أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنية عبد عون رشو - رسام الكاريكاتير














المزيد.....

رسام الكاريكاتير


سنية عبد عون رشو

الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 18:17
المحور: الادب والفن
    


اطلع على صحف غربية خلال سفراته العديدة فوجد عندهم فنا قائما بذاته وقد انتشر في كافة الصحف اليومية والمجلات انها رسومات كاريكاتيرية لمجموعة من الرسامين المبدعين لشخصيات سياسية وبإشكال مثيرة للسخرية والتهكم رسمتها ريشة هؤلاء العباقرة الموهوبين بهذا المجال وتحت كل صورة كُتب التعليق المناسب الذي يليق بتلك الشخصية وما وعد به صاحب الصورة من وعود قبل انتخابه لكنه حين تسنم السلطة لم ينجزها أو انجز الكثير منها وأهمل واحدة منها فقط وبما انهم يمتلكون مصداقية الوعود واحترام شعوبهم فتكون مهمة الرسام الكاريكاتيري ان يذكّر اياهم بتلك الوعود التي لم تنجز .
وبما ان صاحبنا رسام كاريكاتيري معروف وحاذق ويعرفه القاصي والداني في بلده التي لا أعرف اسمها على الخريطة فربما هي مدينة الواق واق أو كما أظن كوريا الشمالية أو غيرها لا أدري .
قد تصدرت رسوماته سابقا الصفحات الاخيرة من الصحيفة الورقية التي يعمل فيها في بلده حيث ان القراء يبحثون عن رسوماته بشغف دائم قبل اطلاعهم على الاخبار السياسية وكانت جلّ مواضيع رسوماته تخص اقتناص احدى سلبيات مجتمعه مثل عالم السحر والشعوذة والسحارين وأكاذيبهم ورسومات تخص البعض من الشباب ممن يقلد ملبس النساء أو بالعكس والكثير من اخبار الدلالات مواضيعه تشبه الى
الى حد ما رسومات الرسام الكاريكاتيري المعروف عندنا عباس فاضل في الثمانينيات والتسعينيات ورسوماته عن الدلالة أم ستوري وقد نجح فيها عباس فاضل نجاحا باهرا واكتسب شعبية محببة من قبل القراء .نعود الى رسام الكاريكاتير الذي تأثر برسومات الغرب إذ إنه لم يجرب
فكرة رسم الشخصيات السياسية في بلده وقد راقت هذه الفكرة لذائقته المتعطشة للإبداع في هذا المجال فقرر ان يجرب حظه لعلها تثير اعجاب القراء وان يدون اسمه انه رائد هذه الفكرة في بلده وتمنى ان لا ينزعج منها رجال السياسة كونها تجربة عالمية تغص بها الصحف والمجلات الرصينة في كل انحاء العالم .
وبعد عودته حاول ان ينشر أولى رسوماته وقد عكف على رسمها لعدة ايام وبذل جهودا جبارة في إظهارها بالشكل المناسب وقد حاول قدر الإمكان ان يجعلها أخف وطأة عما شاهده هناك في تلك الدول الغربية مشيرا مع كل صورة بتعليق يناسب صاحب الصورة الكاريكاتيرية مذكرا إياه ببعض المشاكل التي يعاني منها جميع الناس .
نعم انها فكرة جذابة للقراء وقد اعتمدها الفن الغربي لامتصاص نقمة الناس وبذلك ستكون فكرة ذكية لفائدة تلك الحكومات .
اما بالنسبة لهذا الرسام الذي حاول ان يجرب حظه فهي تعتبر بمثابة إنجازا كبيرا ومهما ليثبت جدارته بهذا الفن ان نالت إعجاب القراء ، ورضا الطبقة الحاكمة الا ان رئيس التحرير في تلك الصحيفة بعث بطلبه قبل نشرها وحذره من مغبة هذه الرسومات على الصحيفة وعلى من رسمها بالذات الا ان الرسام الكاريكاتيري وصاحب الفكرة كان متفانيا بالرد على كل صغيرة وكبيرة بشأنها وشارحا له ان تلك تجربة ناجحة وتمتلك صدى كبيرا بين صفوف الناس هناك في بلاد الغرب ولا نخسر شيئا ان قمنا بتطبيقها هنا ونحن لا نختلف عنهم بشيء . وتلك مسألة ليس عليها غبار فاستطاع الرسام بأسلوبه المقنع وطريقة دفاعه المستميتة عن فكرته ان يجعل رئيس التحرير يرضخ لفكرته ثم انها راقت له ايضا وبرأيه ان مجتمعه بأشد الحاجة الى هكذا مواضيع مقارنة بالدول الغربية التي تنعم بالراحة والاستقرار.
قال رئيس التحرير :ـ إذن لنجرب هذه المسألة مع اعتقادي انها لا تمتلك مقبولية حسنة ، ليس من قبل القراء انما من قبل الأشخاص الذين رسمتهم ولكن لنجرب وأقسى عقوبة نحصل عليها ستكون إنذار أولي للصحيفة ان لم تعجبهم .
بعد اسبوع من نشر تلك الرسومات لبعض الشخصيات المؤثرة في ذلك البلد
أختفى الرسام الكاريكاتيري ولم تجد اسرته أثرا له ..وبعدها أغلقت تلك الصحيفة الى الأبد .ولوح رئيس التحرير لكلبه الذي ودعه من مدرج الطائرة .



#سنية_عبد_عون_رشو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدثني أديم الأرض
- منعطف الطريق
- درس التعبير
- صبي القُمامة ...قصة قصيرة
- جرح قديم
- قصتان قصيرتان هي...هو
- وضاع العمر
- ملامح غريبة
- رقص الافاعي
- غدا يوم آخر
- النازحة
- صانعة القلق
- اليوم الأول
- شجرة مسيلمة
- محنة عشتار


المزيد.....




- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنية عبد عون رشو - رسام الكاريكاتير