أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - شعارات بلا روح














المزيد.....

شعارات بلا روح


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( بالروح بالدم نفديك يا ... ) شعار كغيره من شعارات التعظيم والتبجيل والتمجيد للحاكم والتي اخترعتها الأنطمة العربية كما اخترعت شعارات اخرى لا تقل أهمية تشيد بمناقب الحاكم الهمام صاحب الصولات والجولات والبطولات . صاحب المعارك والغزوات ، صاحب الكرامة والشهادة والمعجزات .
( بالروح بالدم ) شعار وهتاف ــ تقليدي ــ عفا عليه الزمن ، إلا أن الحاكم العربي ما زال يطرب لسماعه من جوقة المسحجين والمطبلين لجلال وجهه وعظم سلطانه ، والحاكم بات مقتنعا ــ تماما ــ أنه موسوم بسلالة الآلهه وأنه مخلد ما دام يتمسك بكرسي السلطة ، وأن فكرة تخليه عن السلطة باتت مستحيلة ولو كلف الأمر قتل مئات الألوف من ابناء شعبه وتدمير الألآف من المدن والقرى ، وان أي انسان ــ مهما كان ــ ينادي بفكرة التخلي عن السلطة هو بحكم الميت .
ليس غريبا في وطننا العربي أن الحاكم يجب أن يكون خالدا مخلدا في أذهان الشعب من خلال تسخير كل وسائل الاعلام التي تسبح بحمد الحاكم ليل نهار . ومن خلال صوره التي تغطى الجدران وأصوات أحرفه التي تصم الآذان وأصنامه المزروعة في كل مكان . فمن عينيه يبدأ شروق الشمس ومن بين أصابعه تتفجر الآبار وتنهمر الأنهار . وليس غريبا أن تختزل الدولة بكل مكوناتها في شخص الحاكم الذي استباح الدولة وكل منا فيها ، هي ــ بنظره ــ مزرعته الخاصة يفعل ما يشاء وبما يشاء وكيف يشاء .
( بالروح بالدم ) هي التعويذة التي تصلح لكل زمان ومكان ، هي جواز السفر للمرور والوصول ، هي بمثابة الواسطة للحصول على الحد الأدنى من الحقوق ، وهي بلا شك سلسلة من حلقات تخنق الشعب الذي ما عادت لديه روح ولا حتى قطرة من الدماء .
( بالروح بالدم ) هتاف تتفوه به شعوب قد أُزهقت أرواحها وسالت دمائها على مذبح السلطة .
وعند انهيار السلطته يفر الحاكم متخليا عن بطانة السوء التي تدور في فلكه وستدفع ثمن هتافاتها وستنكره وتلعنه وسيعلم الحاكم أن كل الهتافات كانت تخرج من حناجر مسلط عليها سيف القهر والذل والفقر والجوع والحرمان ، وأن كل الارواح التي أزهقت من الحاكم وبطانته ما زالت تلعنه وتلعن ذريته إلى يوم يبعثون وأنها لن تسامح من استباح كرامتها واغتصب ارادتها وأمعن في تعذيبها . وكل الأرواح التي أُنتزعت ستحاتسبه وتنتقم منه .
لا يوجد مواطن عربي لديه استعداد ان يقدم روحه من أجل الحاكم ولا حتى أن يُسقط قطرة دم واحده من أجله ( طواعية) وكل من أُزهقت أرواحهم وسالت دمائهم غصبا وكرها تحت طائلة التهديد والوعيد .
أيها الحاكم الذي تطالب الشعب أن يفديك بالروح والدم ، أنت تدرك تماما أنك لا تستحق وان يوم ثورة الشعب قادمة لا محال ، وأنك ستفر لتنجو بنفسك وتتخلى عن كل ما آمنت به ، وستدرك أنك لست إله ولست حتى إنسان . وستدرك أيضا أن كل الشعارات ومهما صدحت بها حناجر الشعوب لن تتجاوز سقف حلوقهم لأنها بلا روح وبلا لادماء .



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويمدهم في طغيانهم يعمهون
- ( لمن الملك اليوم )
- ( لمن الملك اليوم )
- الطاغية ( الإله )
- أوسمة وألقاب !!!
- هَتّيفَة الحركة الاسلامية
- النفس في الذات الانسانية / العلاقات الانسانية والاجتماعية
- النفس في الذات الانسانية / رغبات وشهوات (1)
- النفس في الذات الانسانية /غاية الذات
- مهرجان انتخابي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة 2
- النفس في الذات الانسانية/ فهم الذات
- سِفر الكرسي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة
- كاميرا
- النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل
- النفس في الذات الانسانية / فكرة الموت
- النفس في الذات الانسانية /المعايير ووعي الوجود
- وتقاعد الشيطان /مسرحية ج2
- وتقاعد الشيطان


المزيد.....




- هل الضربة قاضية؟.. ماذا نعلم عن وضع جوهرة أهداف إسرائيل بضرب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا للإيرانيين بالفارسية (صورة)
- -وادي إيزار-.. لماذا تجتذب ميونيخ الشركات الناشئة؟
- ردا على احتجاز سفينة -مادلين-.. ماليزيا تعلن تحضير -أسطول ال ...
- حوالي 2000 سائح روسيا -عالقون- في الإمارات  
- -مهر-: حريق مستودع -شهران- للنفط جنوب طهران بات تحت السيطرة ...
- لبنان والأردن يفتحان الأجواء والعراق وسوريا يغلقان
- محللان: إسرائيل تبحث عن الصورة وإيران تحاول ترسيخ معادلة جدي ...
- قاض أميركي يرفض الإفراج عن محمود خليل
- إسرائيل تدعو الإيرانيين لإخلاء منازلهم قرب المفاعلات النووية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - شعارات بلا روح