المهنة : رقابة مؤيدة لإسرائيل ..... اعداد : فؤاد الصفار

فؤاد الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ عام 2016، أصبحت السيدة جوردانا كاتلر مدير السياسات لإسرائيل والشتات اليهودي في شركة ميتا ، المالكة لفيسبوك وانستغرام وهي مسؤولية كبيرة ، وقبل انضمامها الى شركة مارك زوكربيرج ، عملت السيدة كاتلر في السفارة الاسرائيلية في واشنطن ،كمسؤولة علاقات عامة ورئيسة للموظفين ، شاركت في الحملة الانتخابية لليكود عام 2009 ، ثم عملت كمستشارة لرئيس الوزراء نتنياهو لمدة اربع سنوات .
تكشف الرسائل الداخلية التي اطلع عليها موقع The Intercept، أن السيدة كاتلر استخدمت إجراءات تصعيدية لفرض رقابة على حسابات انستغرام التابعة " لمنظمة طلاب من اجل العدالة في فلسطين " SJP، وهي منظمة تشارك في تعبئة الجامعات الامريكية ضد الحرب التي تشنها اسرائيل في غزة . وكانت السيدة كاتلر ، قد ابلغت فرق الرقابة بما لا يقل عن اربعة منشورات تخص منظمة الاطلاب ومحتويات أخرى مختلفة تنتقد السياسة الخارجية التي تنتهجها حكومة نتنياهو . ومن أجل القيام بذلك ، كان عليها أن تستعين بتوجهات ميتا المتعلقة ب " المنظمات والاشخاص الخطرين " والتي تستند الى قائمة سرية تضم عدة الالاف من الكيانات التي تحظر المنصة " تمجيدها " بينما تسمح نظريا بذكرها في " نطاق خطاب اجتماعي أو سياسي " أو " المناقشة المحايدة " ولكن الحقيقة ، أن مديراّ تنفيذيا في الشركة يمثل مصالح دولة ما ، يمكنه من المطالبة بحذف المحتوى الذي يتعارض مع مصالح دولته ، يثير القلق ، هذا ما ذكرته مروة فطافطة من منظمة Access Now ، وهي منظمة دولية للحقوق الرقمية ، أن هذا ينم عن تحيز واضح واضافت ليس من الضروري أن تكون عرافا ، لتعرف ماذا يدور في ذهن هذه السيدة ، بالطبع رفضت السيدة كاتلر والادارة اجراء اي مقابلة .
في عام 2016، رحب جلعاد اردان وزير الاعلام الاسرائيلي أنذاك ، بوصول السيدة كاتلر الى ميتا ، معتبرا ذلك علامة على " حوار افضل بين دولة اسرائيل وفيسبوك " ومنذ توليها منصبها ، وصفت كاتلر نفسها بانها نوع من وكيل اتصال " انا هنا لتمثيل فيسبوك في اسرائيل وتمثيل اسرائيل في فيسبوك " وكانت لها صورة نشرت في صحيفة جيروزاليم بوست عام 2020 تحت عنوان " سفيرتنا في فيسبوك " وفي مقابلة لها على يوتيوب ، " أن دوري هو صوت الشعب الاسرائيلي وحكومته في فيسبوك "
تحتفظ شركة ميتا بعلاقات مع العديد من الدول ، وترسل جماعات الضغط التابعة لها الى برلمانات في جميع انحاء العالم ، ولكن نادرا ما تكون الدول التي لديها مبعوث على اعلى المستويات في الشركة ، ولا يوجد وظيفة تعادل موقع السيدة كاتلر في الدفاع عن وجهة نظر الفلسطينيين . بينما يتقاسم عشرات الملاين من مستخدمي فيسبوك وانستغرام في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مدير سياسة واحد ، ونفس الشئ بالنسبة الى جنوب شرق اسيا والبالغ عددهم 700 مليون نسمة . هناك اختلال مثير للقلق في توازن القوى عندما يتعلق الأمر بشرح الموقف من الحرب التي أوددت بحياة اكثر من 43 الف نسمة من قطاع غزة حتى الان ، وفقا لمكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية OCHA .
وفقا للوثائق التي اطلعت عليها The Intercept ، فأن أحد منشورات SJP ، المنظمة الطلابية ، التي أدعت السيدة كاتلر أنها تحتوي على توصيات قراءة تتضمن مؤلفين مرتبطين بمنظمتين فلسطينيتين صنفتها شركة ميتا على انها ارهابيتان : الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، على الرغم من أن وزارة الخارجية الامريكية رفعت اسم الجبهة الديمقراطية من قائمتها للمنظمات الارهابية الاجنبية عام 1999 ، بسبب عدم وجود نشاط ارهابي ، بينما أبقتها شركة ميتا على قائمتها ، وقد حصلت The Intercept ، على نسخة منها عام 2021، وفقا لمصدر مقرب من الملف فأن السيدة كاتلر تتعقب على وجه الخصوص اقتباسات مستعارة من الروائي الفلسطيني غسان كنفاني ، الذي اغتالته الموساد في بيروت عام 1972 ، وكان آنذاك المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، هو مؤلف مشهور عالميا وترجمت اعماله الى العديد من اللغات .
السيدة كاتلر ، تحاول خنق كافة أصوات المنظمات الطلابية ، فقد منعت المنظمة الطلابية في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلس من نشر أو المشاركة على حسابهم في انستغرام دون اعطاء اي تفسير لهذا المنع . كما منعت فلم فيديو يصور فرحة الناس في غزة عندما قامت ايران بضرب صواريخ على اسرائيل في 1 اكتوبر/تشرين الاول 2024 ، وكذلك منعت اذاعة لبنانية لأنها بثت ذكرى وفاة حسين نصر الله .
السيد اشرف ، مدير السياسات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ذكر قبل أن يترك مهمته في فيسبوك " أن السيدة كاتلر كانت تتجاوز حدود صلاحياتها ، واضاف ، لا يوجد مدير اقليمي اخر يتمتع بمثل هذا الامتيازات ، وفي عام 2017 ، كان موظفين في فيسبوك منزعجين من موقع هذه السيدة ويطالبون ما هي المصالح التي تدافع عنها ، وذكر احد العاملين ، أن هناك جدل حول بعض المصطلحات المستخدمة لتسمية الضفة الغربية ، قامت السيدة كاتلر بحملة من أجل أن يتبنى فيسبوك اسم الاراضي " المتنازع عليها " بدلا من اسم الاراضي " المحتلة " على الرغم من الاعتراف الرسمي أنها محتلة من قبل الامم المتحدة
اما ايفلين دويك ، استاذة في كلية الحقوق بجامعة ستانفورد فذكرت " لا يمكن انكار أن خطورة القضايا تجعل الامر " مقلقا للغاية " .
سام بيدل – لوموند دبلوماتيك – ديسمبر/كانون الاول 2024
https://www.monde-diplomatique.fr/2024/12/BIDDLE/67877

#فؤاد_الصفار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل