-نحتاج الى تحرك خارجي - الالاف الاسرائيليون يطالبون بفرض عقوبات على بلادهم -

فؤاد الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ترجمة : فؤاد الصفار
> الالاف الإسرائيليين يطالبون بفرض عقوبات على بلادهم
الفرنسية الاسرائيلية يائيل ليرير ، اطلقت نداء الى المجتمع الدولي لاتخاذ وتنفيذ تدابير فعالة في كافة المجالات من أجل وقف الحرب فوراّ ، وقد وقع هذا النداء 3600 مواطن .
" أننا نناشدكم ، ساعدونا نحن من انفسنا ومارسوا ضغطا دوليا حقيقيا على اسرائيل لوقف اطلاق النار فوراّ وبشكل دائم " هكذا يختتم نداء " المواطنين الإسرائيليين
هذا الطلب الغير مسبوق لمشاركة المجتمع الدولي ( الامم المتحدة ، الولايات المتحدة ، الاتحاد الاوربي ، جامعة الدول العربية وكافة دول العالم ) يعكس مدى الحاح الموقف الذي يشعر به الموقعون ، يقول النداء ، أن هناك حاجة الى فرض عقوبات وهي الطريقة الوحيدة لوقف الاندفاع المجنون لدولة الاسرائيل نحو العنف ، علما لم يتم حتى الان سوى القليل جدا من المحاولات .
تحت هذا العنوان اجرت الصحفية جوينايل لينوار مقابلة مع صاحبة النداء يائيل ليرير محررة ومترجمة ومرشحة الجبهة الشعبية الجديدة في الانتخابات التشريعية الفرنسية وكان هذا الحوار:
حول سؤال ، لمادا هذا الدعوة الموجهة الى المجتمع الدولي لفرض عقوبات على الاسرائيل ؟ ، اجابت يائيل ، لقد ذهبت الى اسرائيل ، بلدي الذي لم اقطع علاقاتي به ، حيث لدى عائلتي ، وفي تموز هذا العام ، كان الوضع غير قابل للتنفس ، المجتمع الاسرائيلي غارق في انجراف خطير للغاية . الغالبية العظمى ليس لديها وعي واضح بما نفعله نحن الإسرائيليين في غزة ، أنهم لا يدركون معنى الابادة الجماعية لما نقوم به في غزة ، وسائل الاعلام الاسرائيلية لا تظهر سوى في بعض الاحيان صور مباني مدمرة، ويقولون أن الجيش الاسرائيلي قتل مسؤولين من حماس ويتوقف الامر عند هذا الحد .أن هذا الانجراف في المجتمع الاسرائيلي قوي للغاية لدرجة أنه لا يمكن لأى تغير أن يأتي من الداخل . هناك حاجة لفعل عمل خارجي .
نرى كل صباح على شبكات التواصل الاجتماعي عشرات القتلى في قطاع غزة والان لبنان ، الامر الملح الان هو وقف هذا على الفور ، حتى لا نستيقظ مرة اخرى على مائة قتيل تم قصفهم وحرقهم احياء في الخيام ، مع اننا اقلية ضئيلة مثل الموقعين على هذا النداء ولكننا يائسون ونحن بحاجة الى أن ننقذ أنفسنا من أنفسنا . حول سؤال ، ندائك جمع حتى الان 3600 توقيع ، هل كان له صدى في اماكن اخرى غير القريبة من اليسار ؟ أجابت ، هذه المرة الاولى التي تتجاوز فيها الدعوة التي تطالب بفرض عقوبات ما هو ابعد من الموقعين المعتادين من اليسار ، هناك اساتذة فخريون ، سفير سابق، مدعي عام سابق ، واقارب الرهائن وحتى من اقارب الذين قتلوا في 7 اكتوبر ، سنصل قريبا الى 3700 توقيع ، ثلث الموقعين يقيمون في أوربا وثلثي الموقعين يعيشون في اسرائيل ، ليس من السهل التوقيع على هكذا نداء ، كان هناك عدد كبير من الموقعين يعتقدون أن التغير يأتي من الداخل من خلال تطبيق اللعبة الديمقراطية ، التظاهر، والتصويت ، أو الحملات من اجل السلام والحوار والتعايش يكون كافيا ، اليوم يعلمون أن التغير لن يأتي من الداخل ، لدينا عدد قليل من فلسطيني دولة اسرائيل تلقيت منهم الكثير من رسائل الدعم ولكن توقيع هذا النداء سوف يعرضهم الى السجن .
وحول سؤال ، ماذا يمكن أن يكون نوع وفعالية العقوبات ؟ أجابت يائيل ، اسرائيل ليست روسيا ، ولا تستطيع خوض حرب بمفردها ، أنها تحتاج الى دول اخرى لخوض الحرب . من دون الولايات المتحدة ومن دون الاتحاد الاوربي ، لن تتمكن من الاستمرار في ذلك يوما أخر ، لأنهم هم الذين يزودون اسرائيل بالقنابل والاسلحة من المانبا، ايطاليا ، وبريطانيا ، اسرائيل لا تنتج طائرات مقاتلة أو صواريخ . نحن بحاجة الى حظر الاسلحة ، هناك ايضا الدعم التجاري واسرائيل اكبر شريك تجاري الى الاتحاد الاوربي ، ومن خلال اتفاقية الشراكة ، تعتبر اسرائيل دولة اوربية وتستفيد من كافة المزايا ، كان من المفترض أن يتم الغاء هذه الاتفاقية تلقائيا بسبب انتهاكات حقوق الانسان ، ولكنها مع الاسف لا زالت جارية ، ومن جانب الاسرائيليون فأنهم لا يفهمون ما يحدث في أوربا ، فهم يرون أنه في مباراة فرنسا مع اسرائيل يوجد في المنصة الرئيس الفرنسي وسلفه من اليمين واليسار ، يقولون لأنفسهم أن كل شئ على ما يرام . أنهم يشعرون وكأنهم يقاتلون من اجل الغرب ، هكذا نتنياهو يقول " نحن نشن الحرب من أجلكم ضد الهمجية " والاسرائيليون يصدقون .
كيف نفسر غياب العقوبات حتى الان ؟ أجابت ، الاوربيون لا يفهمون ما يحدث في اسرائيل ، هم يتصورون أن اسرائيل دولة ديمقراطية ، رغم أن هذا الامر ليس كذلك ، لان غالبية السكان وخاصة بين الشباب يعتبرون أنه من الطبيعي أن تكون دولة اسرائيل دولة يهودية والمواطنون الغير يهود لا يتمتعون بنفس الحقوق ، هنا في أوربا ، نرى الكتاب والفنانين ومخرجي الافلام ، نقرأ صحيفة هارتس ، وهي صحيفة ليبرالية بالمعنى السياسي وآرائها أقلية الى حد كبير ، ولدينا انطباع بأن هذه هي اسرائيل !
ولكن هذا ليس هو الحال اطلاقا ، في رأيي لا يوجد اكثر من اثنان في المائة من الإسرائيليون يقرؤون صحيفة هارتس . سؤال ، ما ردود الفعل التي اثارتها هذه الدعوة ؟ أجابت يائيل ، في اسرائيل ، وعد احد النواب بتقديم مشروع قانون يسمح بإقالة اساتذة الجامعات الذين يوقعون على هكذا نداء ، اما وزير العدل ياريف ليفين فقد كتب الى المستشار القانوني للحكومة ،يطلب فيها النظر في مشروع قانون ينص على عقوبة السجن لمدة عشر سنوات لأى شخص يدعو الى فرض عقوبات على اسرائيل والتي ممكن زيادتها الى عشرين سنة في حالة الحرب .
المصدر : ميديابارت –نوفمبر/تشرين الثاني 2024
https://www.mediapart.fr/journal/international/201124/il-faut-une-action-exterieure-des-milliers-d-israeliens-reclament-des-sanctions-contre-leur-pays

#فؤاد_الصفار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل