سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 10:08
المحور:
الادب والفن
بِخَلْوةٍ اتَّكأْتُ عَلَى قَسَماتِ ظِلِّي، وَاشْتَغلْتُ بِحِسابِ تَقاسيمِ الرَّمْلِ.
شَوارِعُ كافُورٍ كأَفْعُوانِ خِرَقٍ مُلَوَّنةٍ مَحْشُوَّةٍ بِالأَلْعابِ النَّاريَّةِ؛
نَفيرٌ مِنْ رَائِحةِ قَلْبي الَّذي يَحْترِقُ مَزْرُوعةٌ خَواصِرُهُ؛
قَوازِيقُ قُضْبانِ شَبَابيكَ كُونْكِريتِيَّةٍ،
عِنْدَ المُنْعَطفِ تَسلَّمْتُ صَكَّ المُرورِ لِفَرجٍ أَغْبشَ بَعْدَ عُبورِ حَاجِزٍ شَمَّتِ الكِلابُ مَلابِسي الدَّاخِليَّةَ.
رغْمَ الرُّوعِ الَّذي انْتَابَني عَلَى أَجْزاءٍ حَسَّاسةٍ مِنْ جَسَدي،
شَعرْتُ بِرَاحةٍ عِنْدَما عَجَزتِ الكِلابُ غَيْرُ الأَلِفَةِ
عَنْ كَشْفِ بُقَجِ *تَجاعيدِ الصُّورِ وبَالاتِ ذِكْرَياتِ عَطَبِ صَمْتي المُعَتَّقِ العَتيدِ (حِرْزُ الحَوائِجِ)،
وَسِجِلَّاتِ سِيرةِ الأَحْلامِ المُشَرْشرَةِ المَطْويَّةِ بِعِنَايةٍ فِي أَدْرَاجِ الرُّوحِ الجَرْداءِ.
كُلُّ شَيْءٍ مُشَكَّبنٌ* وَمُؤَرْشفٌ بِدِقَّةٍ فِي عَطَالةِ وَجْدِي البَليدِ.
غَرِيبةٌ مُدَّخَراتُهُ، مُلَبَّدةٌ بِصَواعِقَ خُلَّبيَّةٍ تُعْطِيني
نَسائِمَ العِنادِ لِمُواصَلةِ رِحْلةِ التَّنفُّسِ فِي عَنابِرَ خَانِقةٍ.
أُنْصِتُ لِوَقْعِ أَقْدامِ قِطَطِ العَتْمَةِ تَجُوسُ بِلا هُدًى قَسمَاتِ الكَوْنِ وَمَسَاماتي،
لِتُبقِّبَني فِي الصَّهْدِ مُسهَّدًا...
إِنَّهُ عِشِّي: وَطَني.
فَتبًّا لَهُ مِنْ وَطنٍ أَمُوتُ عِشْقًا فِيهِ،
وَتَبًّا لي مِنْ كَثيفِ البُؤْسِ، أَعْشَقُ سِجْنَ تَخْميرِ رُوحي الَّذي يُدْعَى وَطَنًا.
(الوَطَنُ سِجْنٌ نَزَعَ عُصْفُوريَّتَنا مِنَّا، وَأَوْدَعَنا "العَصْفُوريَّةَ").
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟