أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - البعث وحلم العودة الى الحكم في العراق!















المزيد.....


البعث وحلم العودة الى الحكم في العراق!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لايختلف اثنان على أن عراق مابعد نظام صدام دخل بالفعل دهاليز المجهول حتى مع الحديث عن تغيير وشيك للاستراتيجية الأمريكية يأخذ بالاعتبار التطورات المرعبة التي يشهدها هذا البلد المجروح، والتقارير الرسمية للامم المتحدة عن مقتل مالايقل عن 120 مدنيا كل يوم في أعمال العنف الطائفي الأعمى ..
عراق اليوم لايختلف كثيرا عن عراق الأمس من ناحية أ الضحايا دائما هم العراقيون، مع فارق واحد وهو أن العراقيين من معارضي صدام، أو من يُشك بولائهم،كانوا يٌقتلون صبرا وفي الأقبية ودون أن تسلم جثثهم لذويهم،ويدفنون على الأرجح في مقابر جماعية اذا لم يذوبوا في "التيزاب" أي الأسيد،بينما يُقتل العراقيون اليوم في عراق الديمقراطية الشرق الأوسطية على الطراز الأمريكي، في الهواء الطلق وعلى مرآى من القوات المتعددة الجنسية...
صدام كان يقتل خصومه سرا وهو يحصل على دعم القوى الكبرى والصغرى في حربه ضد ايران،وفعل ذلك على نطاق واسع مع معارضيه بعد حرب تحريرالكويت وللقضاء على انتفاضة مارس 1991 ، بتأييد مباشر من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب قائد دول الحلفاء الـ33 التي شاركت في حرب الكويت!.
أما اليوم فان العراقيين يتحولون الى أسماء على شواهد القبور عدا الجثث المجهولة الهوية التي يُعثر عليها بالعشرات كل يوم مقيدة اليدين وعلى رأس كل منها ..طلق ناري! برعاية متعددة الجنسية!.
العراقيون يتساءلون : مالذي تغير؟..
صحيح أن العراق أصبح " حرا" من صدام ، الا أن مايجري على الأرض يؤكد أن أكثر من صدام يتواجدون في المسرح السياسي السياسي، والأكثر اثارة هو أن الحديث عن عودة حزب البعث العراقي الى الحكم،يأخذ هذه الأيام أبعادا عدة عبر تسريبات عن انقلاب عسكري، أو حكومة انقاذ وطني بمشاركة قوية من البعثيين تمهيدا لعودتهم الكاملة ...قريبا!.
ويجب أن لاننسى أن البعثيين هم مشاركون في السلطة السياسية في عراق مابعد صدام من خلال شخصيات دخلت العملية السياسية بهدف عرقلتها،واثبات أنها فاشلة ,
هذه الشخصيات تدافع علنا عن حزب البعث، ولايخفي بعضها العمل لاعادة الحزب مرة اخرى الى الحكم متذرعين بحجج شتى أبرزها أن قانون اجتثاث البعث ..لم يكن عادلا، الا أن الواقع ، واجتماعات هؤلاء واتصالاتهم المستمرة مع قيادات البعث في الخارج ، يشيران الى أن استراتيجية حزب البعث بعد سقوط نظام صدام،تمثلت في اتباع نهج متعدد الأقطاب يعتمد على توزيع دقيق للأدوار بين "مقاومة" مسلحة لاتوفر المدنيين ،والانخراط في تنظيمات دينية متطرفة كالقاعدة وأنصارالسنّة مثلا،والمشاركة في الانتخابات والتحول الى نواب في مجلس النواب، وأعضاء في الحكومة .كما أصبح العديد من ضباط سابقين في جهازي الأمن والمخابرات مرافقين ومساعدين لزعماء مدنيين من المعارضة، وأيضا جزءا من حماية سياسيين رسميين.
فحزب البعث يعمل الآن تحت قيادة مختلفة كليا عن القيادة السابقة باستثناء عضوين قياديين هما محمد يونس الأحمد وعبد الباقي السعدون ، وأصبح الحزب بعد سقوط نظام صدام يعمل من خلال ثلاثة فروع رئيسية هي: فرع المجاهدين ويضم التحالف مع التنظيمات الاسلامية وهوالفرع الذي تبنى تغيير اسم البعث العربي الاشتراكي الى البعث العربي الاسلامي ،وفرع الأجهزة الخاصة والعمليات ويضم نخبة الاجهزة الأمنية السابقة والكوادر ذات المستوى العالي في التدريب وله امكانات مالية جيدة ايضا ويعتبر معزولا عن التنظيمات الاخرى القابلة للكشف او التي يراد لها ان تكون جماهيرية والتي يتشكل منها الفرع الثالث ويسمى العودة.
تأهيل البعث
صدور قرار حكم الاعدام على الرئيس السابق ربما يكون مقدمة لعودة حزب البعث الى الحكم بقيادة جديدة من واقع معلومات يجري تداولها بين المؤيدين للعملية السياسية من الشيعة والأكراد تقول بوجود طبخة تعدها واشنطن مع الامم المتحدة لعودة حزب البعث من جديد الى الساحة العراقية ..
هذه المعلومات تستتد الى تعاون سابق بين البعثيين و دوائر المخابرات الأمريكية والبريطانية لايصال البعثيين الى السلطة : في 8 فبراير 1963وفي 17 يوليو عام 1968.
ففي 8 فبراير، 1963 عاد صدام من مصر بعد اشترك البعث فى انقلاب أطاح بعبد الكريم قاسم وقتله، وكان الانقلاب مدعوما من الـ CIA.
وقد "وقع اختيار الـ CIA على حزب البعث كحزب تسلطى ومعادى للشيوعية أداة لها، حيث كان فى 1963 ما يزال فرقة سياسية صغيرة الوزن نسبيا وبلا نفوذ داخل الجيش العراقى. طبقا لأقوال الزعيم البعثى السابق "هانى الفكيكي "، وكان من بين الأعضاء المتواطئين مع الـ CIA فى أعوام 1963 و 1964 ...".
وقد قتل البعثيون بشكل منظم وبمشاركة صام، معتمدين على قوائم من الـ CIA مئات من الأطباء والمدرسين والفنيين والمحامين والمهنيين الآخرين إلى جانب شخصيات عسكرية وسياسية،بزعم أنهم شيوعيون.
وفي 17 يوليو، 1968 جاء هذا الانقلاب مدعوما أيضا من الـ C.I.A. ولم يتورع مسؤولون كبار عن الشرق الأدنى وافريقيا في الـ C.I.A بينهم "اركيبالد روزفلت"، حفيد "تبودور روزفلت"، في عهد رئاسة "ليندون جونسون" و"ريتشارد نيكسون" أواخر الستينيات، من التحدث علانية آنذاك عن علاقات وثيقة مع البعثيين العراقيين.
ويذكر الجميع أن الولايات المتحدة وإسرائيل وشرطيهما في الخليج شاه ايران المخلوع دعمت حركة الأكراد مابين عامي 1973 و1975 بما لايمكن الأكراد من تحقيق نصر كبير ماعدا استنزاف مصادر الثروة العراقية.وعندما وقع صدام مع الشاه اتفاقية مارس- آذار عام 1975 ،مارس البعث الحاكم في العراق سياسة ذبح الأكراد بعد أن قطعت واشنطن وطهران المعلومات، ورفضت الولايات المتحدة منح الأكراد حق اللجوء السياسى إذ برر هنري كيسينجر مستشار الأمن القومي يومذاك هذه السياسة فى شهادته أمام جلسة مغلقة بقوله : "يجب عدم خلط العمليات السرية بالأعمال التبشيرية."
وبعد أن استولى صدام في 16 يوليو، 1979 على السلطة وأزاح أحمد البكر ودشن حملة تطهير واسعة فى صفوف البعث بحجة التأمر مع سوريا ضده، وطهر الحزب الشيوعى والمعارضين الآخرين أيضا، أعلن مستشار الأمن القومى للولايات المتحدة، "زبيغنيو برجينسكى" فى أبريل 1980"إننا لا نرى أى عدم توافق جوهرى فى المصالح بين الولايات المتحدة والعراق"، في مرحلة تحريض صدام ليشن حربا استمرت ثماني سنوات على الجمهورية الاسلامية الفتية من 22 سبتمبر 1980 حتى 8 اغسطس 1988، والدعم الذي حصل عليه مباشرة وغبر الدول الصديقة لواشنطن.
عموما وبعد غزو العراق والغرق في وحله، فان الاستعانة بحزب البعث ليس من الممنوعات الامريكية، وأن النصائح لواشنطن في هذا الصدد جاءت أيضا الأخضر الابراهيمي الممثل السابق لأمين عام الامم المتحدة الى العراق أثناء البحث عن رئيس وزراء بعد مايسمى بانتقال السلطة للعراقيين!.
وجرت منذ تلك الأيام حوارات جدية مع بعثيين لغرض تفعيل انبثاق هيئة قيادية جديدة لحزب البعث ،وتأهيله ليعقد مؤتمر يتراجع الحزب فيه عن السيلسة التي اتبعها صدام أثناء هيمنته على الحزب، ويعتذر عن المرحلة الماضية ويعتذر للعراقيين، وكاد الطرفان التوصل الى اتفاق يسمح باعادة جميع البعثيين في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية السابقة، والغاء قانون اجتثاث البعث الذي أصدره السفير الأمريكي السابق بول بريمر.
تولى الدكتور أحمد الجلبي – عضو مجلس الحكم آنذاك رئاسة هيئة (اجتثاث البعث)، وأثار بذلك حفيظة قادة دول اقليمية منها بالطبع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي عارض بقوة اجتثاث البعث خصوصا لجهة أن رئيسها "شيعي" لديه مشكلة كبيرة مع الاردن في قضية بنك البتراء المعروفة.
الملك عبد الله الثاني الذي يرتبط بعلاقات مصاهرة مع الأخضر الابراهيمي رآى معنى سلبيا في مساراجتثاث البعث عندما قارنه مع مسار المصالحة الذي تم في جنوب أفريقيا، دون أن يتجاوز الغطاء الطائفي لكل مايحري في العراق وحوله بقوله "إن رئيس لجنة اجتثاث البعث ليس الاختيار الأفضل وهو شيعي غير صالح للمهمة، أما في جنوب أفريقيا فكان ديسموند توتو رئيس لجنة المصالحة وله تأثير إيجابي".
كما يجب التذكير أن مسألة اجتثاث البعث لم تكن مطروحة في زمن المعارضة العراقية لصدام ،إذ حرصت مؤتمراتها في خطابها السياسي على التبشير بعراق دستوري ديمقراطي تعددي، موحد ومسالم ومسامح يعيش فيه الجميع بأمن وأمان بعيدا عن الانتقام، اللهم الا المطالبة بالحقوق المهدورة عن طريق الوسائل القانونية ...أو عفى الله عمّا سلف .
ولاننسى أيضا أن تركيبة النظام السابق في أجهزته القمعية،والانتساب المصلحي والقسري لمئات الآلاف من البعثيين، أوجد حالة من التفكك الاجتماعي، وبروز رغبة الانتقام تجاه البعثيين الذين كانوا يعّدون التقارير للأجهزة الأمنية والحزبية عن المعارضين واسرهم.
المعارضة(سابقا)والبعث
ولقد تطور خطاب المعارضة العراقية (السابقة) تجاه حزب البعث كثيرا بعد أن اتسعت دائرة المنشقين عن نظام صدام لتشمل بعثيين سابقين ، على اساس أن معظم العراقيين في دوائر السلطة ومؤسساتها هم من البعثيين الذين سجلوا في الحزب الحاكم طوعا أم كرها،سيّما وان من التنظيمات المعارضة كان حزب البعث الجناح السوري المتمثل بقيادة قطر العراق التابع للقيادة القومية في سوريا.
وطالب عدد من العراقيين في تلك الفترة بان لاتشمل محاسبة النظام السابق اذا سقط، كل البعثيين والاكتفاء فقط بملاحقة صدام والصف الأول أو الثاني من القيادة مع ملاحظة أن صدام هو المسؤول المباشر عن انتهاكات حقوق الانسان في العراق وجرائم شنه حربين اقليميتين وغير ذلك.
وذهب البعض الى ان من حق حزب البعث بعد أن يتخلص من "أولئك" المشاركة في السلطة ، وفي الحياة السياسية الجديدة في العراق، مع الانتباه الى أن على حزب البعث الجديد أن يعلن قيادته الجديدة ويتعهد برفض العمل السري وأساليبه وأجهزته التي تجر الى التآمر والانقلاب لاغتصاب السلطة .
نبوءة اسرائيلية!
مامن شك أن اسرائيل حرضت على صدام لاسقاطه ولاخراج العراق نهائيا من معادلة الصراع معها لأن المخطط كان ينص على تدمير العراق وتفكيك عراه الوطنية والاجتماعية ليتحول الى كانتونات متصارعة ليس ليس لها وقت لتطلع على "أخبار" الساحة الفلسطينية، وليس لأن صدام كان عدوا لاسرائيل فهذا أمر ثبت عكسه من خلال نتائج تصرفات صدام التي جاءت كلها لصالح اسرائيل.وـفضل تعبيرعن عراق مابعد صدامـكان للمستشرق الإسرائيلي د. جي باخور، وقد وصف العراق الجديد في مقال له بصحيفة يديعوت احرونوت بـ "دولة هزيلة، مهزومة، ومصابة بالعنف، انهار فيها النظام الاجتماعي بين الطوائف، وساد في مكانه خوف حقيقي مما سيأتي، وبالمقابل، مثل صدام للحظة عراق الماضي - أمة عزيزة وأبية، قائدة العرب، واضح فيها للجميع النظام السياسي والاجتماعي في الدولة".
باخور أشار في مقاله الى أنه يمكن اعادة صدام الى الحكم مرة أخرى رغم أن ذلك يعتبر اليوم من الخيال لأن صدام فقد قوة والعظمة ، اللهم الا اذا لجأ انصاره الى عمليات مثل اختطاف رهائن لمقايضتهم بصدام، والى مظاهرات جماهيرية واسعة ،بل وحتى محاولات لانقاذه من السجن. ولهذا نصح الكاتب الاسرائيلي زعماء العراق الجدد، بالتخلص من صدام واعوانه لانهم يمثلون تهديدا جديا لهم ، ويمثل بديلا مستقبليا امامهم.
تلك النبوءة لم تكن الا واحدة من عشرات التسريبات التي يُراد منها تحقيق عدة اهداف مرة واحدة ومن أهمها تطويع "زعماء العراق الجدد" أكثر واكثر باستخدام فزاعة ..عودة صدام.
حوار الأمن المفقود
ومن الواضح فان اللعب بورقة الأمن المفقود يظل يؤرق الزعماء الجدد في العراق الجديد ويدفع ببعضهم الى تنفيذ النصائح الأمريكية بالحرف خوفا من المستقبل،ونشير هنا الى الحديث الذي يجري عن احتمال تشكيل تحالف سياسي جديد ربما يستبعد التيار الصدري وحزب الدعوة،ونواته المجلس الأعلى للثورة الاسلامية بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم والحزب الاسلامي برئاسة طارق الهاشمي والأكراد، وذلك بعد لقاء الرئيس الأمريكي بوش في واشنطن.. كلا من الحكيم والهاشمي .
ومع كثرة التسريبات عن الحوار البعثي الأمريكي على وقع تزايد أعمال العنف التي يشكل محورا مركزيا فيعا بعثيون ورجال مخابرات وعسكريون من النظام السابق بواجهات منظمات اسلامية متطرفة، فقد ظهر بعثيون مؤخرا وبشكل علني في مدينة كركوك النفطية من خلال المشاركة في مؤتمر عشائري في المدينة ،أعلن رفض الفدرالية وطالب باطلاق سراح صدام، في نفس الوقت الذي أعلن فيه "الجيش الاسلامي" الذي يتردد انه يدار من قبل عزت الدوري نائب الرئيس السابق ، أن مفاوضاته مع الامريكيين مستمرة.
والمهم في الاتصالات الأمريكية البعثية أن عزن الدور أعلن في بيان منسوب له تبرؤه منها في تكتيك" تعددية الأدوار والأقطاب" التي يتبعها حزب البعث منذ اسقاطه عن السلطة في مارس 2003،للاستحواذ على كل الكعكة في مرحلة ...اخيرة.
ويريد البعثيون الافادة بشكل كامل من ورقة "ضياع الأمن" وهم مشاركون فيه بقوة حتى وان انتقدوا عمليات السيارات المفخخة ،ليطرح الحزب نفسه كمفتاح للأمن المفقود باعلانه الحرب على القاعدة في صفقة العودة الى السلطة ، ربما بعد التخلص من صدام باعدامه!..
ويمكن القول إن بداية التبدل في السياسة الأمريكية، جاءت مع الجولة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية الى المنطقة بعد الحرب الاسرائييلية على حزب الله في لبنان،لايجاد حل شامل وبرزمة واحدة لأزمات المنطقة الحادة.فرايس زارت المملكة العربية السعودية ودولا خليجية مهمة ،وبغداد وكردستان العراق. وذهب الى العراق وزير الخارجية السابق جيمس بيكروالتقى زعماء في محافظة الانبار السنية وقدم تقريره المعروف بتقرير بيكر – هاميلتون ودعا الى تغيير الكثير من سياسات واشنطن السابقة في العراق.
ويقوم السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زادة الذي قادة بقوة حملة اسقاط مرشح رئاسة الوزراء السابق ابراهيم الجعفري ، بدور كبير في تشجيع الاتصال بالبعثيين بالرغم من أن مبادرة المصالحة الوطنية التي أقرها مجلس النواب العراقي تستثني المتورطين بقتل العراقيين مببرا ذلك بأن الكثير من العراقيين انضموا الى حزب البعث فقط لكي يحصلوا على وظيفة او من اجل امور اقتصادية لكسب العيش و ربما هناك تهديدات وجهت لهم كي ينضموا الى حزب البعث و حزب البعث كان بمثابة نقطة قوة.
وتؤكد تقارير أن سلطة الاحتلال بدعم من السفير الأمريكي ، أوجدت مناطق في غرب بغداد تحت حماية القوات الأمريكية باتت مأوى لعناصر توصف بالارهابية و لاتستطيع الشرطة والجيش دخولها.وتضغط الولايات المتحدة على رئيس الوزراء نوري المالكي لاقتحام مدينة الصدر والقضاء على قوات المهدي في معادلة اقترحها زلماي هليل زادة وترى أن اضعاف ميليشيا الصدر يجب ان يترافق مع تقوية ميليشيا اخرى سنية وتحديدا بعثية.وتدل مؤشرات عدة الى أن دور أميركي مباشر في عودة البعثيين الى الواجهة من خلال لقاءات السفير الاميركي في العراق مع زعمائهم ، و بالتالي فان الادارة الامريكية ترى أن التلويح بعودة البعثيين، ربما تشكل ورقة ضغط أخرى على حكومة الاكثرية المنتخبة لفرض الاملاءات عليها خاصة للانفكاك عن ايران، ولضرب التيار الصدري .
ومن هذه الضغوط الأمريكية ، القرارات الاخيرة التى أصدرتها هيئة اجتثاث البعث ونصت على استثناء أعداد كبيرة من البعثيين في النظام السابق من قراراتها السابقة،والسماح بعودتهم الى وظائفهم وصرف المرتبات التقاعدية لهم ،وهي تأتي بحجة دعم المصالحة، والخروج من المأزق الذى سببته الحالة الدستورية لـ "اجتثاث البعث ..
السفير زلماي خليل زادة طالما كرر أن تخفيض أعداد المشمولين بقانون اجتثاث البعث، سيعزز من جهود الحد من أعمال العنف ،مدللا على ذلك بأن الكثير من البعثيين عانى من تفرد صدام في قيادة حزب البعث، وأن أفكار البعث في معظمها لاتختلف عن الأفكار التى بنيت عليها الأاحزاب الاخرى .
وقد أيد الرئيس العراقي جلال الطالباني أقوال صديقه خليل زادة ، وصرح خلال زيارته الأخيرة الى فرنسا عند اجابته على سؤال عن الارهاب فى العراق بقوله أن " التكفيريين والبعثيين الصداميين هم من يقومون بهذه الفتنة " مستثنيا " حزب البعث العربى الاشتراكى قيادة قطر العراق" لأنهم " ناضلوا معنا ضد النظام السابق" .
خطوات عملية
وعلى أيى حال فان السفير الأمريكي في العراق ضغط على حكومة المالكي لاتخاذ مبادرات تسمح لاعضاء حزب البعث بالدخول في الحكومة وضمان التقاعد لكبار الضباط البعثيين الذين كانوا مع صدام ،واطلاق سراح مئات المعتقلين منهم ممن تورط في العنف،وفي تفس الوقت تعمل القوات الأمريكية مه القوات العراقية على ضرب الجماعات المسلحة ومحاولة إلقاء القبض على قياداتها ومتابعة مصادر تمويلها وعزل التيار المتطرف فيها، وتوفير دخل شهري ثابت لمنتسبي الجيش السابق والأجهزة الأمنية وفتح حوار مع بعض العناصر البعثية القيادية واحتواء العناصر غير المتهمة بجرائم النظام السابق.
وبالفعل فان الاتصالات شملت بعض العناصر القيادية البعثية لاقناعها اولا بالاندماج بالعملية السياسية ، وجرت الاتصالات مع خطوط متعددة لاعلاقة لكل منها بالآخرومنها خط محمد يونس الأحمد وهو واحد من أبرز المطلوبين على قائمة الـ 55 وأحد اعضاء قيادة البعث ابان حكم صدام ويتواجد في سوريا.
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دخل على خط المفاوضات مع البعثيين واقترح أن تجري هذه المفاوضات مع نائب صدام ، عزت الدوري الذي يقال إنه على خلاف مع الأحمد الموجود في سوريا.
البعث وفشل المشروع الاسلامي
يعترف الاسلاميون في العراق أن مشروعهم لاقامة حكومة بأقل المواصفات الاسلامية، فشل حتى الآن أولا لأنهم انضموا الى المشروع الأمريكي وهذا يتناقض بالتمام والكمال مع ذلك التثقيف المتواصل الذي دأبت عليه الحركة الاسلامية العراقية.
صحيح أن اسلاميي العراق الشيعة راهنوا على وعود امريكية لهم باقامة دولة ديمقرطية تعددية تتيح لهم الهيمنة على العراق الجديد "عدا كردستان"، وعلى مقاومة مقبلة إذا أخلت واشنطن بالتزاماتها، الا أن حساب الحقل والبيدر لم يكن كما توقع هؤلاء وهم يشاهدون تساقط زعمائهم مثل السيد محمدباقر الحكيم وعزالدين سليم"عبد الزهراء عثمان" وعشرات القادة، بالاغتيال المكشوف والغامض! الى درجة أن رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري دهل في مناقشة حادة مع الوزيرة الأمريكية رايس عندما طالبته بالتخلي عن حقه في الترشيح ثانية بعد الانتخابات الماضية،وانه قال لها إنه يتوقع أن يقنله الأمريكيون اذا أصر على البقاء في منصبه متحديا الارادة الأمريكية.
لقد حارب صدام الحركة الاسلامية في العراق ومحورها حزب الدعوة ، وأعلن الحرب على ايران ضاربا على وتر طائفي وقومي لتأجيج عداء العرب ضد الايرانيين ، واتهم كل من كان يعارضه بالعمالة لايران، وساهم في دق أسفين بين شيعة العراق والثورة الاسلامية الايرانية ، ولعل هذا الجانب هو النصر الأكبر الذي حققه صدام عندما زج بأعدائه من الجانبين في نار حرب كان هو الفائز الاول فيها رغم خسارته العسكرية .
وأخيرا فان الذين يتباكون على رحيله لأسباب مختلفة، يسعون الى تلميع صورة صدام وحزب البعث المنحل بشتى الوسائل ومنها أعمال العنف التي حولت العراق الى صندوق أسود للموت الزؤام، لاظهار أن العراقيين عاجزون عن العيش معا،الا تحت سيف جلادهم،,وتصوير العراقيين كشعب قاصر يحتاج على الدوام الى قيّم ووصي.فالمستفيد الأول من كل مايجري من عنف طائفي في العراق هم حزب البعث الذي يريد أن يكتسب شرعية وقاعدة شعبية لم يكن يملكها لأنه حتى حتى الغالبية العظمى من البعثيين يدركون أن صدام دمر الحزب وحوله الى وسيلة قمع وقاعدة لتعزيز قبضته وهيمنة اسرته والمقربين من عشيرته، والذين يعتبرون قانون اجتثاث البعث جاء لصالحهم لكي يعيدوا تنظيم صفوفهم ويقوموا بحملة تطهير للمنتفعين الذين انتسبوا له في فترة الرخاء،وهم من يحلمون بإعادة عقارب الساعة الى الوراء بالعودة مجددا الى الحكم.
ومع التهويل بالخطر الايراني وامتداداته في العراق والمنطقة،فان حزب البعث الذي وجد قادتُه وأعضاؤه حاضنة لهم في عدد غير محدد من الدول الصديقة والحليفة لواشنطن، أخذ هو أيضا يدعو الادارة الأمريكية الى مواجهة "الخطر "الايراني معا ، وأعلن قادة "الجيش الاسلامي " الذي يقال أن صدام أسسه، أن عدوه الأول ليس الاحتلال الأمريكي في العراق بل " الفرس والصفويون" وهي اشارة الى شيعة العراق بما سيدفع شيعة العراق وعموم الشيعة في المنطقة ولبنان الى الحضن الايرانية بما يزيد من تعقيد المسألة العراقية أكثر من أي وقت مضى...لكنه بالتأكيد لن يجعل الطريق أمام عودة البعثيين الى الحكم في العراق ..مفروشة بالزهور.




#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في العراق؟
- تجربة انتخابية بحرينية مثيرة للإهتمام
- العراقيون وعقدة صدام !
- إني أعترض...بدون- الإمارات.. مواطنون بلا هوية
- انقلاب عسكري في العراق!
- دخان النووي الإيراني.. من لبنان!
- عندما يُعلنُ حزبُ الله ..النصر!
- خارطة طريق عراقية يرسمها حزب الله في لبنان!
- النصر الذي وعد به حزب الله
- عنف العراق: حرب طائفية أم حرب الآخرين؟
- قانا ..النصر مرّ من هنا.
- -حزب الله- ...منتصرا..
- فشل اسرائيلي آخر ... في لبنان
- إنّي أعرض ..حزب الله ... وحده!
- المواقيت الايرانية!
- إنّي أعترض...بوتين يأمر بتصفية قتلة دبلوماسييه في العراق!!
- ايران أمام اختبار القومية الآذرية
- ديمقراطية الكويت تواجه اختبار الإصلاحات
- العراق: المصارحة قبل المصالحة
- تفكيك الجمهورية الإسلامية الإيرانية يبدأ من تحريك ملف القومي ...


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - البعث وحلم العودة الى الحكم في العراق!