أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التميز في رواية -آخر نزيل- هاني الريس














المزيد.....

التميز في رواية -آخر نزيل- هاني الريس


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


قليلة الأعمال الروائية العربية التي تدخلنا إلى نفسية بطل الرواية، خاصة إذا ما كان يعاني من مرض نفسي، وهذا يعود إلى أن مثل هذا الدخول يحتاج إلى معرفة بالأمراض النفسية وأثارها على المريض وكيف يمكنه أن يتصرف، كما أننا نجد شح في الأعال الرواية التي تتحدث عن علاقة حب بين أشخاص ينتمون لديانات مختلفة، في رواية "آخر النزلاء" نجد هاذين الأمرين، فالرواية تتحدث عن "جوزيف" المريض نفسية، وأيضا عن علاقته "بآمنة" المسلمة، وعلاقة "علي" المسلم ب"كارول" المسيحية، حتى أن السارد يرسم لنا أثر هذا الحب من خلال ما قاله علاقته ب"أمنة": "لم نكن نهتم بمن يرانا من الناس أو بالأحكام التي يطلقونها علينا...كنت أحب النبي محمد (ص) ودائما ما كنت أدفعها للجنون لكي تلكمني عنه لكنها كانت تطلب مني أن أخبرها أكثر عن عيسى اليسوع، لقد علمتني صلاتها وعلمتها صلاتي، وكنا نصلي سويا إلى أرواحنا لكي يدوم حبنا أكبر وأكثر، كنت أصلي خلسة دون أن تدري آمنة أن أصبح كاتبا حقيقيا وأن أتلو على مسامعها نصوصي" ص181، في هذا المقطع نجد أكثر من مسألة، الحب يوحد البشر ويجعلهم أكثر قربا من بعضهم، كما أنه يزيل الفروقات والتباينات الدينية فيما بينهم، ويجعلهم منسجمين رغم تبانين الدين، فالحب قادر على إزالة كل المعيقات أمام أفراد المجتمع، كما نجد المرض النفسي عند "جوزيف" الذي (نسى) أنه شخصية رواية وليس كاتب الرواية.
وإذا ما تقدمنا من أحداث الرواية، سنجد أن "جوزيف" يقدم على قتل الطبيب النفسي "سليم" ثم يذهب بنفسه إلى الشرطة ويخبرهم بأنه الفاعل، وبما أنه ذهاب وسليم نفسه لم يكن (منطقيا) ودون ضغوطات وهذا يعطي إشارة إلى حالته النفسية غير السوية، فالإقدام على القتل والاعتراف يشير إلى مرضه.
السرد
ونجد علاقة السرد الذي بدأ بصيغة السرد الخارجي، السارد العليم، والعليم جدا، حتى أنه قدم مشهدا بدا فيه السارد وكأنه يعلم ما هو داخل نفسية "جوزيف": "لاحظ جوزيف آثار الدموع التي ذرفها صديقه علي المسكين على الرسالة، كانت تبدو مثل برهان على قسوة الاغتراب والبعد عن حض الأم" ص71، فمثل هذه المعرفة الخارقة، جعلت السارد الخارجي يتنحى جانبا، ويعطي دفة السرد "لجوزيف" ليكمل الرواية وباعتقادي أن (الكاتب/السارد) كان عليه أن يعطي "جوزيف" فصول الرواية الأربعة ليروها كاملة، لكن يبدو أن وجد (صعوبة) في أعادة صياغة وكتابة فصل كامل مكون من سبعين صفحة، مما جعل الفصل الأول يأتي (شاذا) عن بقية فصول الرواية التي رواها "جوزيف"
الصورة
بما أن الرواية تحدث عن شخصية "جوزيف" المريض نفسيا، وبما أن هناك أحداث قاسية أقدم عليها الطبيب "سليم" الذي تعامل مع أبنه "سمير" بقسوة بعد أن أخذ من زوجته أبنها الوحيد وتركها دون ابن، فكان لا بد من وجود مخففات تحد من قسوة الشخصيات والأحداث، من هنا نجد مجموعة من الصور الأدبية أوجدها السارد، منها: "وكان يشعر بالحب تجاه كل شيء ثابت، وكل ما يتحرك بالسواء، لذاك العصفور الصغير الذي يرمي ألحانه بطريقة عشوائية لتتشكل منها ترانيم موسيقية رائعة تصلح لتكون معزوفة بيانو، لذلك الهواء الرطب الذي يداعب أوراق الأشجار الخريفية بطريقة سلسة كأنه يداعب محلوبته، لذلك الموج الذي يبدو كأنه يتنفس الصعداء عند هبوب الرياح" ص30، مثل هذه الصورة تجعل القارئ يتماهي مع النص مستمتعا بما فيه من لغة وطبيعة وأنوثة تخرجه من حالة الاغتراب التي يمر بها بطل الرواية: "تقدم ودخل المنزل أثناء مروره بالمطبخ استنشق جوزيف رائحة الغياب القاتلة من المكان" ص50، فهنا تم استبدال رائحة الطعام براحة الغياب، وبما أن الحديث متعلق بالمطبخ وما يبعثه من روائح تثير شهوة الأكل، فبدا تحويل تلك الروائح المثيرة إلى روائح (متعبة) أفضل تعبيرا عما يمر به بطل الرواية.
هفوات مطبعية
هناك بعض الهفوات في الرواية، مثل ما جاء في هذه الفقرة: "تابعت كارول والدموع تنهار من عينيها" ص177، والمفترض أن تكون "ماريا" شقيقة "جوزيف" وليس "كارول" وهناك حرف "ظ" زائد في الفقرة رابعة السطر الرابع من الصفحة 166.
الرواية من منشورات الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى 2018.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد القراءات في -عبق الريحان قصائد هايكو- ميسر أبو غزة
- التراث والمعاصرة في كتاب -ثمرة الأصحاب- مأمون دويكات
- التماهي في قصيدة -يحيا يحيى- لعصام الأشقر
- الشكل والمضمون في -آه يا وطني الكتاب الثاني- محمد حافظ
- الثلاثة العظام
- حداثة الطرح الديني في كتاب -تأويل المُأول- سعادة أبو عراق
- المعركة في ومضة -وتوضأوا- سامح أبو هنود
- اللغة وسخونة الحدث في قصيدة -محللون- مأمون حسن
- أهمية الأدب في كتاب وعليكم السلام سمير صنبر
- الخريفية في قصيدة صفراء سامي البتجالي -صفراء
- النكسة في رواية -آه يا وطني- محمد حافظ
- الأسرى في رواية -الزنزانة رقم 7- فاضل يونس
- الواقعية وإيجابية الفلسطيني في رواية -دائرة الفرح غير المكتم ...
- حقيقة الاستعمار في كتاب -الثقافة الاستعمارية والألم البشري-[ ...
- نسيم خطاطبة ديوان سديم الحياة
- تألق اللغة وأهمية المضمون في -ذكريات الزمن الآتي- كميل أبو ح ...
- قسوة المرأة في قصيدة -كيف أنسى- لقمان شطناوي
- الواقع الثقافي في كتاب -فتنة الحاسّة السادسة- تأمّلات حول ال ...
- المكان والمجتمع في المجموعة القصصية -ديكور شخصي
- أثر الحرب في مجموعة -قمر 14- أصيل عبد السلام سلامة


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التميز في رواية -آخر نزيل- هاني الريس