أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - خضر محمد الأحول: وحلم العودة الذي لم يتحقق!














المزيد.....

خضر محمد الأحول: وحلم العودة الذي لم يتحقق!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 20:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


في صباح يوم 11 يوليو 2024، رحل عنا رجل كان يحمل في قلبه حلماً لم يتحقق، وكان يشع بأمل لا يموت رغم كل الظروف. خضر محمد الأحول، الذي وُلد في مدينة صيدا عام 1954، في قلب لبنان الذي احتضن الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم من أرضهم. رحل في حادث أليم في منطقة خلدة جنوب بيروت، وهو في طريقه لمتابعة حلمه الكبير الذي ظلّ يرافقه طوال حياته: العودة إلى يافا، المدينة التي طرد منها أهله في عام 1948.



خضر لم يكن مجرد رجل ولد في صيدا، بل كان نغمة في لحن طويل من النكبة، كان جزءاً من قصة مشتركة بين صيدا ويافا، بين مدينتين جمعت بينهما البحر والدم، وبينهما حلم واحد: العودة.

صيدا، المدينة التي ضمّت أبناء فلسطين، كان البحر فيها ينطق باسم يافا، وكأنهما جارتان لا يفصل بينهما سوى الذكريات، والحنين، وذاكرة الأرض التي لا تموت.

كان خضر يرى في أمواج البحر التي تغسل شواطئ صيدا، أمواج البحر الذي كان يغسل شواطئ يافا، متخيلاً فلسطين التي لم يراها بعد، لكنه حملها في قلبه وعينيه طوال حياته.



مدينة صيدا، مثل يافا، كانت تحكي لهما نفس الحكاية. البحر هناك، هناك في يافا، كان يُشرف على المدينة كما كان يشرف البحر في صيدا، وكأنهما أبناء بحر واحد. كما كان يافا أفق خضر، كانت صيدا أفقاً له، وكأنما كانت الأرض هناك تناديه، فكل زقاق في صيدا كان يذكره بزقاق في يافا، وكل نسمة هواء كانت تأتيه من البحر كانت تذكره بأن فلسطين أقرب من أي وقت مضى.

صيدا كانت مكان ولادته ومسكنه، لكنها كانت، في جوهرها، جزءاً من حلمه في العودة إلى يافا.



خلال سنواته الطويلة في لبنان، كان خضر محمد الأحول صوتاً مدافعاً عن القضية الفلسطينية، وسفيراً يحمل رسالة شعبه للعالم. عايش معاناة اللجوء، وعاش تفاصيل الألم والحرمان، لكنه لم يسمح لليأس أن يسيطر عليه. بل كان يقف دائماً صامداً، يدافع عن حق الفلسطينيين في العودة، وعن الحق في الحياة بكرامة على أرضهم. حتى في أيامه الأخيرة، كان حديثه دائماً: عن فلسطين، وحلم العودة.

كانت عيناه، وهو في صيدا، تتطلعان إلى يافا، وتراقب البحر وكأنما ينتظر السفينة التي ستعيده إلى ضفافها، إلى بيته، إلى أرضه.



ورغم السنوات التي مرّت، لم يتخلَّ خضر عن حلمه، ولم ينسَ يوماً حلم العودة إلى يافا. كان دائماً يردد: "لن يكتمل الحلم إلا بالعودة إلى أرضنا". كانت تلك الكلمات معبرة عن إيمان عميق بأن الحق لا يموت، وأن الأرض لن تكون لأحد سواهم. كان حلمه أملاً يتجدد في كل جيل، وسراً لا يشيخ أبداً. فحتى عندما رحل عن هذه الدنيا، كانت عيناه شاخصتين نحو الأفق، وكأن روحه تواصل المسير نحو فلسطين، تتبع تلك الخيوط التي ستعيدها يوماً.



في لحظات الوداع الأخيرة، كانت عيونه مليئة بالأمل، رغم الحزن الذي يغلفه. رحل جسده، ولكن فلسطين، التي أحبها، لم تغادره لحظة. رحيله لم يكن مجرد خسارة لعائلته وأصدقائه، بل كان خسارة لأمة بأسرها، لأنها فقدت رمزاً من رموز الصمود. خضر كان حلماً لا يموت، وحكاية شعب لم يتخلَّ عن أمله في العودة، رغم كل العواصف التي مرت عليه.



إن قصته هي قصة كل فلسطيني. هي قصة حلم لن يموت، مهما مر الزمن. هي رسالة أمل للأجيال القادمة بأن العودة قادمة، وأن الأرض مهما غيّبها الزمان، ستظل تنتظر أبناءها.



إلى روحك الطاهرة، خضر، أقول:

ستظل عيونك شاخصة نحو فلسطين، وستبقى في قلب كل فلسطيني. حلمك لم يكن مجرد أمل، بل كان رسالة للأجيال القادمة بأننا مهما ابتعدنا، فإننا لن ننسى فلسطين.لم العودة الذي لم يتحقق!



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراقٌ ضائعةٌ في صمت الذاكرة !
- طفلُ الشّتات: حكايات وطنٍ وحلمٌ لا يموت!
- رسائل الحنين إلى طائر الغياب!
- الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي: سلاح خفي في عالم ال ...
- محمد نايف المحمود (أبو عماد): أيقونة الوفاء والانتماء في تار ...
- الرياضيات في التشفير والاتصالات: درع الأمان للمقاومة الفلسطي ...
- الرياضيات في مواجهة الإعلام المضاد: استراتيجيات فعّالة لمكاف ...
- أهمية تعلم الرياضيات: بناء العقل وتعزيز المهارات الحياتية
- الرياضيات في تصنيع الأسلحة والمعدات: قوة الابتكار لدى المقاو ...
- الذكاء الاصطناعي: ثورة التكنولوجيا وتغيير مستقبل الإنسان
- الذكاء الاصطناعي في خدمة الاغتيالات: استهداف المقاومين في فل ...
- نور الأمل
- مرارة الخيبة والأمل المستحيل !
- مرارة الخيبة وألم الخذلان !
- مرارة الخيبة وطعم الخذلان !
- علي كلّم (أبو لافي)-2/2: مرارة الخيبة وطعم الخذلان!
- علي كلّم (أبو لافي) : مرارة الخيبة وطعم الخذلان !
- علي كلّم( أبو لافي): رمز الصمود الفلسطيني وحكاية نضال لا تنت ...
- الطب الشعبي عند عشيرة عرب السّمنيّة في قضاء عكا
- صقرٌ مِنَ بيريّا !!!


المزيد.....




- فرصة ذهبية نادرة: جزيرة اسكتلندية خاصة وقلعة منسية للبيع
- رئيس CIA الأسبق لـCNN: الحرب بين إسرائيل وإيران -لم تنته بال ...
- إحياء طقوس الإنكا القديمة في مهرجان إنتي رايمي في بيرو وسط ح ...
- تظاهرات في تل أبيب.. دعوات لإبرام صفقة تعيد الرهائن وتُنهي ا ...
- كيف استقبل الفلسطينيون في غزة خبر وقف إطلاق النار بين إسرائي ...
- أكبر مستشفيات إسرائيل تعمل تحت الأرض بعد وقف إطلاق النار
- خامنئي يظهر في كلمة مسجلة لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، ووزي ...
- غارة إسرائيلية على جنوب لبنان ومقتل العشرات في غزة وسط تعثر ...
- ما أبعاد الخلاف بين ترامب وإسرائيل بعد وقف إطلاق النار مع إي ...
- أمسية حوارية حول الثورات والديون الفلاحية من الماضي إلى الح ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - خضر محمد الأحول: وحلم العودة الذي لم يتحقق!