أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي وتوت - إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 4














المزيد.....

إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 4


علي وتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الثاني: تيار السلفية والتمسك بالتراث:
وهو يمثل التيار الأوسع لردود فعل المسلمين تجاه القيم الحديثة في الواقع. وهو يتمحور حول التمسك، المتشدد في معظم الحالات، بما يدعى بـ (السلفية والعودة إلى التراث)، فضلاً عن الالتزام بالمظاهر الدينية وخاصةً السطحية والشكلية منها (كالإصرار على شكل ملبس أو مظهر معين أو حتى حركةٍ معينة)، دون الالتزام بما هو حقيقي من جوهر القيم في هذا التراث.
إذ إن معظم المسلمين، وبدلاً من اعتماد قيم الحداثة، يحاولون تقديم قيمٍ لا تتماشى مع روح العصر الحاضر... إذ إنها (أي قيم الثقافة الإسلامية) لا تمتلك أدوات التعامل مع العصر، ولا تحاول أن تمتلكها حتى!! في حين أنها تود قراءة الحاضر وامتلاك أدواته. لكنهم (أي المسلمون) يتعاملون مع القيم الحديثة للديمقراطية برهبة وحذر، ويتمسكون بمحاولة قراءة الراهن بعين الماضي (المطلق والثابت) الذي يستعيد قواعد مضى عليها ما يزيد على الـ (1400) عام، وتتعامل معه على هذا الأساس.
إذ تعامل المسلمون بتياراتهم وحركاتهم الاجتماعية والدينية والسياسية، لغاية اليوم، مع المتغيرات الكبرى التي حصلت وتحصل في العالم بردود فعل مختلفة، لكن أهمها يتمحور حول التمسك بما يدعى (التراث)، فضلاً عن الالتزام بالمظاهر الدينية وخاصةً السطحية والشكلية منها (كالإصرار على شكل ملبس أو مظهر معين)، دون الالتزام بما هو حقيقي من جوهر القيم في هذا التراث.
بل إن فئة كبيرة من المسلمين تحاول عدم التعامل مع مظاهر المدنية الحديثة لأسباب شتّى، كما هو الحال في عدم تعامل بعضهم مع المدارس العصرية، أو منع بعض المسلمين لتعليم بناتهم، أو فرضهم النقاب على وجوه نساءهم، أو تحفّظ الكثير منهم (المسلمين) على الوسائل التقنية الحديثة كالتلفزيون والستالايت والموبايل وغيرها.
فيما لا زالت ممارسة التعليم الديني على الاشـكال القديمـة، فمكانها الجامع والمسجد، كما هي معظم الجوامع والمساجد في ودور العبادة عموم بلاد المسلمين، وعادةً ما تأخذ هذه الممارسات، في العقود الأخيرة، شكلاً تحريضياً ضد القيم الحديثة، بل وضد الغرب عموماً باعتبارهم كفاراً وبلادهم هي بلاد الكفر، - علماً أن الغالب من الغرب هم مسيح أو يهود وكلا الديانتين هما من الأديان التي يفترض بالمسلمين احترامها، فضلاً عن الإيمان برسلها وما أتوا به - وأصبحت هذه الجوامع ودور العبادة حواضن للتطرف والإرهاب في البلدان التي تنتشر فيها السلفية والوهابية تحديداً. أما وسائل والآليات التعليمية لهذه المدارس فتتمثل بـ (الكتاتيب) و(الزوايا) و(التكايا) التي لا زالت شائعةً في مؤسسات تعليمية إسلامية عريقة كالجامع الأزهر في مصر، وعموم الحوزات الدينية للمسلمين الشيعة في العراق وإيران ولبنان، حتى بعد تحول بعضها إلى جامعات !!.
ومن جانب آخر، فإن الكثير من المفكرين الإسلاميين التقليديين توقفوا عند البحث الاصطلاحي في رفضهم لما جاءت به النهضة الأوربية الحديثة، دون الاستفادة من المضامين الإنسانية التي حملتها، كالموقف من آلية (الانتخابات عموماً) أو (البرلمان) و(التعددية السياسية أو الحزبية) و(حرية الرأي والتعبير) و(الديمقراطية) و... ما إلى ذلك من المصطلحات الحزبية والسياسية، ومصطلحات اجتماعية وقانونية واقتصادية مثل (حقوق الإنسان) و(حقوق المرأة)، ومصطلحات اقتصادية مثل (العولمة) وأخيراً في التعامل مع مصطلحات (العلمنة) وغيرها... كل ذلك التعامل جرى وفقاً لجدل منطقي ساذج يعتمد الغلبة، وليس محاولة فهم واستيعاب الأبعاد الثقافية والاجتماعية التي تهدف إليها.
بل إن المفكرين المسلمين، وفي محاولةٍ واضحةٍ لتشويه النتاجات الفكرية والثقافية الإنسانية الغربية الحديثة، وبيان موقفهم السلبي المطلق منها، فإنهم يتعمدون وصف كل نتاج بشري بـ (المادية) و(الوضعية)، باعتبارها مناقضة للقيم الإلهية !!. مع أن النتاجات البشرية الفكرية والمادية هي من نتاج العقل الذي هو أعظم ما أنعم به الله تعالى على البشر، وكان من أعظم خصائص الإسلام دعوته إلى التفكّر وطلب العلم والسـير في الأرض ودراسـة الآثار واكتشاف آيات الله تعالى في الأنفس والآفاق.



#علي_وتوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -3
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -2
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية-1
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -الج ...
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية - 3
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -2
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية - 1
- أيتها الفيحاء... نحن لازلنا بالانتظار
- بأي حالٍ عدت يا... ؟
- مسارات جديدة... لنا
- (1-2) الفن في المجتمعات البشرية الأولى... البدايات
- (2-2)الفن في المجتمعات البشرية الأولى ... البدايات
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية - الجزء الرابع والأخير
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 3
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 1
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 2
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 4
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 3
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 2
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 1


المزيد.....




- إيلون ماسك ينتقد مجددا مشروع قانون الإنفاق الذي اقترحه ترامب ...
- مقتل 20 شخصًا بينهم أطفال في غارة على سوق مزدحم في مدينة غزة ...
- بالصور: المشاهير يتوافدون على البندقية لحضور حفل زفاف جيف بي ...
- عودة 36 ألف لاجئ أفغاني من إيران في يوم واحد
- مظاهرات تطالب بإسقاط الرئيس الصربي بشبهة فساد
- جيش الاحتلال يلقي منشورات في غزة تتضمن آيات قرآنية
- مظاهرات إسرائيلية ترفض صفقة تبادل جزئية
- المجلس الإسلامي السوري يعلن حلّ نفسه
- أنباء عن تقدم بمفاوضات غزة وزيارة نتنياهو لواشنطن مشروطة
- محللون: مستقبل نووي إيران بات غامضا وإسرائيل ستعتمد التعامل ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي وتوت - إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 4