في علم نفس المعارضة الكهفية

رامي الابراهيم
كاتب، صحفي، مترجم، لغوي، سينمائي
(Rami Ibrahim)

الحوار المتمدن-العدد: 8155 - 2024 / 11 / 8 - 19:57
المحور: كتابات ساخرة
    

يعني المعارضة إلها علم نفس؟ إي نعم وفي كمان علم نفس الثورة وعلم نفس المخابرات وعلم نفس التطبيل والتزمير بس هلق خلينا بعلم نفس المعارضة ومن دون هيك مصطلحات بسيكوباثولوجية. يعني إذا أنا هلق تذكرت إيام المعارضة بعد ما يسمى ربيع دمشق أي في مطلع الألفية التالتة بسوريا يعني أول عشر سنين من الألفية فكان بيغلب عليها طابع وطني ليبرالي إلى حد ما هلق هي صحيح كان من وقتا مشرذمة متشققة متشقفة عاجزة عن الإتفاق إلا إذا استثنينا وثيقة إعلان دمشق عام 2005 اللي حصلت يعني على إجماع معظم القوى العاملة في سلك المعارضة.

المهم وبدون تفاصيل وليش طلع حزب الشعب الديمقراطي بزعامة الشيوعي رياض الترك؟ وليش قبلت قوى المعارضة عموماً بقبول سوريين مقيمين خارج سوريا متل الإخوان المسلمين و رفعت الاسد في صفوفها؟ الخ فهاد بيصب في السياسة وهي مانا موضوعي بحد ذاتا لإنو موضوعي محصور في إطار علم النفس السياسي و علم نفس المعارضة.

المهم يا سيدات يا سادة يا كريمات يا كرام متل مو النظام السوري أشاع قيم في المجتمع و حيا عليها متل ما حيا على الصلاة (أي يعني زكاها) ومنها مثلاً الفساد حتى صار الواحد المؤيد المبايع يشوف حالو إنو هو أمين مستودع ما و "عم يصرلو" يعني عم يصرلو يسرق ويختلس لإن هاي ما بتصير لمين ما كان. وكمان من القيم اللي كان يتباها فيا الناس أو جماعة التطبيل والتزمير وإلى الأبد إلى الأبد يا حافظ مدري بشار الاسد إنو فلان بيقول "ابن عم مرة خال عمي مستلم مدرو شو بالمخابرات" وإنو حدا بيعيّر فلان من الناس "شكلك درويش ياحرام ماعندك واسطة" أو بيشوف حالو عليه فبيقلو "أنا من ضيعة قريبة عالقرداحة فيا واسطات عقفا مين يشيل" الخ المهم بعدو مو هاد موضوعنا لإن هدول كلهم مانون معارضة.

المعارضة التقليدية اللي صرت بعدين كهفية أو مستحاثية كونت قيم مجتمعية بديلة وبعيدة كتير عن قيم النظام الحاكم بس مع ذلك مانها يعني القيم المناقضة تماماً يعني مثلا ما كان حدا يشوف حالو بين جماعة المعارضة إنو يعني فلان ديمقراطي أكتر من فلان أو فلان ليبرالي أكتر من فلان ولاحتى فلان عندو منشورات ومقالات وكتب أكتر من فلان! لا أبداً هاد كلو قليل الأهمية في المسلك "النضالي". يعني إذا بدك احكيلك عن تراتبية القيمة المجتمعية في مجتمع المعارضة فهي مثلاً إنو فلان انحبس 14 سنة شغلة كبيرة يعني هو بيضل أدنى رتبة من عقيد المعارضين الركن رياض الترك والعقيد شرف ميشيل كيلو بس يعني منيح كمان مانون قلال 14 سنة سجن من دون محاكمة أو مع محاكمة أحيانا بس يعني هدول إذا بيتواجد بيناتهم واحد غر مسجون شغلة سنتين تلاتة بحيازة مجلة أو منشور معارض أو منشور أو مجلة تبع جمعيات حقوق الإنسان فهاد يعني من تلقاء ذاتو بيسكت بالاجتماع لإن ما بيكون إلو عين يحكي بوجود خريجي فروعة المخابرات والأقبية ودهاليز العالم الأسفل.

شيلك من التراتبية القيمية القائمة على عدد سنوات السجن والتعذيب في عندك مثلاً معارض موقع على وثيقة اعلان دمشق مثلاً أو مشارك في صياغتها وتحريرها (ويلاه ويلي) أو موقع على شي عريضة عالانترنيت للمطالبة مثلاً بخروج القوات السورية من لبنان ( يالطيف تلطف و سترك يا هالرب) فهاد بيكون في عنصر مخابرات بدك تقول مرافقة دائمة فهاد يعني كان بيشوف حالو على ناس من عامة المعارضة يعني ماعندهم مرافقة أمنية بتسجل وين راح ووين اجا ومين زارو ومين زار وايمتى فات عالدار الخ. حتى أنا شخصياً بعرف واحد كان بدك تقول من كبار قيادات المعارضة التقليدية الكهفية الاستحاثية وكان مراقب دائماً بس بلغة علم نفس المعارضة يعني "كان عندو مرافقة" متلو متل معاون رئيس فرع مخابرات بس المهم هاد المعارض الكبير كان يعرض حالو لنقد ذاتي بناء ويقول بمزح "أنا ما بروح لعند معارضين ماعندون مرافقة" يعني بمامعناه إنو هوي مالازم يشوف حالو على بقية المعارضين لإنو في عنصر أمن عم يراقبو ويعدلو خطواتو أما هنن فمعارضين قليلي الأهمية عند النظام الحاكم لدرجة إنو مو مسستاهلين عنصر أمن واحد يراقبهم.

غيرو غيراتو في عندك اذا واحد معارض استدعاه فرع أمن و رجع يعني هيك بعد شغلة كم يوم هاد بيكون عندو معضلة إنو كيف بدو يقنع رفاق العمل النضالي إنو هوي هيك طلع من دون ما يطالعوه لإن رضي يتعاون معهم ويبلغ عن رفاقو يعني باختصار كان كا مابتاكل قتل أكتر وبتنسجن أكتر فإنت معارض ترفع لك القبعات وبيعلى مقامك في مجتمع المعارضين.

#رامي_الابراهيم (هاشتاغ)       Rami_Ibrahim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل