مظاهرات من المحيط إلى الخليج و صور مرفوعة لصدام ...و نجادي ...و نصر الله ...و بن لادن.. وعبد الناصر و آخرين !!!

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أثناء التظاهرات التي دأبت على تنظيمها فعاليات لنصرة الشعب الفلسطيني و اللبناني والعراقي في عواصم عربية عديدة، يحرص منظمو المسيرات و أعضاء لجانها التنظيمية على حمل صور كثيرة لزعامات عربية و إسلامية، زعامات تسكن بكاريزماتيتها و خطاباتها العصماء، جماجم جوفاء... لكائنات ممسوخة بلهاء...غيب عقلها الصنم الأعظم و طمس عيونها بطين الظلامية الحالك فجعلها تخبط خبط عشواء ...
ففي تظاهرة واحدة تجد صورا لزعماء القاعدة.... و للأمين العام لحزب الله... و لملالي إيران و صورا لصدام و أخرى للقذافي و عبدالناصر... والزرقاوي ....وبشار...ونحار...
و الغريب أن أشخاصا خلال التظاهرات يقومون بعمليات تبادل الصور فيعطي هذا صورة أحمدي نجاد و يأخذ مكانها صورة صدام أو بن لادن!!!
=============
شيء طبيعي أن تجهل هاته القطعان المنومة و المخذرة بأفيون العربومانيا القاتل التي أدمنت عليه قطعان أخرى مصعوقة بباكستان و الصومال و أندونيسيا....نعم شيء طبيعي أن تجهل نوع العلاقات الحقيقية بين هذه الزعامات المجنونة المهترئة والمجبولة على الشر التي فطمت عليه في الحوزات ومعاهد البعث السيئة الصيت و حلقات التجهيل الدينية و أن تحمل صور هؤلاء القادة الخالدين و تهتف بحياتهم وبحياة أبنائهم و حمواتهم ..وأن تجهل درجة العداء المستحكم و الكراهية المقيتة بين ملالي إيران مثلا وزعماء القاعدة...أو بين هؤلاء و رواد القومية العربية من ناصريين و بعثيين و ما سار على شاكلتهم..
فأمراء القاعدة الذين ترفع أسمائهم و رسومهم إلى جانب حكام طهران في الملتقيات الساخنة يتمنون من صميم قلوبهم أن تزلزل إيران ويسلط الله عليها سوط عذاب و يبيد شيعتها على بكرة أبيهم و هو شعور متبادل بطبيعة الحال ، و كم كانت فرحة الملالي و قياديي حزب الله كبيرة بسقوط نظام الطالبان بأفغانستان و نظام صدام حسين ببغداد، و لم لا ؟؟ و الله قد هيئ الأسباب على يد الشيطان الأكبر، كما أن الأمل يراود القاعدة لكي تتهيأ نفس الأسباب ولو على يد الغرب الصليبي الكافر لاجتثات تنظيم حزب الله و سحق البعث الملعون و شنق قيادييه وتكسير عظامهم ...
تبجيل بهذه الطريقة و تناقضات من هذا الشكل ليس بغريب على أمة قدست مجرميها الأوائل منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، ألم يتناحر حواريو الشر الرذيلة المبشرين بالجنان والحور الحسان و الولدان الخصيان ؟؟ و تسببوا في نفوق الآلاف من أتباعهم؟؟ ومع ذلك قدست أسمائهم و حفظت ذكراهم لتتغنى بهم أجيال خير أمة أخرجت للناس...

وهنا أستحضر مقاطع لأنشودة رددتها براعم الإيمان على إحدى فضائيات الجهالة ذات يوم ...

يا سائق الجمال.... سق الجمل قدامي
أبو بكر الصديق.....يا صاحب التحقيق
عمر يابن الخطاب ....يا ملهم الصواب
والحسن و الحسين...هما ضي عياني ...

و فعلا فقد كان الفاروق ملهما... ألم يكن مبدعا عندما جادت قريحته بالعهدة العنصرية التي يتفاخر القرضـــــــا...والطنطـــا...و الشعــــرا... و الداعية الموديرن ؟؟؟...ألم يكن ملهما عندما أرسل خطابا إلى عمرو بن العاص يأمره فيه بحرق مكتبة الإسكندرية؟؟؟ و آخر إلى سعد ابن الوقاص لحرق كتب و ذخائر الفرس ؟؟ألم يكن مصيبا و حكيما بل طبيبا مقتدرا عندما أقر بأن الجنين قد يمكث أربع سنوات في بطن أمه؟؟ يعني أن الطفل قد يرى النور بعد وفاة أبيه بأربع سنوات!!!
وعلى ذكر القرضـــــــــــا...و أثناء زيارة له للجمهورية الإسلامية الإيرانية فقد ترجى إلى درجة التوسل علماء الدين الشيعة و بعض أعمدة الحكم الوازنة على حذف نصوص من المقررات التربوية تسيء لأبي بكر الصديق و الصحابة الكرام...وقد وعدوه بأن يذكروا بعض الحسنات لأبي بكر لكن على مراحل حتى تتمكن الأجيال في إيران من الاستئناس بصورة رجل اعتبره مراجع الشيعة و كبار أضلاعها من طواغيت قريش و مغتصبي الخلافة، بل هناك من يلعنه في السر و العلن...
فعلا لقد كنت ملهم الصواب يا عمر....
والإلهام و الحكمة و حسن التصرف وكل الصفات الخيرة التي ميزت الفاروق لا زمت كذلك المهيب صدام حسين الذي قام بتجفيف منطقة الأهوار فأجرم في حق البشر و الحيوان و النبات ....كان ملهما عندما هجر الأكراد و التركمان من مناطق سكناهم و عوضهم بساكنة عربية في محاولة منه لتغيير الواقع الديموغرافي في عدة محافظات ، كان راعيا للجميل عندما غزا الجارة الكويت جزاء لها على دعمها له ووقوفها إلى جانبه في حربه على إيران...
والإلهام صفة القائد الثائر المتقلب المزاج وصاحب النظرية الثالثة و المتبني لعروبة الأكراد و الأمازيغ و الأقباط وأهالي النوبة والعفر و التيكراي و العيسي ...بل وحتى دولة مدغشقر صبغها مجنون طرابلس بطلاء العربومانيا والتي ادعى أن أصل تسميتها هو " المدى القاصي " ونفس الشيء ينطبق على جزر المالديف التي هي في الأصل "المدى البعيد"...
والالهام كذلك نعمة لصيقة بأمين حزب الله صاحب الوعد الصادق الذي أدى اختطافه لجنديين إسرائيليين بتزكية ومباركة طبعا من عاهل سوريا الهمام إلى تيتيم الأطفال و ترميل النساء و إصابة آلاف من المواطنين بعاهات و تشوهات خلقية مستديمة ...وعلى ذكر عاهل سوريا و كما هو معلوم فقد قسم هذا الأخير الرجال إلى صنفين، صنف مكتملي الرجولة يرى جلالته أن منهم و صنف آخر موقعه في خانة أنصاف الرجال وهذا التحليل في حد ذاته قمة الإلهام و العبقرية والسداد...
و الإلهام كذلك خاصية كوكبة الرحمان و فرسان القاعدة في غزوة مانهاتن الذين حملوا أرواحهم على أكفهم لإنزال الرعب في عقر دار الكفر و الجبروت فكانت الملحمة ونار الله الموقدة... الموصدة... في عمد ممدة ....
المضحك المحزن أن يطلع علينا داعية موديرن مريض بصوت مقزز يثير الغثيان مسكون بأشباح هؤلاء المجرمين التاريخيين على فضائيات الجهالة و يحدثنا و يشرح لنا حكمة و تعقل الصحابة و كيف كانوا يحبون بعضهم البعض!! بالسيوف طبعا و بالغدر و المكائد و الدسائس ...
=============
الزعامات المهلهلة والوطاويط الصهدانة التي تزين صورها في المظاهرات والمناسبات كائنات مجنونة بامتياز، مسنودة بترسانة دينية تقوية دجالة أكثر حمقا لا تكف من إقناع شعوبنا بالخرافة و السخافة و أهوال القبر و فتنة الدجال و خروج الدابة و فتح روما و الحجر الناطق ......فجعلونا في مؤخرة الشعوب ....

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل