أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيري فرجاني - الليبرالية في مواجهة الأصولية














المزيد.....

الليبرالية في مواجهة الأصولية


خيري فرجاني

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة اشكالية حقيقية تواجه الفكر العربي المعاصر، خاصة في مجال المصطلحات المتعلقة ببعض الموضوعات الهامة مثل: "التنوير، والعصرنة، والعلمانية، والليبرالية، ونظرا للابتعاد عن المنهج الصحيح في التعامل مع المصطلحات، تأثرت عدة مصطلحات بتشوهات وخرج البعض الآخر عن نطاق مدلولها الصحيح، وحدث كثير من الخلل والخلط بين المصطلح ومفهومه. لا سيما، في المصطلحات المنقولة عن الغرب، أو المتنازع عليها بين الفكر الغربي المعاصر والفكر الأصولي المتمثل في جماعات الإسلام السياسي، أو بمعنى أدق الجماعات السياسية الإرهابية المتأسلمة. إذ يحاول، الأصوليون أن يصوروا أن الليبرالية هي تنحية للدين، وحرية تصل إلى حد الإنحلال الأخلاقي والمجون، أو أن تكون هناك نوادي للعراة، أو اختلاط بين النساء والرجال دون أدنى ضابط. أي، تحلل تام من كل قيد ديني أو أخلاقي.
إذن السؤال الحاكم هنا.. ما معنى الليبرالية، وهل صحيح أن الليبراليين أعداء لكل عقيدة أيا كانت، وأن التحرر معناه الحرية الجنسية، وأن حياة الليبراليين هي حفلات مجون وجنس جماعي، الواقع أن هؤلاء الأصوليون لا يدركون حقيقة الليبرالية لأنهم لا يرون إلا الجانب الجنسي منها، نظرا للهوس الجنسي الناتج من الثقافة القمعية الآتية من دول متصحرة، وحيث ان رجال الدين لا يتحدثون إلا عن الجنس بشكل غير طبيعي، وبشكل منفر. وليس صحيحا على الإطلاق أن الليبرالية هي تنحية للدين، أو تجرد من الملبس، أو إنحلال اخلاقي.
فالليبرالية تأتي من كلمة ليبرالي"liberal"، وهي مشتقة من كلمة"liber"، اللاتينية، والتي تعني حر، والمصطلح يشير إلى معاني مثل: التحرر، والديمقراطية، أو الأفراد الأحرار..إلخ. وإصطلاح الليبرالية نفسه "liberalism" يشير إلى توجه فكري أو سياسي أو إقتصادي يقوم على أساس الحرية، فالحرية إذن: هي القيمة الأسمى في هذه الإيديولوجية.، ومعني الحرية كما جاء في دائرة معارف القرن العشرين، أن الناس يولدون أحرارا ويجب أن يبقوا أحرارا فكل انسان حر في عمله واعتقاده الا فيما حدده القانون من الاعمال التي لايجب اقترافها.
توقف الطهطاوى أمام كلمة (Libre) فترجمها بمعنى "حر" واشتق منها "حرية."
وفى قاموس أكسفورد: ليبرالى تعنى متفتح الذهن، عقلانى، غير متعصب، منحاز للديمقراطية، يرفض المسلك البربرى. فيما يرى الدكتور مراد وهبة: أن الليبرالية تعني الحرية وهي أساس التقدم، وتعارض السلطة المطلقة سواء أكانت دنيوية أم دينية. ومن ثم، فإن الليبرالية تهدف إلى وضع قيود على سلطات الهيئة الحاكمة، وإحترام الحريات الفردية، والفكرية، وسيادة القانون. فالمجتمع الليبرالي الحر تكون السيادة فيه للقانون، الذي يحمي حرية وحقوق الأفراد، والأفراد في المجتمع يحترمون القانون ولا يخضعون لسلطة أي فرد من أفراد الهيئة أو السلطة الحاكمة.
نخلص من ذلك، أن هناك ثلاث مبادئ رئيسة هي: سيادة القانون، الحرية الفردية، تقييد نفوذ السلطة الحاكمة. وهذا يعني تقييد فرصة أن تطغى الحكومة، أو أن تقمع حريات الأفراد، أو أن تفرض حكم ديكتاتوري فردي، أو أن تتعدى على حرية أو حقوق أي فرد، فالسيادة هنا ليست لها وإنما للقانون. وهذا القانون تم سنه وتشريعه من أجل حماية حقوق وحريات الأفراد. هذا، وتتعدد الإتجاهات الليبرالية كالليبرالية الإقتصادية، والليبرالية السياسية، والليبرالية الثقافية. لكن يبقى الأساس الرئيس الحاكم لكل هذه الاتجاهات هو الحرية. فأساس الإيديولجية الليبرالية هو الحرية، فهي شئ مقدس وحق طبيعي لكل إنسان وأي محاولة لسلب الإنسان حريته فهي غير مقبولة فكل إنسان حر مادام لا يتسبب في ضرر أو أذى الآخرين.
والحرية بصفة عامة وحرية الاعتقاد بصفة خاصة، هي أساس رئيس نصت عليه الأديان، فـكل انسان حر في إختيار عقيدته وأفكاره ولا أحد يملك الحق في التحكم فيه، حيث ان حرية الإعتقاد ليست خاصة بالليبرالية وحدها. لكن، لَم تسلم الأديان من عبث أيادي البشر بها، ليس لاختلاف الرؤى حول تشريعاتها ومضامينها فحسب، بل العبث بأهدافها الأساسية وتحوير مقاصدها عن نهجها الصحيح. حيث ان سطوة الأديان، أو سطوة رجال الدين تطول الحرية الفردية وتكاد تطوقها، دون النظر إلى القاعدة الهامة والرئيسة في حرية الاعتقاد.



#خيري_فرجاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود عساف مؤسس مخابرات الإخوان:
- أهمية توطين صناعة السفن في مصر:
- الأطر المحددة لبنية النظام العربي
- أهم التحديات التي تواجه المنطقة العربية
- استراتيجية استشراف المستقبل العربي في ظل التحديات الراهنة
- العلاقة بين صولية الدينية والرأسمالية الطفيلية:
- أهمية الوحدة العربية في ظل التحديات الراهنة:
- صورة الله في المخيال الأصولي:
- طه حسين رائد التنوير
- الأصولية ووهم الخلافة -من البنا إلى البغدادي-:
- إشكالية علاقة المثقف بالسلطة في المجتمعات العربية:
- دور الإصوليات الدينية في إدارة الصراع السياسي:
- مبدأ تكافؤ الفرص:
- تأثير الحرب في غزة على الاقتصاد المصري:
- مفهوم دولة القانون
- دور الإسلام السياسي في نشر خطاب الكراهية
- اللوبي الإخواني داخل أوروبا:
- جدلية الفكر والتكفير
- الأمن الغزائي العربي في ظل التحديات الراهنة
- أهمية التكامل الاقتصادي العربي


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيري فرجاني - الليبرالية في مواجهة الأصولية