أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أهمية الأدب في كتاب وعليكم السلام سمير صنبر














المزيد.....

أهمية الأدب في كتاب وعليكم السلام سمير صنبر


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


أهمية الأدب في كتاب وعليكم السلام
سمير صنبر
أجزم أن الأدب أهم وسيلة لتوثيق حالنا، فبعد أن تعبنا/زهقنا من التحليلات السياسية والاجتماعية، والتقارير الإخبارية والصحفة، نتقدم من الأدب لما فيه من جمال وما يحدثه فينا من متعة، حتى لو كانت من خلال اللغة أو الشكل الذي قدم به، لهذا تجدنا ننحاز للكتب الأدبية أكثر من السياسية أو النظرية، في كتاب "وعليك السلام" نجد موضوع/أحداث/مادة واقعية مؤلمة، لكن بشكل أدبي ساخر، ومن خلال صيغة أدبية قريبة من القصة القصيرة، وبهذا يكون الكاتب قد قدم الواقع البائس بشكل جميل وبطريقة ممتعة، بمعنى أنه أزال أثر قسوة الأحداث، وجعل القارئ يستمتع بما قدم له.
في أول الكتاب يخبرنا القاص عن العماد الذي جاء إلى السويد ليعقد صفقة سلاح، لكن هذا العماد يريد أولا أن يكتشف النساء السويديات، خاصة بعد أن سمع عن (التحرر) الموجود في السويد، ينصحه القاص بعدم الذهاب إلى شارع معين، لأن من فهم هن من المومسات اللواتي يسرق الزبائن، ورغم هذه النصيحة، إلا أنه يذهب ويأتي بأحدهن إلى الفندق الذي يقيم فيه، فتقوم بسرقة محفظته وما فيها من أوراق متعلقة بصفقة السلاح، فالمصيبة ليست في المال الموجود في المحفظة، بل في الأوراق التي فيها، مما يجعل الكاتب يتعاون مع أحد الصحفيين، ويتم جلب المومس التي تعيد له المحفظة وما فيها.
طبعا مثل هذه الحدث مؤلم وقاسي، ليس على العماد فحسب، بل على القارئ الذي سيصاب بخيبة أمل من هذا القائد، لكن الحدث جاء من خلال صيغة أنا السارد، وبصيغة أدبية شيقة، جعلت القارئ يتفاعل مع الأحداث، وهذا (أنساه) عدم أهلية العماد.
وعن أثر الهزيمة 67 يقول في قصة "شروط الغزل":
"فتاة هولندية تعودت أن تلتهم سندويش الغذاء تحت مكتبي، حدثتني عن مشكلتها العاطفية في ذلك اليوم من أيام حزيران1967 بعد حرب الأيام الستة، فقد غمزها سكرتير سفارة عربية.
سألتها أن تصفه لي فقالت: إنه طويل، أسمر، وسيم، عيناه سوداوان، باسم الوجه واثق الخطوة يمشى ملكا.
سألتها ما هي المشكلة إذا كان يعجبها إلى هذا الحد/ فأجابت بهلع بريء:
ـ مهزوم.. ويغمزني؟!" ص104، هذا القصة تكفي لتدين كل العرب بصرف النظر عن بعدهم أو قربهم من فلسطين، فالفتاة تتساءل: كيف لمهزوم أن يفكر بالحب، أليس من الأولى أن يفكر في رد اعتباره وتحقيق النصر على عدوة، فالمهزوم لا يحق له أن يعيش، وعلى النساء رفضه حتى لو كان (دون جوان) نفسه.
وعن (مخازي) الرجال في الخارج يقول في قصة "دخان في الهواء": "اكتشفت أدارة مطار فرانكفورت أن أكثر الأشياء فقدانا هناك هي محابس الزوجية" ص13، وهذه إشارة إلى الخيانة الزوجة، فالرجال لا يريدون من النساء الأخريان أن يعرفن أنهم متزوجون.

الرمز
ولم يقتصر الأمر على الأحداث الواقية، بل تعداها إلى الرمزية، وإلى القصية القصيرة: جاء في قصة "بلبل وسيدة"
"بلبل نشط كان يعيش مع سيده أصيبت بأزمة قلبية، فهرع إلى بيت الطيب الجار، وأخذ ينقر وينقر أكثر من ساعة على الشباك إلى أن فتحوا له وفهموا عليه وأسرع الطبيب للنجدة.
المرأة أنقذت.
والبلبل مات من كثرة النقر" ص12، نلاحظ أن القصة حديثة جدا، رغم أن الكتب صدر في عام 1985، قبل انتشار النت والفضاء المفتوح الذي ساعد على إيجاد أدب الومضة والتكثيف، فمثل هذه القصة مثيرة في حجمها، في فكرتها، وفاء الطير.
وجاء في قصة "تعاون المجانين":
"زار أحد الأطباء مستشفى كبيرا للأمراض العقلية، ولفت نظره العدد المحدود جدا للمشرفين، وعلى الرغم من العدد الكبير للمرضى، فسأل المدير:
"ألا تخشى أن يجتمع المرضى عليكم؟
وبهدوء الواثق أجاب المدير:
ـ أبد... فلا تعاون بين المجانين!" ص28، اللافت في هذه القصة أنه تقودنا إلى المنطقة العربية، وكيف أن دول مثل (إسرائيل) تتحكم في 22 دولة عربية، أليس حال هذه الدول كحال المجانين!؟
ويقول في قصة أين حدث هذا":
"ثلاثة لصوص اقتحموا سيارة ولم يستطيعوا الانطلاق بها مع أن المفتاح كان ففي داخلها.
وبعد أن دفعوا السيارة حوالي الكيلومتر، أوقفهم البوليس وفتح الغطاء الأمامي، ليكتشف الجميع بأن لصوصا سابقون قد سرقوا المحرك!" ص44، في هذه القصة نجد الحيرة، الصادمة، الدهشة، من غباء اللصوص، وإهمام البوليس الذي لم يلاحظ سرقة المحركة من السيارة قبل أن يسرقها اللصوص.
"بلا عنوان" من القصص الساخرة، جاء فيها:
"ما كاد خبر وفاة أحد النواب يذاع، حتى هرع أحد السياسيين إلى رئيس الوزراء، وقال له:
ـ أريد أن آخذ مكان النائب المرحوم.
فتأمله الوزير طويلا ثم أجابه ببرود:
ـ أنا لا مانع عندي، أنما الأفضل أن تراجع مدير المقبرة" ص79، فمثل هذه القصة تبين انتهازية السياسي، وأيضا تحمل فكرة أن النائب لم يمت موتا طبيعيا، بل يمكن أن يكون (موته مدبرا).
في آخر الكتاب ينقل لنا مشاهد ساخرة سماها: "عبقرية الفشل" من هذا المشاهد:
وأفشل ناطق رسمي للمنجمين والمبصرين كان ذلك الذي تكلم باسم مؤتمر لهم عقد في باريس ورد على سؤال عما إذا كان سيعقد مؤتمرا آخر في العالم المقبل بقوله: لا ادري" ص109.
وأفشل مصور هو ذلك الذي خبأ رجل في غرفة النوم لكي يلتقط صورة زوجته مع رجل آخر تمهيدا للطلاق، فعاد ومعه صورة للشباك" ص109.
"أما أفشل محاولة هرب من السجون فتلك التي قام بها مكسيكيون سنة 1975 فقد حفروا خلال ستة أشهر نفقا خرجوا منه إلى باحة المحكمة" ص110، اللافت في هذه المشاهد أنها مختصرة، وتعطي فكرة عن حجم (الفشل) الذي حصل ويحصل لكل من لا يتقن عمله، ولا يخطط له، أو لا يراجع ذاته ويعدل مساره.
الكتاب من منشورات دار الأفق الجديد، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1985.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخريفية في قصيدة صفراء سامي البتجالي -صفراء
- النكسة في رواية -آه يا وطني- محمد حافظ
- الأسرى في رواية -الزنزانة رقم 7- فاضل يونس
- الواقعية وإيجابية الفلسطيني في رواية -دائرة الفرح غير المكتم ...
- حقيقة الاستعمار في كتاب -الثقافة الاستعمارية والألم البشري-[ ...
- نسيم خطاطبة ديوان سديم الحياة
- تألق اللغة وأهمية المضمون في -ذكريات الزمن الآتي- كميل أبو ح ...
- قسوة المرأة في قصيدة -كيف أنسى- لقمان شطناوي
- الواقع الثقافي في كتاب -فتنة الحاسّة السادسة- تأمّلات حول ال ...
- المكان والمجتمع في المجموعة القصصية -ديكور شخصي
- أثر الحرب في مجموعة -قمر 14- أصيل عبد السلام سلامة
- المرأة والمجتمع الذكوري في رواية -غربة- فوزي نجاجرة
- الأم في كتاب -مدللة، أنا فقير وبدي أصير- أبو علاء منصور
- الشاعر والقصة في -أم ثكلى- علي البتيري
- السيرة في -للقضبان رواية أيضا- حسين حلمي شاكر
- الشعرية والمباشرة في قصيدة -الأفول- مأمون حسن
- لفلسطيني والمكان في رواية -اليركون- للكاتبة صفاء أبو خضرة:
- أثر المرأة في -أريد أن أقتل الحزن- جواد العقاد
- على هامش ملتقى فلسطين السابع للرواية العربية
- قسوة الشخصيات والأحداث، وفنية التقديم في رواية -ثنائي القطب- ...


المزيد.....




- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية
- رحلتي الخريفية إصدار جديد لوصال زبيدات
- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أهمية الأدب في كتاب وعليكم السلام سمير صنبر