أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-














المزيد.....

جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 19:42
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالمنا المعاصر، حيث تتحول الزيادات في الأجور إلى منافسة بين الحكومات، نجد فئة من الأبطال الذين يظلون بعيدا عن دائرة الضوء، في أماكن لا يعرفها أحد، ولا يذكرها أحد، ولا تنال منها الكلمات أو الوعود أي نصيب. هؤلاء هم الجنود الذين يحرسون حدود الوطن، الذين يقفون على خطوط النار في "بير كندوز" وغيرها من النقاط الحدودية المجهولة، حيث لا يوجد تكييف أو رفاهية مكتبية، فقط حرارة الشمس ورياح الصحراء القاسية. ومع ذلك، يبدو أن هؤلاء الأبطال – الذين يعيشون في ظروف تشبه أفلام المغامرات المملة – لا يستحقون، بحسب موازين العدالة، أن ينالوا أكثر من "ابتسامة" أو "شكر" في تقارير الحكومة السنوية.

تجولت بين تلك المناطق الحدودية مؤخرا، وبالتحديد في "بير كندوز"، لأكتشف واقع الجنود الذين يقضون أيامهم بين الرمال وحرارة الشمس، في خدمة وطنهم، دون أن ينالوا حتى شرف الاستماع لآهاتهم. أجواءهم هي مزيج من العزلة القاتلة وقلة الراحة، ورغم ذلك، نجد أن أجورهم تبقى في مكانها، جامدة كالرمال التي تطحنها الرياح. بينما على الجانب الآخر، يحصل موظفو المكاتب الذين لا يفعلون أكثر من التحديق في الشاشات طوال اليوم على زيادات في أجورهم يمكن أن تشتري لهم عطلة في جزر المالديڤ.

أما عن الجنود المتقاعدين، الذين قضوا سنوات طويلة في خدمة الوطن تحت وطأة الظروف الصعبة، فمعظمهم يجد نفسه عائدا إلى الحياة المدنية بمرتب تقاعدي يتناسب مع معاناته اليومية... بشكل فكاهي، بالطبع. فهم ليسوا بحاجة إلى زيادة في المعاشات، لأنهم فقط أبطال في الظل، وقد أنجزوا المهمة و "خلصت الحكاية". من يدري، ربما يكفيهم أحيانا أن يقال لهم: "شكرا" أو "أنت من أبطال الوطن"، وهذه بالطبع يمكن أن تكون بديلة عن أي زيادة مالية.

في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة عن زيادات ضخمة في أجور أولئك الذين يطوفون بين المكاتب المكيفة، يجد الجنود الذين يسهرون على الحدود أن الزيادة الوحيدة التي يحصلون عليها هي في ارتفاع حرارة الشمس. فعلى سبيل المثال، في وقت تتضاعف فيه الرواتب في العاصمة، يظل معاش الجندي الذي خدم لسنوات طويلة في الصحراء كما هو، لأن تضحياته لا تساوي "تكاليف الزيادة".

إذا كان هناك من يستحق الزيادة الحقيقية في الأجور، فإنهم هؤلاء الجنود، الأبطال الذين يسهرون في مواقع تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. لكن هل يمكن أن نطلب من الحكومة أن تعيد حساباتها؟ بالطبع، فهم مشغولون جدا في محاولة إرضاء الفئات التي لا تعاني من أية مخاطر، أو على الأقل لا تعاني من حر الشمس في الجنوب.

إذن، في حال قررت الحكومة يوما ما أن تحدث عدلا اجتماعيا حقيقيا، ربما يجدر بها أن تبدأ بالجنود الذين يواجهون المخاطر من أجل الوطن، سواء أثناء خدمتهم أو بعد تقاعدهم. ولا أعتقد أن أحدا سيشعر بالصدمة إذا علم أن هؤلاء الجنود يستحقون زيادة حقيقية، تتناسب مع تضحياتهم، وليس مجرد "فنجان قهوة" خلال زيارة تفقدية.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقيب زيان: -الحرية مشروطة بالصحة-
- -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير ...
- -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري
- -العالم للبيع: تخفيضات نهاية السيادة أم نهاية السنة؟-
- -أنا والنكوة: حين تتحول الهوية إلى مسرحية كوميدية متعددة الف ...
- -هل هرب بشار الأسد... أم أن الشائعة أسرع منه؟-
- بدون فلتر: -بين حدود الأوهام وصراعات الواقع: مغامرة الهروب و ...
- ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائ ...
- بدون فلتر: يا للقدر! من قطع الأشجار إلى قطع الرؤوس
- العزوبة: حياة الرفاهية أم فخ الوحدة؟
- الاستمطار الصناعي في المغرب: حلم السماء التي لا تمطر
- نتنياهو في قبضة القدر: اعتقال غفلة!
- -أزمة الكهرباء في جماعة وليلي زرهون: بين التهميش والتمييز وغ ...
- -وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية: إعلان رسمي عن علما ...
- حقوق الإنسان: من خطب المهرجانات إلى متاجرة الضمير
- -محمد وأمنية ما بين السخرية والفلسفة: حين يتلاقى حسن الخاتمة ...
- عريضة شعبية تطالب الملك بمحاسبة وزير العدل وهبي وإقالته من م ...
- الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن: أداة سياسية أم عقبة أمام السل ...
- عيد الاستقلال المغربي: بين الفرح والاختلافات الاجتماعية


المزيد.....




- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-