ماذا عن القتلة الآخرين في العالم المدعمين أمريكياً والقتلة الأمريكان؟

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1786 - 2007 / 1 / 5 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد فعلوها بعد انتظار طويل.. فعلوها مع الرئيس العراقي في مطلع العيد. وسواء من اعتبر حكم الإعدام مناسباً أو غير مناسب، يبقى السؤال فيما إذا كان الأشخاص وراء هذا الفعل يملكون أي قدرٍ من القيم الأخلاقية؟ عندما أذكر الناس وراء هذا الفعل لا أعني حكومة الاحتلال الدمية في العراق، بل أعني إمبراطور الشياطين بوش وعصبته. لو أُجريت له محاكمة أمام محكمة مستقلة في ظل نظام يتمتع بالسيادة لكان الأمر عندئذ مختلفاً. لكن المحاكمة التي أُجريت بالطريقة التي عُرضتْ لم تكن أي شيئ سوى مسرحية هزيلة وقحة.
أما السبب المُعطى فكان ممارسة أعمال وحشية أثناء حكمه للعراق. طيب، هل هو وحده؟ ماذا بشأن الجرائم الوحشية المرتكبة من قبل الحكام الدكتاتوريين في العالم؟ حسني مبارك وبقية الخانعين للولايات المتحدة، ممن مارسوا ويمارسون أفعالاً لا يمكن اعتبارها سوى جرائم ضد البشرية؟ كم من هذه الأنظمة ديمقراطية؟ ومن منها تحترم حقوق الإنسان؟ وأي من هذه الأنظمة لا تتسلم معونات أمريكية؟ هنا يكمن النفاق- التظاهر الكاذب بالفضيلة والدين!
وماذا بشأن إسرائيل؟ كم عدد الآلاف من الفلسطينيين الذين سقطوا ضحية المجازر الإسرائيلية على مدى سنوات؟ هل تتذكرون مجازر صبرا وشاتيلا؟ هل أن شوكة الولايات المتحدة قادرة على محاكمة المسئولين الإسرائيليين المتورطين في هذه الممارسات الرهيبة؟ إن كافة رؤساء وزارات إسرائيل، في الغالب، كان يجب أن يواجهوا حكم الموت منذ نشوء دولة الصهاينة وقتل السكان الفلسطينيين في أرضهم المحتلة كممارسة يومية ظاهرة.
والآن دعونا نلقي نظرة على تاريخ الولايات المتحدة. هل حوكم ترومان أصلاً بسبب إسقاطه القنابل الذرية على هيروشيما وناكازاكي؟ ماذا عن المجازر التي حصلت للهنود الحمر منذ النشوء الأولى لحكم الأمريكان البيض؟ هل عوقب أي شخص في ظروف ارتكاب الخطف، التعذيب، القتل واستعباد السود في وقت مبكر للاستيطان في أمريكا؟
وفي التاريخ الحديث: الحرب الفيتنامية، الحرب الكورية، الهجوم على ليبيا، احتلال العراق، غزو أفغانستان والعديد من أفعال الشر والعنف للولايات المتحدة، حصلتْ دون مساءلة. كيف يحدث أن لا أحد يُطالب برؤوس هؤلاء المسئولين عن كل هذه الأفعال الوحشية الرهيبة؟
سؤال آخر نحتاج إلى طرحه، ألم تكن أمريكا حليف صدام حسين عندما قيل أنه كان يمارس كل هذه الأفعال الرهيبة؟ مع أي طرف كانت تقف أمريكا عند هجوم صدام على إيران؟ هل يمكن أصلاً إقدام أمريكا على نشر تفصيلات الأسلحة والمستلزمات الحربية الأخرى التي موّلت بها صدام؟ إن كل واحد يمكن أن يخمن الجواب. وهذا هو البلد الذي طبّق ويطبق أسلوب الخوف والرعب، العنف والنفاق، باعتبارها سياسات الدولة.
لقد أُعدم صدام بسبب قتل 145 شيعياً. وربما يكون مسئولا عن موت بضعة آلاف أخرى. ولكن ماذا بشأن بوش؟ غزوه للعراق فقط أدى لغايته إلى مقتل 650 ألف من سكان العراق بينهم أطفال ونساء. إذا حسبنا عدد القتلى في أفغانستان، العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين، مع دعم كامل وفعال للرئيس الأمريكي، عندئذ ندرك أننا ربما أمام أسوأ قاتل في تاريخ البشرية (بوش). إن الحقيقة الماثلة هي أنه في السنوات الست الأخيرة أصبح البيت الأبيض معقلاً للشيطان!
لقد تم اختيار يوم العيد وبشكل مقصود لتحدي وإهانة المسلمين، وليظهروا لبقية العالم أنهم قادرون، في الغالب، على فعل أي شيئ دون مساءلة أو حساب. لكن الأمر المحزن هو أن هذا الفعل الشديد سيكلف الأمريكيين غالياً. وبدون شك سيزداد نمو العناصر المتطرفة وبسرعة باتجاه إنجاز حصاد ضخم. وهذه بالنتيجة سيقود إلى زيادة العنف ضد الأمريكيين وغيرهم من الأوربيين.
نحتاج جميعاً إلى إدراك أن بنية الحكم الأمريكية ليست فقط معادية للمسلمين وحدهم، بل تعادي العالم المتحضر أجمع. وعلى قادة العالم "عدم إغفال ما يُكتب على الحائط مدة أطول. إذا فعلتم عندئذ تحفرون قبوركم بأيديكم!"
مممممممممممممممممممممممممممـ
What about other U.S. backed and American killers in the world?, By: Shakeel Mohammed, Aljazeera.com- 3 January,2006.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل