على الآخرين ..
* في دولة بلا دستور ، تبقى كل المور عالقة و تتعطل عملية التحول و طبيعة العلاقة بين الحكم و الشعب تبقى مبهمة و مسارها ستكون باتجاه مجهول ..
* من حق الشعب السوري أن تكون الصورة واضحة امامه كي يطمئن من مستقبله و مستقبل وطنه ، و صياغة دستور للبلاد بمحتوى يضمن و يحمي حقوق كافة اطيافه و يملك من القوة ما يمكنه من تحقيق العدالة و المساواة قي الحقوق و الواجبات ، سيمنح الجميع التفاؤل بالمستقبل و أحوال أفضل .. و بالطبع فإن الدستور الذي سيضمن حقوق الجميع و بناء علاقة إيجابية بين الشعب و الحكم لابد ان يصاغ و يتم الاتفاق عليه عبر مؤتمر وطني سوري (برعاية دولية ) تشارك فيه كافة القوى الوطنية السورية من دون افضلية لهذا او ذاك ، بروح تعايشية بناءة بعيدا عن تعميق الخلافات و ابعاد نقاشاتها و قراراتها عن كل تدخل و ضغط خارجي هدفه مصالح لا سورية ..
* الإسراع في انعقاد هذا المؤتمر هو ضرورة الضرورات في هذه المرحلة التي تمر بها سوريا ، و اول ما يقدمه للشعب السوري هو تجنيبه من حالات التشرذم والفلتان الأمني في عموم الساحة السورية ..
*عملية الحكم و التغيير في سوريا يجب أن تكون ملكا لجميع السوريين ، و قيادة البلد يجب ان تكون ممثلة لجميع اطيافهم و برضاهم و بعكس هذا المسار سيكون الوضع مهيأً للتراجع نحو مناهج الدكتاتورية و الاستبداد ..
* سوريا بتراثها المنوع و تأريخها العريق و بأعمدة الفكر و الثقافة و الفنون فيها و بتنوع نسيج مجتمعها العرقي و المذهبي ، تمتلك رؤى حضارية تقدمية و قدرات فاعلة للتعافي و النهوض بقوة لتأسيس حكم رشيد يحقق العدالة و المساواة بعيدا عن التعصب و العنف و مناهج الاقصاءات لهذا المكون او ذاك ، فسوريا لجميع أبنائها و كل أبنائها لها ..

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل