أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - الخروبة-مشاهد وصور من العذابات والالم














المزيد.....

الخروبة-مشاهد وصور من العذابات والالم


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 18:24
المحور: الادب والفن
    


للكاتب رشيد النجاب
نجح الكاتب رشيد النجاب في ترتيب أحداث "الخروبة " وخلْق منطقاً فيها. وجعلَنا نحن القراء أكثر معرفةً ووعيا لتاريخ ذاك الزمان، تلك هي وظيفة الفن الروائي خصوصاً في هذه المرحلة.
مشهدان من الاستعراض الاستهلالي لرواية "الخروبة " جاءتا جاذبتان للمتلقي وحققتا مهمة امتثال القارئ لاستكمال السرد عبر الستة عشر مشهدا التالية ، التي اتسمت بالجاذبية والتشويق . ولقد أتى الراوي على مشاهد، مركزها "رشيد" بعد استدعاءه للالتحاق بعسكر السلطنة العثمانية في نهاية حكمها قبل السقوط ، متنقلا من بلدة الى اخرى، ابتداء من "جيبيا "، وصولا ًالى البقاع اللبناني، مرورا بقرى الجليل الشرقي ووادي اليرموك ثم درعا ودمشق، مدن وقرى عانقتها السهول والجبال والاودية البديعة، تتخلها المباني الاثرية والحديثة . وهي مواقع جغرافية ليست منعزلة عن العناصر الفنية الاخرى .
ولقد عكس الراوي مشاعر "رشيد" المتضاربه تجاه ما واجهَ من ترويع وقسوة الجنود المشرفين على التجنيد. وتحمّله تنفيذ برامج التدريب العسكري تحت هطول المطر وغضب السماء البعلبكية، هذا من جهة، ومن جهة أُخرى سطّر صورا من الوجع والألم ألذي اعترى والديّ رشيد وشقيقتيه، وهم لا يعلمون ما حل بالإبن وفي أية أرض يعيش..
وجاءت لغة الرواية سهلة، زينتها احيانا التعابيرالدارجة ذات البعد الاجتماعي، وظفها الكاتب في تناغم وانسجام في سياق السرد الروائي، عززت واقعيتها.( شو ماله رشيد )( ابني زي ما هو ابنك ) (حا -هيش ) (الجودله) وغيرها .
وتلاحقت مشاهد الرواية في فصول ليست متباعدة سبرتْ غور البطل وجعلت القارئ يلحظ مدى معرفة الكاتب للشخصية المركزية (رشيد) وللشخوص الفرعية (أبو رشيد وام رشيد والاختان وسالم نخلة و ابو سليم ) معرفة تامة. ونجح الكاتب في خلق تواطؤ بين الحياة الواقعية والرواية، كادت تصل الى حد التطابق، في لقطات متسارعة باستخدام الفعل الماضي وتقديم السرد َبصيغة (هو) ،من أجل إلتزام الحياد في الفضاء الروائي، وخلق ايحاء عند القارئ بواقعية شخصية (رشيد) الرئيسة والشخوص الثانوية ( سالم نخله - ابو سليم – ابورشيد - ام رشيد -فاطمه -حمدة وغيرهم) .وتوظيف الأماكن الواقعية في سياق الري (أحراش النبي صالح - عروض ابو زميره - الخروبة - مقام بايزيد - بيت الشيخ علي العاروري - البلدات في المحيط ،ام صفا والنبي صالح وبيرزيت وعطاره وكوبر وبرهام ) مبرزاً في طيات السرد معتقدات شعبية وتاريخية (مقامات الاولياء – الآلهة بعل – الفراري ) وحكايات وأمثال من التراث والحِكَم (من سرى باع واشترى – تبغدد وتدمشق ) جعلت السرد الروائي يتسق في علاقة جدلية بين الواقع الاجتماعي والثقافي.
ولقد تنقّل الراوي في الفضاءالمكاني بسلاسة وبساطة ويسر، بين "جيبيا" وأحوال الاسرة وبين معسكرالتدريب وواقع الحياة اليوميه لرشيد وزملائه.
تعتبر رواية " الخروبة" واحدة من لَبِنات تراثنا، مستمدّة من ثقافة الكاتب ومعارفه. التراث الذي يستحق منا الاهتمام والرعاية. انها إضافه للمكتبة الفلسqطينيه والعربيه،
ومن الملفت أن االكاتب ربط بوشائج جينيهّ بين صلابة الإراده ومتانتها لدى المناضل الراحل" سليمان النجاب "، في خضم كفاحه من اجل القضية التي خدمها، وبين بسالة واحتمال بطل "رواية الخروبة " والد سليمان، الامر الذي يجعلنا نستشعر رغبة الكاتب في ابداع سيرة الجيلين الثاني والثالث، والخوض في غمار الفضاء الزماني التالي وما بعد التالي، لعله يملأ الفراغ والإنقطاع المفاجئ للمشهد قبل الاخير في روايته"الخروبة".

رام الله 15/12/ 2024 سمير أديب



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزء ناقص من الحكاية،،، شغف اصطياد اللحظة
- بين معرض الكتاب في عمان وشيكاغو.. رواية -الخروبّة- للكاتب رش ...
- رواية -الخرُّوبة- لرشيد النجّاب* بين توثيق المكان والتاريخ و ...
- مصائد الرياح،،، وتعاقب أجيال المواجهة وأزمانها
- مــنــزل الـــذكــــريـــات
- حانة فوق التراب
- أنا يوسف يا أبي.....قراءة مشهدية للواقع ...بحثا عن جيل ضاعت ...
- الساعة الخامسة والعشرون - قراءة حديثة في رواية قديمة
- شغف
- الدم لا يتكلم
- الــمــولـــودة
- سوداد (هاوية الغزالة)
- قناع بِلَون السماء
- مذكرات القائد الشيوعي محمود الأطرش المغربي
- غالب هلسا: روح ناقدة بدأت بنقد الذات
- حمزة شحاتة: مِن أخلاق البيت إلى المدرسة إلى الزقاق.
- بندلي جــــوزي:رائد الاتجاه القومي الماركسي
- د.سيد القمني: من التقليد إلى التجديد في الفهم الديني
- صادق جلال العظم: المادية والتاريخ
- هادي العلوي: جدلية الفكر الديني


المزيد.....




- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - الخروبة-مشاهد وصور من العذابات والالم