نجم خطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 12:22
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
ظلت فكرة كتابة تاريخ الحزب الشيوعي العراقي هاجسا يراود الكثير من رفاقه ومحبيه والمقربين منه . وقد أوصت بعض مؤتمرات الحزب وكونفرنساته بضرورة الاهتمام الجدي بجمع وأرشفة تاريخ الحزب بكل مفاصله وصولا للشروع بكتابة تاريخه . لقد تعثر إنجاز هذه المهمة لأسباب ليس المجال هنا لبحثها . لقد غدت أهمية الإطلاع على تاريخ الحزب عبر مسيرته من بداية تشكيل الخلايا الأولى في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات من القرن الماضي , مهمة وضرورية , ليس فقط لرفاقه وأعضاءه والقريبين منه , بل لكل من يريد أن يدرس تاريخ العراق الحديث . وقد أصابت تماما الفكرة التي قالت بارتباط تاريخ الشعب العراقي المعاصر بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي في الحقبة المعاصرة .
وللأمس القريب كانت كتب حنا بطاطو تكاد تكون المصدر الرئيسي للراغبين بالإطلاع على تاريخ الحزب الشيوعي العراقي , بسبب شحت ما كتب عن هذا الموضوع . ولا تصح هذه الفكرة اليوم , بسبب اغتناء المكتبات بمجموعة من الكتابات التي انبرت لتسليط الضوء على تفاصيل نشوء ونضال الحزب والمهمات الجسيمة التي تصدى لها عبر مسيرته النضالية , وخاصة تلك التي كتبها بعض من رفاقه الذين واكبوا هذه المسيرة ( زكي خيري- جاسم الحلوائي- سعاد خيري- بهاء الدين نوري – رحيم عجينة – ثمينة ناجي يوسف – عزيز سباهي - رحيم عجينة – عامر عبد الله – أحمد ملا قادر باني خيلاني – عبد الرزاق الصافي ) , وأسماء أخرى . وفي هذا الصدد يمكن اعتبار كتاب ( شهداء الحزب ) الذي أصدره الحزب قبل سنوات , وثيقة تاريخية مهمة تؤرخ للسفر البطولي لهؤلاء الأبطال وللتاريخ الوطني العراقي المعاصر . وتبقى هذه المصادر رغم أهميتها بحاجة إلى الدراسة والتدقيق والإضافات والرفد للجوانب التي أغفلتها من مسيرة الحزب الطويلة .
ويأتي كتاب ( الصراع – مذكرات شيوعي عراقي ) ليضيف الكثير والجديد والمهم في جهد الكتابة والتوثيق لتاريخ الشيوعيين العراقيين . وأهمية الكتاب تكمن في أن كاتبه سليم إسماعيل يوسف ( أبو يوسف ) قد عاش تلك الفصول والسنين الأكثر أهمية وإثارة ومأساة وبطولة , وخاصة معاصرته ومروره بجميع سجون ومعتقلات العراق , التي بناها المستعمرون وأعوانهم في العراق , لحبس وإبعاد وسجن الأفكار الشيوعية والتقدمية .
هنا لا نقرأ سطورا حكواتية وقصصا كتلك التي يحكيها الكبار لصغارهم , بل نبحر عبر السرد القصصي الجميل الذي يتقن اختيار المفردة وتوظيفها لخدمة الفكرة . وهذه المفردات لا يتم البحث عنها بل تكاد تكون نفسها مفردات الحدث المكانية والزمانية . ولا يلجأ المؤلف إلى اللف والدوران في إيصال فكرته بل يقولها لنا بانسيابية جميلة ترغمنا على الاستمتاع بإكمال نصه , ليس ابتغاء لمعرفة نهاية الحكاية , بل الاستمتاع بتفصيلات النص وجماليته . ورغم أن القارئ يشهد خلال تتبعه لفصول الكتاب , بعض السطور التي يبدو من خلالها الكتاب وكأنه يريد أن يقول شيئا من الحكمة أو الموعظة السياسية , لكن حكمته وموعظته لا تقحم في سرده , بل تبدو متناسقة ومكملة للصورة , وتؤطرها بهالة من الكتابة التي تتعدى السرد النصي إلى الكتابة المعرفية التي توثق للحدث زمانا ومكانا وشخوصا وتفاصيل .
الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب ( الوصول – الخضر – البصرة .. حنين وذكريات ) , والتي تؤرخ للفترة التي سبقت ثورة 14 تموز عام 1958 في العراق , تكاد تكون أو ربما هي بالفعل , فصولا من رواية , ربما فكر الكاتب أن يكتبها هكذا عبر استخدام الجمل الإيحائية الغزيرة المعنى والممتلئة بالأحاسيس المشعة والفكر, المطواعة التي تجد مفرداتها دون تكفل .
في هذه الفصول الثلاثة يجد القارئ مطلعا لرواية سوف يستمر بقراءتها ولكنه يتوقف قليلا في نهاية الفصل الثالث حين يلحظ أن المؤلف لا يريد حث سيره في إكمال مشروعه , ليجد بديلا عنه في السرد القصصي للأحداث , وبالتالي قد ضيع علينا فرصة الاستمتاع بنص روائي توثيقي مهم .
هذه القضية لمحتها وأنا أقرأ فصول الكتاب وكنت أعرف بالتمام بأن ( أبو يوسف ) عبر مشروعه هذا , قد جمع حصيلة كل سنوات التعب والألم والمعاناة والكفاح , ليخرج لنا بهذه الصفحات المشرقة . وبالتأكيد فأن اختيار الشكل الملائم للكتابة , لا يقل صعوبة عن الكتابة نفسها , عدى كون المؤلف بالأساس ليس روائيا ولم يكن يريد أن يكتب لنا نصا روائيا , بل أراد وهو الشيوعي العراقي والسياسي المخضرم أن يدون لنا وعبرهذا الأسلوب الجميل , تلك اللحظات المهمة من تاريخ وطنه وحزبه .
لنقرأ قليلا كلماته وهو يناجي القمر, طريدا في سهول مدينة الديوانية ...
(( كم مرة رأيتك في طلوعك واختفائك ؟ .. رأيتك بدرا ,كما رأيتك هلالا , خيطا نحيفا كأجسام الفقراء , تظهر بخجل في أيام رمضان ثم تختفي , يتنافس لرؤياك البدو والحضر .. ثم يهل هلالك يوم العيد ... رأيتك مثل فتاة عذراء عارية , شعرها الذهبي نورك , جسمها البض نسيج إشعاعك )) .
أشهد أن المؤلف كان موفقا في ترتيب فصول حكايته , بحيث لم يختر الدارج في كتابة كتب السيرة الذاتية والتي تبتدأ عبر التسلسل التاريخي للأحداث وتتابعها . الفصول الثلاثة الأولى للكتاب خصصها الكاتب لبعض من تاريخ قصته المتقدم ( ليس بداية الحدث ) , وأعني تفاصيل هروبه من السيارة التي كانت تقلهم من سجن نقرة السلمان الصحراوي إلى مدينة السماوة , وبصحبة صديقه السجين علي .
لازمتني فكرة استنتجتها وأنا أتصفح فصول صراع ( أبو يوسف ) ورفاقه , وهي النصح لكل من يريد أن يدرس أو يستزيد عن تاريخ السجون في العراق , بأن يلجأ لقراءة هذا الكتاب . وأنا أقصد بالتأكيد السجون والمعتقلات التي مر بها مؤلف الكتاب , ابتداء من مركز شرطة العشار أيار 1953 , وانتهاء بهروبه من شباك السيارة المحصنة التي أقلته ورفاقه عام 1967 من سجن نقرة السلمان الصحراوي إلى سجن الحلة .
في توثيقه لتلك السجون والمعتقلات والزنزانات , لا يلجأ المؤلف للحديث عنها وكأنه يستعرضها لنا أو ليتوقف برهة للحديث عنها , بل ينقل لنا مشاهدا وأحداثا حية صادقة عاشها هو بنفسه , ولم يكن في الظل من تلك الأحداث بل كان في وسط الحومة .
هنا نقرأ تفاصيل تؤرخ لكفاح الشيوعيين العراقيين في سبيل حياة تليق بالعراق وبالشعب العراقي , وبعد أن أفنوا زهرات شبابهم وسط هذه الزنزانات المظلمة . إن تسجيل تفاصيل حياة ( سجن الكوت ) بكل صورها وبشكل توحي وكأن الكاتب قد عاش في الأمس في هذا المعتقل الرهيب , والذي سبقه إليه بأعوام قليلة الرفيق الخالد يوسف سلمان ( فهد ) مؤسس وباني الحزب الشيوعي العراقي , يحتاج بالتأكيد إلى ذاكرة عنيدة وطرية توحي بصدق وعفوية بطلها .
وفي هذا السجن بالذات يشهد المؤلف واحدة من المجازر التي ارتكبت ضد سجناء الرأي في العراق – مجزرة سجن الكوت , والتي يعيش كل تفاصيلها , وكان جريحا ضمن أل 94 من رفاقه الجرحى , وكاد أن يكون أحد شهدائها الثمانية . حدثت هذه المجزرة يوم الثالث من أيلول 1953 .
ثم يقص علينا تفاصيل اعتقاله في سجن بعقوبة ومحاولة الهرب من هناك . وتفاصيل الهجوم على سجن بعقوبة .
ثم يعود بنا بذاكرته لتفاصيل الحياة في سجن نقرة السلمان في صحراء السماوة . كما يطلعنا على تفاصيل مثيرة للفترة التي عاشها محتجزا يمضي فترة المراقبة في (قرية قضاء السلمان) القريبة من (سجن نقرة السلمان الصحراوي) , وتفاصيل تعرفه بالشهيد الشيوعي محمد الخضري الذي كان معلما منفيا هناك . ثم يستمر في قصه لنا عبر الزنزانات , وهذه المرة من ( معسكر قتيبة ) في الشعيبة – البصرة , وبعدها محاولته للهروب من هذا المعتقل .
في الفصل الثاني عشر من الكتاب يوثق المؤلف لأحداث انقلاب 8 شباط 1963 والجرائم التي ارتكبها أوباش الحرس القومي بحق الشيوعيين والشعب العراقي , وكان يومها معتقلا في سجن نقرة السلمان الصحراوي .
في الفصول التالية يمضي بنا في حكايته وبطريقته البسيطة في القص ليحكي لنا تفاصيل هروبه من مستشفى الديوانية ( كانون الثاني 1964 ) وكانوا قد نقلوا إليه من سجن نقرة السلمان للعلاج . وهذا الفصل لا يقل متعة في أسلوبه الروائي عن الفصول الثلاثة الأولى ....
(( كان الطريق زراعيا , تتناثر فيه برك المياه , وقطعان الأغنام تسرح هنا وهناك والنسيم كان عليلا ومنعشا والسماء صافية وقبرات تطير وتحط وهي تطارد الجراد , قطرات الندى لا زالت معلقة على وريقات الشجر , بين حين وآخر يقفز أرنب ويجري مسرعا , الأرض المبتلة , والشمس تشع بنورها فتبعث الدفء في أجسادنا )) .
في الكتاب ذكريات حية عن الأيام التي جمعته بالشهيدين الخالدين سلام عادل وجمال الحيدري والمئات من المناضلين في صفوف الحزب الشيوعي العراقي , وتفصيلات وأحداث تاريخية مهمة سبقت ثورة 14 تموز 1957 , وكان المؤلف مكلفا بواحدة من أخطر المهمات وهي مطبعة الحزب السرية التي تعلم فيها الطباعة , وعمل فيها في السر ليال طويلة قبل أن يعتقل ثانية , وهذه المرة في مديرية الأمن في بغداد . من مسلخ مديرية الأمن العامة في بغداد ينقل السجناء إلى معتقل جديد في مدينة بغداد ( معتقل خلف السدة ) ومعهم ( أبو يوسف ) .
وبعد أن يسرد لنا تفاصيل الحياة في هذا السجن , يعرج على نقل واحدة من الوقائع التاريخية , وهي حفر الشيوعيين لنفق من داخل السجن , ومحاولتهم الهروب بعد إتمامهم لحفر النفق , ولكنهم يفشلون في اللحظات الأخيرة . وتطول حكايات السجون حين ينتقل بنا الكاتب لوصف تفاصيل المعاناة في ( سجن رقم 1 – معسكر الرشيد ) في بغداد , ومحاولتهم الجريئة بالهرب من هذا السجن أيضا . ويواصل هذا الشيوعي والسجين المخضرم رحلة نضاله مع رفاقه , ولكن في سجن آخر هذه المرة وفي مدينة بغداد ( سجن الفضيلية ) , ويحدثنا عن تفصيلات دراماتيكية عن محاولتهم حفر نفق هناك بغية الهروب .
في الفترة التي تلي هروبه من( بادية السماوة) يعيش أحداثا تاريخية مهمة في حياة الحزب لا تقل أهمية عن تلك التي عاشها قبيل ثورة تموز 1958 , وتمثلت في مشاركته في كونفرنس الحزب الثالث كانون الأول 1967 في منطقة ( دار به سر ) في كردستان العراق , ومن ثم المؤتمر الثاني للحزب المنعقد آب – أيلول 1970 . وكان حينها يعمل ضمن تنظيمات محافظة البصرة , وحضر كمندوب لهذين الحدثين بشكل سري . ويتحسر أيتام صدام إلى اليوم لعدم تمكنهم من منع الشيوعيين من عقد مؤتمرهم الثاني 1970 والمؤتمرات التي تلته وعلى ارض الوطن .
في الكثير من الأحداث والوقائع يفلح الكاتب في نقل الوقائع ومحاولة فك التشابك والتعقيد في القضايا المصيرية السياسية التي عاشها العراق وكان الحزب الشيوعي العراقي وسطها متحملا الكثير من نتائج انتكاساتها . ويعمد المؤلف أن يقول لنا رأيه في هذه الأحداث . وهنا ينقل لنا توثيقا في غاية الأهمية من الناحية التاريخية لقضايا مهمة ومصيرية عاشها بكل تفاصيلها وقال كلمته فيها , وهذه القضايا تتمحور حول :
- الموقف من حكومة عبد الكريم قاسم واختلاف المواقف بين سلام عادل وجمال الحيدري ورفاق آخرين , وبعض الأفكار اليمينية لرفاق داخل قيادة الحزب .
- الأفكار اليمينية التي تبناها بعض قيادي الحزب من تأميمات عبد السلام عارف 1964 , أو كما سميت حينها ( خط آب ) .
- الموقف من الجبهة الوطنية مع البعث عام 1973 .
- الموقف من الكفاح المسلح والمواقف الرافضة له داخل قيادة الحزب وطروحات البعض الداعية لتصفية الحزب بحجة الدفاع عن الوطن .
أرى أن هذه القضايا التي يسردها لنا المؤلف ويقول كلمته فيها تحتاج بالضرورة من المعاصرين لهذه الوقائع من أن يغنوها ويصوبوها إن كان فيها ما يستحق التصويب , وأن لا تثنيهم المتاعب عن خوض هذه التجربة الصعبة في الكتابة عن أحداث الماضي .
لقد قدر لي أن أعيش قريبا من رفيقي( أبو يوسف ) مؤلف الكتاب , فصولا من أحداث هذا الكتاب ( 1983 – 1989 ) , وهي الأحداث التي يرويها شتاء 1979 حين يحل الرحال في وادي كوماته ( كلي كوماته ) في منطقة بهدنان في كردستان العراق حين قرر ورفاقه خوض تجربة الكفاح المسلح . في عام 1983 قدمنا صوب منطقة( بارزان) , وهناك أعيد تشكيل قاطع اربيل لقوات الأنصار. كان مقرنا يجاور المقر الذي عاش فيه ( أبو يوسف ) وبعض من الأنصار ( به ختيار- وصفي- سرود ) , وكانت أياما من المعاناة يرويها ( أبو يوسف ) بدقة متذكرا القصف اليومي لمدفعية نظام صدام الدموي المطلة على قمم جبل بيرس فوق عقرة , والغارات بالطائرات الحربية وما تشتهي الأنفس . إن حكايات الصيد في نهر الزاب القريب من مناطق بارزان , ومن ثم الحديث عن مغامرات حصانه المعروف , تكون قد أضافت صورا إنسانية ومن الطبيعة بكل مفرداتها البسيطة .
في الفصل الثالث والعشرين من الكتاب يوثق لنا المؤلف لواحدة من الجرائم التي ارتكبت بحق رفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي وهي جريمة ضرب مقرات ( زيوه ) بالأسلحة الكيمياوية في الخامس من حزيران 1988 . وهي الجريمة التي فقد فيها الحزب رفيقين من كوادره ( أبو فؤاد – أبو رزكار ) وأصيب يومها عشرات الرفاق بالغازات السامة . في هذا الفصل نقرأ وصفا دقيقا لهذه الجريمة ومشاهدات ( أبو يوسف ) الذي كادت أن تعمى عينيه . وفي صورة جميلة ينقل لنا اللحظات التي يقوم فيها الأنصار بدفن رفيقهم(أبو رزكار) قرب نهر الزاب في ( زيوه) . وبالتأكيد يتذكر الكثير من الناس شهادة الكاتبة كاترين ميخائيل أمام المحكمة التي تحاكم الطاغية صدام وأعوانه عن حملات الإبادة الجماعية ( الأنفال ) .
عن تجربة الكفاح المسلح في كردستان العراق والتي خاض غمارها بكل شرف ووطنية مقاتلون ومقاتلات بواسل وباسلات من أبناء العراق بكل قومياته وأديانه وطوائفه , يقول :
((إن عودة الحزب للوطن ( كردستان ) وحمله السلاح مع القوى القومية الكردية أعاد الثقة وأنعش الآمال به , ولولا عودة المناضلين الحقيقيين وحملهم السلاح بعد غدر البعث , رغم النواقص والأخطاء , لأنتهي الحزب الشيوعي وضاع أعضاؤه في شوارع لندن وباريس وموسكو وواشنطن )) . وهي شهادة يعتز بها حزب الشيوعيين العراقيين وبالخصوص الذين خاضوا غمار هذه التجربة الفريدة . ولا أريد أن أكمل العبارة ( كما هو الوضع الآن ) , لعدم اتفاقي معه في الرأي , فالحزب اليوم موجود في بغداد ومدن العراق من كردستان وحتى الفاو وهو أدرى بالتأكيد مني بهذه الحقيقة , كما أن للحزب اليوم مكانته وسط كادحي العراق رغم كل وسائل التحجيم والضغط والتجهيل . أتمنى أن تكون العبارة قد وردت بشكل غير مقصود .
إن استعراض كتاب بهذا الحجم ( 432 صفحة و 24 فصلا ) ليس باليسير, وأعني هنا تقريب محتويات الكتاب ومشروعه للقارئ , وعبر هذا المرور السريع بمحطات صراع ( أبو يوسف ) ورفاقه الحمر من أجل وطن حر لا سيادة للمستعمر فيه , جسدوها في كفاحهم ضد حلف بغداد وغيره , ومن أجل الشعب السعيد الذي نذر الشيوعيون في سبيل عيشه بسعادة وخير ورقي , الغالي والنفيس , وكتاب ( الصراع ) شاهدا صادقا على هذه الحقيقة .
إن هوامش الكتاب التي حوت 14 صفحة , وفيها أكثر من 253 عنوانا لا تقل أهمية وتوثيقا وجاءت مكملة لفصول الكتاب .
لم يبق لي سوى الثناء على الجهد الكبير الذي بذله الرفيق سليم إسماعيل البصري ( أبو يوسف ) في كتابة كتابه هذا وبهذه اللغة الانسيابية الجميلة . كلي أمل في أن الطبعة القادمة ستنتبه لبعض الأخطاء والهنات هنا وهناك وبالأخص تصحيح تاريخ استخدام نظام صدام للأسلحة الكيمياوية ضد مقر قاطع بهدنان لأنصار للحزب الشيوعي العراقي ( زيوه ) في 5 – 6 – 1988 , وكذلك تاريخ انعقاد مؤتمر الحزب الرابع 10 – 5 – 1985 . وبهذا الكتاب تكون المكتبة العراقية قد اغتنت بوثيقة تاريخية أدبية وسياسية تؤرخ لحقبة زمنية من تاريخ العراق المعاصر كتبها الشيوعيون العراقيون بكل جسارة وبطولة .
السويد
في الخامس من كانون الثاني 2007
#نجم_خطاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟