أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري فرجاني - العلاقة بين صولية الدينية والرأسمالية الطفيلية:














المزيد.....

العلاقة بين صولية الدينية والرأسمالية الطفيلية:


خيري فرجاني

الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أشار الدكتور مراد وهبة إلى أن ثمة صلة وثيقة بين الأصولية الدينية والرأسمالية الطفيلية، ولكن متى وكيف نشأت الرأسمالية الطفيلية في مصر، وما هي علاقتها بالإصولية الدينية ؟
نشأت الرأسمالية الطفيلية فى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى، وذلك مع ظهور قانون الانفتاح الاقتصادى فى عهد الرئيس السادات، والذى نص على مسألة الاستيراد بدون تحويل عملة، وذلك يعنى ان البنوك غير مصرح لها التعامل فى العملات الأجنبية، ما أنشأ السوق السوداء، فأدى ذلك إلى تكوين اقتصاد رسمى (دولة) واقتصاد غير رسمى (الرأسمالية الطفيلية) ومن تبعات هذا الأمر كانت انتفاضة الشعب فى يناير 1977، التى سميت آنذاك (انتفاضة الحرامية) وكانت نوعا من التمرد على هذه العلاقة غير المتكافئة بين الاقتصاد الرسمى وغير الرسمى، واستمر الوضع على هذا الحال إلى أن اغتيل الرئيس السادات.
واعتبر وهبة الرأسمالية الطفيلية ضد المسار الحضارى، كونها لاتنتج ولكنها تستهلك فقط فى اتجاهات غير مشروعة، وتعتبر شركات توظيف الأموال جزء من الرأسمالية الطفيلية، لأنها انشأت مسار آخر مضاد للمسار الاقتصادى واقامت علاقة عضوية مع الأصولية الدينية، من جهة والرأسمالية من جهة اخرى.
وقد تزامن ذلك مع الإفراج عن جماعة الإخوان المسلمين وعودتهم للعمل العام وتم دعمهم من النظام لمواجهة اليسار والناصرية، وبالتالي حدث التعاون والتوافق بين الأصولية الدينية والرأسمالية الطفيلية، وكان اغتيال الرئيس السادات امر منطقى ، لأنه تعامل مع جماعة الاخوان المسلمين، واتفق معهم لمواجهة اليسار والناصرية، ومن تبعات ذلك التوافق والاتفاق بين السادات والإخوان طالبوا السادات بدولة اسلامية، وعندما رفض السادات قتلوه.
وعندما وصل الرئيس مبارك إلى الحكم بعد حادثة اغتيال الرئيس السادت كان امامه معادلات صعبة، فرغم الإعلان عن كون جماعة الإخوان انها جماعة محظورة، لكن كانت هناك قنوات سرية بين نظام مبارك والإخوان المسلمين، والمعضلة اثناء حكم مبارك انه كان يعلن انها محظورة فى العلن ويتعامل معهم فى السر. حيث كان الحزب الوطنى الحاكم ومن خلال علاقته بالرأسمالية الطفيلية والأصولية الدينية استطاع أن يعقد صفقات سرية بين النظام والإخوان، بينما في المقابل كان النظام ينهى على طموح الشباب، فلم يعد الشباب قادر على الزواج أو العمل، وبالتالى لم يعد أمام هؤلاء الشباب بعد أن سدت أمامهم كل الطرق إلا أحد طرق ثلاثة، أن تعاطى المخدرات أو الانخراط فى سلك الأصوليات الدينية أو الهجرة خارج البلاد.
في ظل هذا الوضع فلا أمل في الخروج من هذه الأزمة إلا بتطبيق الديمقراطية، ويحدد مراد وهبة مكونات الديمقراطية بأربعة عناصر رئيسية، هي: العلمانية، وتعني التفكير النسبى فيما هو نسبي والتفكير المطلق فيما هو مطلق، والتنوير يعنى تحرير العقل من كل سلطة ماعدا سلطة العقل نفسه، والمكون الرابع وهو الليبرالية، وهي تعني أن سلطان الفرد فوق سلطان المجتمع، واخيرا فإن صندوق الانتخابات يأتى كوظيفة إحصائية فى نهاية المطاف بعد المكونات الأربعة، ليقول ان الاحزاب شاركت بنسبة كذا.
وفى مصر فإنه لاتوجد المكونات الاربعة للديمقراطية وخاصة العلمانية، والحل هو الابداع خارج الصندوق، وهذه هى الازمة التى يواجهها اى مجتمع خالى من العلمانية. فقد وجدنا صندوق الإنتخابات بعد خروج الشباب فى 25 يناير 2011، يأتي بالإخوان للحكم ليستولوا على السلطة بنتائج الصندوق الإنتخابي وليس بالديمقراطية الحقيقية، ومن ثم ثارت الجماهير مرة اخرى فى 30 يوليو 2013م، لكن ماينقص الثورة هو النخبة المثقفة التي تقود المجتمع، فحتى الآن مازالت النخبة المثقفة غير فاعلة، وغير حاضرة في المشهد. فعندما طالب رئيس الدولة بتجديد الخطاب الدينى لم يجد هناك ظهيرا من النخبة الثقافية في مصر،ولكنه واجه معارضة شديدة، اذن اين النخبة التى تساند وتعضد دعوة القيادة السياسية بتجديد الخطاب الدينى، ومن ثم ستظل الإشكالية هنا فى النخبة، وليس فى رغبة رئيس الدولة.
فإننا نقيس مدى تقدم الثقافة او تخلفها بمدى اقترابها من المسار الحضارى العقلانى او بعدها عنه، واذا اقتربت الثقافة من المسار الحضارى العقلانى، نقول انها ثقافة عقلانية ومتحضرة، واذا تخلفت بمعنى انعدام تواصل المسار الحضارى نطلق عليها بإنها ثقافة متخلفة، وبهذا المعيار يمكن ان نحكم على ثقافتنا الحاضرة بعد أن صبغتها الأصولية الدينية بالخرافة واللا عقلانية حتى اصبحت ثقافة متخلفة عن المسار الحضارى. بعد أن كان تاريخنا وحضارتنا ملئ السمع والبصر ولايمكن أن تًنسى على مر الزمن.



#خيري_فرجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية الوحدة العربية في ظل التحديات الراهنة:
- صورة الله في المخيال الأصولي:
- طه حسين رائد التنوير
- الأصولية ووهم الخلافة -من البنا إلى البغدادي-:
- إشكالية علاقة المثقف بالسلطة في المجتمعات العربية:
- دور الإصوليات الدينية في إدارة الصراع السياسي:
- مبدأ تكافؤ الفرص:
- تأثير الحرب في غزة على الاقتصاد المصري:
- مفهوم دولة القانون
- دور الإسلام السياسي في نشر خطاب الكراهية
- اللوبي الإخواني داخل أوروبا:
- جدلية الفكر والتكفير
- الأمن الغزائي العربي في ظل التحديات الراهنة
- أهمية التكامل الاقتصادي العربي
- العقد الاجتماعي


المزيد.....




- TOYOUER EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ا ...
- أنس بيرقلي: الإسلاموفوبيا في المجتمعات الإسلامية أكثر تطرفا ...
- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري فرجاني - العلاقة بين صولية الدينية والرأسمالية الطفيلية: