أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنية عبد عون رشو - اليوم الأول














المزيد.....

اليوم الأول


سنية عبد عون رشو

الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


دخل المطعم فتى نحيل الجسد لم يكتمل نمو شاربه بعد...معتدل القامة تميل بشرته لصفرة باهتة ...تبرز حبيبات على صفحة وجنتيه ...وشعره الاشعث يميل لسواد مغبر ... لا تبدو علية علامات الاناقة التي يتصف بها رواد هذا المطعم الفاخر الذي يتوسط المدينة بموقع ممتاز
عمد صاحب المطعم ان يعلن عن افتتاحه لمطعمه لدى بعض قنوات التلفزة وعلى صفحات الفيس بوك بعد ان تم تجهيزه بأثاث فاخرة واختار لعماله الملابس الأنيقة ...وبذا يكون قد أهدر الكثير من المبالغ المالية مقابل نشر دعاية تليق بمطعمه ...وغص المطعم بزائريه وحتى الصحفي الذي صور حفلة افتتاحه

صاحب المطعم مهندس زراعي لم يحالفه حظه للحصول على وظيفة تليق باختصاصه فعمد ان يجمع مبلغا ماليا جيدا بجهود مضنية من أجل مشروعه هذا .... الذي استنفد طاقته وكل مدخراته ...
كانت ملامح الفتى النحيل تعلن عن اضطرابه وقلقه وتلفته يمينا ويسارا مما جعل النادل ذو البذلة البيضاء الأنيقة ان يرمقه بنظرات الريبة والشك ثم انه تناول طعامه على عجالة غير معهودة ....
وبعد مغادرته بناية المطعم انتبه النادل ان الفتي ..... قد ترك كيسا أسود منتفخا بعد تناوله وجبة طعام الغداء ....أحكمت ثنيات فتحته العليا بطريقة فنية متقنة ....تركه تحت طاولته التي غادرها توا مستغلا انشغال عمال المطعم وكثرة زبائنهم ...
لم يخمن النادل ما بداخل الكيس .....فربما الفتى قد تسوق بعضا من الحاجيات المنزلية حمل النادل الكيس متجها الى الحديقة الأمامية للمطعم ....لكنه بذات الوقت شعر بتوجس وقلق تجاه هذا الكيس المنتفخ وثقل حمله ....همّ ان يلحق بالفتى لكنه قد اختفى عن الانظار بطريقة غريبة ومريبة أيضا ....
وهذا مما زاد في تخوف النادل وإثارة شكوكه .....ولكن عليه عدم افتعال ضجة تزرع ارباكا وهلعا في نفوس الزبائن دون مبرر مقنع .....
في ذات الوقت كان الجالسون لا يعيرون اهتماما لمن يدخل ويخرج الى المطعم ...
بهدوء تام توجه النادل نحو صاحب المطعم الجالس خلف منضدة غريبة الطراز مصنوعة من خشب الصاج اللامع وربما يعود صنعها لفترة زمنية قديمة...... تقع قرب مدخل الباب الرئيسي.....
انحنى النادل وهمس بإذنه بشان ذلك الكيس الاسود المنتفخ ....وبشأن حركة الفتى وسرعة اختفائه وشكله المريب
لم يتفوه صاحب المطعم بكلام محدد ....ولكن غبار الخوف أخذ يتسرب الى روحه وبان واضحا على ملامح وجهه ورعشة يديه وهو يمسك بجهاز الهاتف النقال ليتصل بأقرب مركز للشرطة ....ثم أشار للنادل ان ينصرف الى عمله بصمت تام خوفا على سمعة المطعم ومراعاة لنفوس رواده ..... وكان عمال المطعم بحركة دؤوب منتظمة ولم ينتبه أحد منهم لشيء الا الصحفي الذي كان يتابع حركة الفتى والنادل ...
بعثت الشرطة أكفأ رجالها في معالجة ابطال المتفجرات ...وانطلق هؤلاء الخبراء بحذر وسرية يفككون تلك العبوة ....اكتشفوا على الفور أمرا في غاية الخطورة اذ تبين ان الكيس الاسود لا يحتوي على متفجرات فقط بل هناك المواد السامة والمسامير الحديدية القابلة للانفجار والانتشار....
ما زال الامر يحمل السرية التامة بالنسبة لرواد المطعم ....وهذا ما طلبه صاحب المطعم من عماله ومن رجال الشرطة ايضا ...
إلا ان الصحفي قام بتصوير دقيق للحادث....ومن ثم قام بعرضه على احدى القنوات الفضائية لتتلقفه بقية القنوات الأخرى ...وبذا خسر صاحب المطعم الكثير من زبائنه في أول يوم الافتتاحية ..



#سنية_عبد_عون_رشو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة مسيلمة
- محنة عشتار


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنية عبد عون رشو - اليوم الأول