أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - نعم انتصرنا














المزيد.....

نعم انتصرنا


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتصرنا لأن الحرب توقفت لتمنح النازحين فرصة العودة إلى ديارهم. هو انتصار للبنان لا لفئة منه. انتصار للوطن الذي تحمّل من الحروب وصمد أمام نكبات لو أصابت سواه لامّحى من الوجود.
لو لم تتوقف الحرب لكنا أمام كارثة. كل المكارم وحكايات الضيافة والقلوب المفتوحة أمام النازحين لم تكن كافية لإيوائهم في فصل الشتاء والثلج القارص.
الانتصار راية يرفعها المقيمون في مراكز الإيواء أو في البيوت المستأجرة أو في العراء، وترفع فوق بيوت القرى المضيافة. يرفعها مواطن نجا من موت بعد انهيار مبنى أو انفجار قنبلة بسيارة أو دراجة نارية صادف مرورها وقت استهدافها بالقرب منه، ويرفعها مقاوم نجا من طائرة مسيرة أو من قنبلة أو من كمين نصبه العدو، ويرفعها مقاوم صمد في خندقه إلى ما قبل الرابعة من صباح الاتفاق، ويرفعها مواطن عاد إلى قريته ووجد بيته سليماً من أذى العدو ووحشيته، أو بعضاً من بيت يمكن أن يأوي إليه.
انتصر لبنان لأن موعداً تحدد لانتخاب رئيس للجمهورية. قيل الكثير عن تلكؤ وعن مخالفة الدستور، لكن ذرائع رئيس البرلمان المضمرة كثيرة، أهمها خوفه على الوطن من فتنة كان يمكن أن تندلع لو أتى رئيس عنوة أو بعد لي ذراع أو هزيمة. لم يكن قوله عن نجاة لبنان من كارثة زلة لسان، حين لم ينل مرشح المعارضة خمسة وستين صوتاً في الدورة الأولى. كان ذلك سيلزمه بإعلان فوز الرئيس بهذه الأصوات في الدورة الثانية، شاء من شاء وأبى من أبى. هذه تحسب له مقابل ما يحسب عليه من أخطاء وخطايا.
كيف سيحتفل بالانتصار من عاد ولم يسمح له بالدخول إلى بيته بانتظار فحص النوايا بين المتحاربين، ومن إذا سمح له بالعودة لم يجد من بيته سوى رماد وركام، ومن إذا عاد لم يجد إبنه أو قريبه أو جاره الشهيد؟
في قريتي بيت تراثي توفي مالكه وإبناه، الأحفاد لا يعرفونه ولم يزوروه منذ أكثر من نصف قرن. سوته قذيفة بالأرض، ستسأل روح البيت وأرواح مالكيه عمن حكم عليه بالموت و"بأي ذنب قتل" وهل يجوز لنا أن نحتفل بالنصر على أنقاضه.
هل هو نصر أن تعود عائلة إلى بيتها وقد فقدت في الحرب واحداً منها، وهل هو نصر أن يعود أحدهم ولا يجد جاراً ولا بيتاً ولا عائلة في بيت؟ وكيف إذا كان سيمنع أحدهم من إعادة بناء منزله قبل ترسيم حدود ضاعت تحت الأنقاض.
دع جانباً معايير الربح والخسارة. يجيد حساباتها من يستخلص منها دروساً مفيدة. إذا تعلمنا مثلاً أن الحروب كلها بلا أخلاق، وألا نكون البادئين بحرب من غير خطة لتحمل أعبائها ومن غير حساب لما يترتب عليها من نتائج. وإذا تعلمنا أن الحروب المقدسة مضى زمانها وطواها التاريخ والنسيان، إلا الذين آمنوا ولم يعملوا الصالحات وما بدلوا بأوهامهم تبديلاً، فهؤلاء سيبقون أميين.
ننتصر، نحن اللبنانيين، إذا تعلمنا من تجاربنا أن المنتصر الوحيد في الحروب الأهلية هو طرف خارجي وأن الوحدة الوطنية أغلى من كل المصالح الضيقة والمشاريع الفئوية وأنها السلاح الأمضى لمواجهة كل المخاطر. هذا ما أثبتته نكبة النزوح إلى بيوت وقرى ومناطق كانت تحسب معادية.
ننتصر حين يترسخ إيماننا بوطن إسمه لبنان، استثنائي يشبه طائر الفينيق، ينبعث من رماد الحروب بقوة أبنائه ومبادراتهم ورسوخ انتمائهم.
نعم ننتصر. لكننا لا ننتصر إلا بالدولة والقانون والدستور. بدولة تتولى وحدها حماية الوطن بقواها العسكرية والأمنية وتمارس السيادة على حدود الوطن وداخل أرضه بقوة القانون.
نعم انتصرنا لأننا سننتخب رئيساً للجمهورية بعد شغور دام سنتين وبعد تعطيل للدستور دام سنوات.
ليت مثل هذا الانتصار حصل بإرادة المجلس النيابي قبل حصول البلاء. وليته يكتمل بتشكيل حكومة من خارج المحاصصة ومن خارج المنظومة الفاسدة.
لعل هذا الانتصار يكون خاتمة حروبنا.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكتب التاريخ الحديث بمصطلحات طائفية؟
- جامعة الأمة العربية ومحكمة العدل الشعبية
- نقول لحزب الله ما اعتدنا على قوله
- الإذعان بعد فوات الأوان
- اليسار والإسلاميون
- برّي: فرصة واشنطن الأخيرة
- الصهيونية وتحولاتها
- صناع الحروب يخطئون وقرّاؤها أيضاً
- طوفان عيوب في حرب الإسناد
- حزب الله كمقاومة وحزب الله كحركة تحرر وطني
- هل الصمت الدولي مشروع ومبرر؟
- لماذا تعلمت إسرائيل من حروبها ولم نتعلم؟
- تحرير العقول قبل تحرير فلسطين
- نظرية الردع الستراتيجي
- قاسم قصير والعنف الديني
- لماذا يدعم الغرب إسرائيل؟
- هل يعيد حزب الله حساباته؟
- من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن
- -وادي هنوم- رواية في نقد الدين
- حين يرتقي الشهيد على طريق القدس


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أربعة من جنوده بـ-قتال- في جنوب ل ...
- رفع علم سوريا الجديد على سفارة دمشق لدى موسكو
- وحدات مجموعة -الشمال- الروسية تدمر مواقع أوكرانية
- عودة آلاف العائلات السورية إلى وطنها من تركيا
- بعد الفوضى عند معبر المصنع.. وزير الداخلية اللبناني يوجه إيع ...
- سمعنا انفجارا قويا.. سقوط مسيرة أطلقت من اليمن على مبنى جنوب ...
- يوم بعد سقوط الأسد: رفع علم الجمهورية السورية الأولى -علم ال ...
- -الأيام العشرة التي هزت الشرق الأوسط- – في الواشنطن بوست
- روسيا ترسل رسالة صاروخية قوية للغرب أسرع من الصوت لأول مرة.. ...
- وزارة العدل الكورية الجنوبية تعلن فرض حظر سفر على رئيس البلا ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - نعم انتصرنا