أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد عوبدة - تحولات الشرق الأوسط وصراع القوى الكبرى: قراءة في الهدنة اللبنانية الإسرائيلية وأبعادها الاستراتيجية














المزيد.....

تحولات الشرق الأوسط وصراع القوى الكبرى: قراءة في الهدنة اللبنانية الإسرائيلية وأبعادها الاستراتيجية


رشيد عوبدة

الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرق الأوسط في خضم التحولات الجيوسياسية: الهدنة اللبنانية الإسرائيلية في السياق الدولي

الهدنة اللبنانية الإسرائيلية التي دخلت حيز التنفيذ في 27 نونبر 2024، تُعد خطوة في إطار التحولات الكبرى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. هذه الهدنة ليست مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار، بل هي مؤشر على تحول أوسع في موازين القوى الإقليمية والدولية. ما يحدث في المنطقة يرتبط بشكل وثيق بالصراعات العالمية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تؤثر هذه التحولات الجيوسياسية بشكل غير مباشر على الشرق الأوسط.
في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، يحاول الغرب محاصرة روسيا في أوروبا الشرقية، بينما يسعى الشرق الأوسط ليكون مسرحا لتوسيع النفوذ الروسي، خاصة عبر تحالفاتها مع إيران. لذلك، فإن الهدنة اللبنانية الإسرائيلية تُعتبر جزءا من هذا الصراع الإقليمي، حيث تسعى روسيا، عبر علاقتها مع إيران، إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، ما ينعكس على سياسة القوى الإقليمية الكبرى مثل إسرائيل. في المقابل، تسهم الهدنة في إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المنطقة، مما يعزز الاستقرار النسبي لصالح بعض الأطراف، خصوصا إسرائيل.

السيادة اللبنانية والتحولات الداخلية: حزب الله بين الانخراط والتراجع

الهدنة اللبنانية الإسرائيلية تحمل تأثيرات عميقة على الداخل اللبناني. فحزب الله، الذي كان يُعتبر القوة المهيمنة في معادلة الصراع، يبدو في وضع يتسم بتراجع ملحوظ في نفوذه؛ إن مشاركته في الهدنة تكشف عن ضغوط اقليمية ودولية حَدَّت من حركته، وأضعفت قدرته على فرض إرادته في الصراع. هذا التراجع يعكس ليس فقط تحدٍّيات داخلية للحزب، بل أيضا محيطا إقليميا جديدا تُعيد فيه القوى الكبرى تشكيل معادلاتها.
لبنان، في ظل هذه الهدنة، يُقدّم نموذجا لدولة يُقيَّد قرارها السٍّيادي بتأثيرات خارجية؛ وفي الوقت نفسه، فإن التحولات الإقليمية التي تشهدها دول خليجية مثل السعودية والإمارات، والتي بدأت في تعزيز تحالفاتها مع إسرائيل، تُبرز دور لبنان كجزء من معادلة إقليمية تتجاوز حدود السيادة الوطنية، وتخضع لتأثيرات السياسة الدولية.

إسرائيل والفرص الاستراتيجية: مكاسب متعددة من هدنة مُستدامة

إسرائيل، الطرف الأكثر استفادة من هذه الهدنة، تنظر إليها كفرصة لتعزيز أمنها القومي، خاصة على حدودها الشمالية، ولتعميق تحالفاتها مع الدول العربية المعتدلة؛ وفي ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، فإن هذه الهدنة تُسهم في تقليل التهديدات من حزب الله، الذي بات يواجه قيودا داخلية وخارجية تحدُّ من فعاليته العسكرية.
الهدنة لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل تتيح لإسرائيل فرصا اقتصادية وسياسية طويلة الأمد. وتساهم في تعزيز العلاقات مع دول الخليج، التي تمر بتحولات كبرى مثل السعودية، وهو ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون الإقليمي، ويُعزز نفوذها في صياغة استراتيجيات المنطقة.

الشرق الأوسط في ضوء التحولات الإقليمية والدولية

الهدنة اللبنانية الإسرائيلية تأتي في سياق تغيرات واسعة يشهدها الشرق الأوسط، حيث تلعب القوى الكبرى دورا في إعادة رسم خارطة التحالفات. السعودية والإمارات، اللتان تعيدان تعريف أدوارهما الإقليمية، تُعززان علاقاتهما مع إسرائيل، مما يُساهم في تحجيم النفوذ الإيراني المتزايد.
روسيا، من جانبها، تجد في علاقتها مع إيران ورقة ضغط في مواجهة الغرب، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتها مع دول الخليج لاحتواء التحديات القادمة من روسيا والصين. هذه التفاعلات تجعل من الشرق الأوسط مركزا للتحولات السياسية في سياق عالمي مضطرب.

الخاتمة: شرق أوسط يتغير تحت ضغوط القوى الكبرى

الهدنة اللبنانية الإسرائيلية ليست مجرد تسوية محلية بل جزء من معادلة إقليمية ودولية تُعيد رسم خارطة الشرق الأوسط. مع تراجع نفوذ حزب الله، وتعزيز تحالفات إسرائيل مع دول الخليج، يبدو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من التحولات السياسية والاستراتيجية. هذه التغيرات، التي تتقاطع مع الحرب الروسية الأوكرانية والصراع على النفوذ العالمي، تضع الشرق الأوسط في قلب صراع القوى الكبرى، حيث تُعاد صياغة استراتيجياته بما يخدم مصالح الفاعلين الإقليميين والدوليين على حد سواء.



#رشيد_عوبدة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية -الله- بين الاعتقاد والاقتناع
- احتياجات المغاربة بين التنمية والديمقراطية
- أزمة عقل ... أزمة قيم.
- منعطفات الظاهرة الحزبية المغربية: من التأسيس إلى الافلاس
- -حكومة التواطؤ الوطني-
- مقاومة المندوبية الاقليمية لإدارة التجهيز وإدارة المحافظة ال ...
- الانسان و البيئة : جدلية علاقة شبقية غاب عنها الحس الاخلاقي
- أسفي على آسفي
- على هامش تصريح الوزير -مبديع-: أزمة صناديق التقاعد مردها أن ...
- تأبين سي محمد اليمني بين لغز الموت و مطمح الخلود
- -الفساد- وسيلة لكي نجدد الايمان بالديمقراطية
- سلسلة مفاهيمية معقدة : النخب و النهب ... المجتمع و اللاأمن..
- على هامش تبني الوزير بلمختار-لنظام الأقطاب -: ليس كل قُطْب م ...
- من يستفيد من التستر عن المناصب الشاغرة بمؤسساتنا التعليمية ب ...
- عنوان درسنا اليوم : - الخرايف-
- الموت انبعاث... (حدث موت سي احمد الزايدي أحزن المغاربة فعلا)
- هل تخول صفة -رئيس جمعية المشرك بأولاد سلمان بأسفي- ارتكاب خر ...
- بكل موضوعية ... دعونا نحب وطننا
- الاضراب بين السياسي و النقابي
- الدعوة لاحتجاج قطاع التعليم يوم توقيع محاضر الالتحاق بالعمل ...


المزيد.....




- الناشط الفلسطيني محسن مهداوي يوجه رسالة قوية لترامب وإدارته ...
- -تيم لاب- في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع ...
- كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على -حارسة ...
- المرصد السوري يعلن مقتل 15 مسلحا درزيا الأربعاء في -كمين- عل ...
- الأردن.. دفاع المتهمين بـ-خلية الصواريخ- يعلق لـCNN على الأح ...
- ثلاثة قتلى جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان (صور) ...
- خشية ملاحقتهم دوليا.. إسرائيل تكرم 120 جنديا دون كشف هوياتهم ...
- ماذا تخبرنا الفيديوهات من صحنايا وجرمانا في سوريا عما يحدث؟ ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاماً
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد عوبدة - تحولات الشرق الأوسط وصراع القوى الكبرى: قراءة في الهدنة اللبنانية الإسرائيلية وأبعادها الاستراتيجية