أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - ثور وديكتا ثور














المزيد.....

ثور وديكتا ثور


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثور أو ذكر البقر هو حيوان ثديي مستأنس من عائلة البقريات ذو كفاءة خاصة في أداء الأعمال الشاقة التي تتطلب قدرة بدنية عالية وقد استعمل قديما على نطاق واسع في الزراعة لحراثة الأرض ودرس الحبوب وفي السواقي لرفع الماء وضخه وكذا في النقل والجر وحديثا في بعض الألعاب الرياضية كمصارعة وركوب الثيران فضلا عن اختصاصاته الإنجابية ، ورغم أنه فائق القوة إلا أنه ضعيف العقل ويستثار بسرعة وإذا هاج يشكل خطرا على الآخرين لذا ينبغي الحذر في التعامل معه خاصة إذا كان مزاجه عكرا وله أشباه كثر في عالم البشر !!.

ورغم أن الثيران في الأصل والأساس حيوانات برية جامحة إلا أن بعض أنواعها لا تستطيب الحياة والعيش إلا في زرائب قذرة محروسة تابعة لمخلوقات أكبر قرنا وأضخم بدنا تدعى ديكتا ، ترعاها وتغذيها ، تسوقها وتسوسها ولا تستطيع كائنات الديكتا هذه تحقيق رغباتها السوية أو المريضة ، الوطنية أو المشبوهة وفرضها على أرض الواقع بدون ثيران خادمة تابعة طيعة ، وعليه فالعلاقة ضرورية وحيوية لكلا الطرفين وربما بنفس القدر !!.

وغالبا ما تكون الثيران التي هي موضوع مقالنا فتيّة نزقة طائشة ، صاحبة علم شهادي صوري ووعي سطحي ظاهري ، بلا خبرة حياتية كافية أو ثقافة حرة راقية ، وكارثة عظمى ومصيبة كبرى تحل على القطيع إذا شذ أحد الثيران الكبار وصار ثورجيا !! فهو لن يكتفي حينها بالاستيلاء على نصيب غيره من العلف والذرة والشعير بل سيفرض نفسه قائدا ومعلما وموجها ولو كان ذلك أول الأمر في نطاق ضيق أو محلي !!.

وإذا واتت شلة من الثيران المتمرغة الجامحة فرصة للتمدد والسيطرة ووجدت دعما خارجيا من ثيران صديقة قوية وازنة فهي قد تنقلب وتتحول لعصابة أمر واقع وتسوق القطيع المذعن إلى حتفه أو إلى حافة الهاوية وقد حصل ذلك مرات عديدة في واقعنا المعاصر ولكن أكثر الناس لا يعلمون !!.
وقد ساد لدى جماعة الثيران منذ أمد بعيد سحيق اعتقاد عجيب غريب مفاده أن : ( شعيرهم مقدس !! ) وبأنه الوحيد الحلال الصالح لذا ترفض تناول غيره أو التفكير مجرد تفكير في ذلك !!.

فضلا عن اعتقاد جازم بأن خاصتهم وذوي القرون الكبيرة منهم يملكون وحدهم الحقيقة المطلقة وبأن الباطل لا يمسسهم ولا يأتيهم من بين أيديهم ولا من خلفهم لأنهم من طينة خاصة مغايرة وبأن تضحياتهم ذهبية سامية لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بتضحيات عوام البقر !!.

وفي كل محاولاته للنيل من خصمه الذكي الرقيق الرشيق في حلبة النزال كان الثور يفشل لضعف عقله وسوء تدبيره وقلة تركيزه في النيل ممن يصارعه لينطح الهواء والفراغ فقط ويعاود ذلك عشرات المرات بلا أدنى نتيجة أو فائدة حتى يضنيه التعب والإرهاق فيستسلم في نهاية الأمر مرغما لقدره الأحمق السلبي الأكيد !!.

وقد أدرك حكماء الخلق منذ زمن بعيد سحيق مقدار سخافة رأي الثور وسوء فعاله فضربوا في ذلك الأمثال ومنها ( خذ الشور من رأس الثور ) و ( الثلم الأعوج من الثور الكبير ) فيا ليت قومي يفهمون ويدركون ، يتركون ويغيّرون !!!.



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم طوفان نريد أو نحتاج ؟!
- كفى ولولة !!
- تياسة سزم
- الشيخ
- قمنا بمساعدة إسرائيل وسنقوم بحمايتها
- حيث يكثر الكذب والزيف تتيه الحقيقة
- أَحقّاً لم نكن نعرِفْ ؟!
- 7 زفت .... وصلحو !!
- تناقضات فادحة فاضحة في الخطاب المغامر المقامر
- شعب الله المحتار في مواجهة شعب الله المختار
- حسابات الحقل وحسابات البيدر
- سَلَف مريض وخَلَف ناقل للعدوى
- جرذ كبير متخم
- تساؤلات مشروعة
- هي الحرب ... ولهذا حزنت !!
- الحكومات المجرمة في الكيانات الهزيلة
- صالون هدى
- عودة الدب الروسي التائه الضال
- ضربة معلم
- عبيد وعبّاد


المزيد.....




- مليارديرات وميليشيات وحقوق تعدين.. من قلب صفقة ترامب الجديدة ...
- مسؤول في -حماس- يوضح لـCNN مدى -جدية واستعداد- الحركة لاتفاق ...
- المحكمة العليا البريطانية ترفض دعوى لوقف تزويد إسرائيل بقطع ...
- ما تداعيات الحكم الجديد الصادر بحق المحامية التونسية سنية ال ...
- قراصنة يهددون بنشر رسائل بريد لمساعدي ترامب وأميركا تتهم إير ...
- وفد أوروبي بكفر مالك يدعو لوقف اعتداءات المستوطنين بالضفة
- نتنياهو يترأس اجتماعا أمنيا ثلاثيا وواشنطن تؤكد أولوية صفقة ...
- -لسنا جمهورية موز-.. كيف قوبلت دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياه ...
- المقاومة ترفع تكلفة -عربات جدعون- والاحتلال يمهّد للانسحاب
- لماذا تتركز كمائن المقاومة في -عبسان الكبيرة- بخان يونس؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - ثور وديكتا ثور