أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إني أعترض..إعدام صدام ...الفخ الأمريكي! :















المزيد.....

إني أعترض..إعدام صدام ...الفخ الأمريكي! :


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن وقد تكشفت الامور، وظهر المستور في التصريح المثير الذي نُسب الى الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني حول سبب الاسراع في إعدام صدام، والتعجيل بتنفيذ الحكم في يوم عيد الأضحى المبارك،فلماذا لاتفصح حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي،هي، عن سبب العجلة التي أضرّت كثيرا بسمعتها..وبالشيعة في كل مكان.

الرئيس طالباني كان نأى بنفسه عن كل ماله صلة بتنفيذ الاعدام، رغم أنه أعلن أنه لايعارضه،مع أنه كان قادرا على تأخيره الى مابعد العيد، الا أنه عاد وأكد ما قلناه في مقالة سابقة عن مخاوف "سُرّبت" بعناية الى المالكي وبقية الأقطاب الشيعة ،من تهريب صدام الى خارج العراق، وقال خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للتهنئة لمناسبة حلول عيد الاضحى حين قال طالباني " اننا كنا قلقين أن البعض و بدعم من قبل الأميركيين أن يوفروا الأرضية لهروب صدام من العقاب وأن يتآمروا ضد الشعب العراقي"..

هذا التصريح يتناسب مع تلك "التسريبات" السابقة التي شكّلت ضغطا كبيرة على المالكي، والتي دفعته الى تحمل المسؤولية كاملة في تنفيذ الاعدام بالتوقيت الذي أثار سجالا لن يتوقف قبل أن يتبرأ الأمريكيون بشكل كامل من تداعيات الاعدام،ليجعلوا المالكي يواجه مصير حكومته ...لوحده مع الشيعة(ليس كلهم).. في اصطفاف طائفي قاس!.

لقد أظهر الاعدام بالتوقيت الذي نُفذت فيه ،ومن خلال طقوس التشفي والانتقام البدائية التي رافقته ، حكومة المالكي كـ"منظمة" دينية متطرفة لاتُقيم وزنا لماحولها،خصوصا في الجانبين الاسلامي والانساني.
وهاهم الأمريكيون ومعهم الأكراد،ينجحون كما هو واضح في أن يضعوا مسافة بينهم وبين حكومة المالكي"الشيعية" و تداعيات إعدام صدام، وهم يتهيأون كمايبدو لمعاقبة كل من شارك في حفل الاعدام ، خصوصا التيار الصدري، بعد أن صورته طقوس الاعدام، جلادا ، رغم أنه كان ولايزال ...الضحية!.

وفي التسريبات الأمريكية الجديدة نلاحظ تلميعا مفبركا لصورة الأمريكيين السيئة ، وها نحن نقرأ "أن الدعم الذي قدمه الجيش الامريكي لنقل جثمان صدام لم يتوقف عند توفير المروحية التي نقلته من بغداد الي تكريت، فالدور الامريكي كان أوسع وسبق الاعدام في النقاشات السرية التي دارت مع العراقيين، حيث تساءل الطرف الأمريكي عن حكمة الاعدام وتوقيته، وعدالة الحكم بطريقة جعلت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يتجاوز الامور الدستورية والدينية التي ربما ضمنت نهاية اكثر احتراما للرئيس السابق".



تسريبات الأمركيين تعتمد على المشاهد التي صُورت من خلال هاتف نقال عن الاعدام، وقدمت لهم هدية ثمينة للتنصل من دور كبير ومحوري في كل ماحدث ، حيث تستند السلطةالأمريكية في العراق لتحميل الشيعة المسؤولية في اعدام صدام، الى السخريات وعمليات الاستفزاز التي تعرض لها صدام قبل لحظات من اعدامه، واستمرت بهستيرية لاتخلو من بداوة وجاهلية لايقرها الاسلام الذي أمر باحقاق الحق والعدل بعيدا عن الانتقام كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام لابنه الحسن بعد أن ضربه بن ملجم " ضربة بضربة".

ويبدو أن تسريب مشاهد التشفي والصرخات التي تقول : الطاغوت سقط، لعنه الله ، وأصوات تنادي: الى جهنم ، والهتاف المدسوس بحياة مقتدى الصدر، ومحمد باقر الصدر،ترمي الى تهيئة أرضية محاسبة المالكي ولو بعد حين، والشروع قبل ذلك بالتيار الصدري الذي أكد أكثر من مسؤول فيه أنه بريء من تلك الأفعال الجاهلية!.



ومن هنا فلن أشك لحظة أن المسؤولين الامريكيين في بغداد، عملوا منذ البداية على الظهور بمظهر من لا علاقة له بالتوقيت وأن الأمر هو شأن عراقي، ليوقعوا وبالتعاون مع بعض حلفائهم غير الشيعة، بالمالكي ، وهم يخططون منذ زمن لجر التيار الصدري الى منازلة غير متكافئة لذبحه، بعد تشويه صورته أمام السنّة الذين دافع عنهم الصدريون، سواء في واقعة إعدام صدام، أو من خلال عمليات القتل الطائقية التي يُتهم بها صدريون،أو تلك التي تأتي في سياق الاحتقان الطائفي وتقوم بها عناصر لاتخضع لسيطرة مقتدى الصدر.



ولن أتردد أيضا في القول إن واشنطن هي من دفع الى اعدام صدام في يوم العيد، وأنها ستقوم بمحاسبة من نفذ العملية ...في سلسلة بدأت من دعمها مجيء حزب البعث وبالتالي صدام الى سدة الحكم، ومرورا بتحريضه على ايران وتقديم كل أشكال المساندة له، وفي تشجيعه على غزو الكويت، وتأييده في القضاء على المعارضة الشيعية خلال انتفاضة مارس شعبان عام 1991،وحتى اسقاطه ومن ثم محاكمته وإعدامه.

وعلى المالكي أن ينتبه الى أن البداية الأمريكية للايقاع به وبعموم الشيعة، برزت في ما سماه الأمريكيون بـ"الحرص" الذي أبداه السفير الأمريكي زلماي خليل زادة مع كبار الضباط ، على "تحذير " المالكي من الاستعجال في عملية الاعدام، بذريعة وجود بند في الدستور العراقي يقتضي توقيع الاعدام من الرئيس ونائبيه، وبند يمنع اعدام اي شخص في العطل الرسمية، وعيد الاضحي. ويُقال في هذا الصعيد إن خليل زادة حاول التمسك بموقفه في لقاء مع المالكي تم يوم الخميس أي بعد 48 ساعة من تثبيت قرار اعدام صدام، وإنه ومعه آخرون طلبوا التأجيل خمسة عشر يوما بينما المالكي الذي كان يقرأ تقارير عن نية " تهريب" صدام،أراد تنفيذ حكم الاعدام حالا بعد قرار محكمة التمييز وعدم انتظار مهلة الشهر التي حددتها المحكمة. وفي النهاية وافق الامريكيون على موعد الاعدام الا انهم طلبوا عدداً من الضمانات من أن صدام لن يتعرض لاعتداء جسدي او اهانة عندما يسلمه الامريكيون للطرف العراقي. وقال الامريكيون ليس لدينا اعتراض على تنفيذ الحكم ولكن نريد تأكيدات من عدم خرق القانون، وقال المسؤولون العراقيون"الشيعة" لن نخرق القانون...وهذا هو بداية الطريق نحو الفخ ...الأمريكي .

وبعد الاعدام، تذكر التسريبات الأمريكية أن حكومة المالكي رفضت تسليم الجثة، وأصرت على الاحتفاظ بها في مكان سري حتى تسمح الظروف بتسليمها لعائلة صدام ودفنها، وعندها تدخل الامريكيون!!.

فمتى تعلن حكومة المالكي للرأي العام وبشفافية عن السبب في استعجالها تنفيذ الاعدام بصدام، على خطى مافعل الرئيس جلال الطالباني؟؟!!.والى متى يتعين على الشيعة أن يكونوا دائما أكباش فداء ....للآخرين؟؟؟؟!!!!!!!!.

--
وما من كاتبِ الا سيفنى وُيبقى الدهرُ ماكتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شئ ُيسرك في القيامةٍ أن تراهُ



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام صدام.. فليحذر من يحارب الوحوش أن يتحول الى وحش!!
- انی اعترض اعدام صدام وفن الحكم
- مطالب العرب في إيران بين الشرعية والواقعية
- انتخابات الإمارات.. خطوة انتقالية نحو مشاركة سياسية أوسع
- إيران: هل هي جزء مِن حَل أَمْ أن الأزمة مستعصية في العراق؟
- البعث وحلم العودة الى الحكم في العراق!
- ماذا يجري في العراق؟
- تجربة انتخابية بحرينية مثيرة للإهتمام
- العراقيون وعقدة صدام !
- إني أعترض...بدون- الإمارات.. مواطنون بلا هوية
- انقلاب عسكري في العراق!
- دخان النووي الإيراني.. من لبنان!
- عندما يُعلنُ حزبُ الله ..النصر!
- خارطة طريق عراقية يرسمها حزب الله في لبنان!
- النصر الذي وعد به حزب الله
- عنف العراق: حرب طائفية أم حرب الآخرين؟
- قانا ..النصر مرّ من هنا.
- -حزب الله- ...منتصرا..
- فشل اسرائيلي آخر ... في لبنان
- إنّي أعرض ..حزب الله ... وحده!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إني أعترض..إعدام صدام ...الفخ الأمريكي! :