حرية التعبير في الغرب

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 20:16
المحور: حقوق الانسان
    

يمكن تلخيص واقع حرية التعبير في الغرب على النحو التالي:
للجميع الحق في التعبير عن أرائهم بما لا يتناقض مع الإجماع السياسي، الذي تخلقه، بواسطة الأعلام، النخب السياسية المتنفذة بتوجيه من النخب الأقتصادية المتشابكة في علاقات متبادلة مع نظيراتها في المجتمعات الغربية. ما يخرج عن هذا الأجماع ممنوع ويعاقب مرتكبه.

لذلك لكل أنسان الحق في أنتقاد أداء النخب والهيئات السياسية بمختلف مستوياتها، وكذلك أنتقاد الأيديولوجيات والفلسفات والأديان بما فيها اليهودية والمسيحية والأسلام.

يحق لك حرق الكتب التي يقدسها المؤمنون بمختلف عقائدهم الدينية، خاصة القرآن، أمام أعين المؤمنين به، لكن لايحق لك أنتقاد الصهيونبة، لأن أنتقادها معاداة للسامية، ومعاداة السامية لا تشمل العرب الساميين، فانتقادهم والحط من قيمتهم مباح ويدخل في صلب حرية التعبير.

كما لا يحق لك أنتقاد المثلية الجنسية أو عمليات التحول الجنسي، فهذا لا يدخل في إطار حربة التعبير، إنما هو مناهضة للحريات وحقوق الأنسان.

لا يحق لك أيضا الحديث عن أضطهاد الروس في أوكرانيا عقب "الثورة البرتقالية" أو الأشارة إلى أن ذلك كان من أسباب الصراع الدموي في أوكرانيا فهذا ترويج ملعومات مضللة لصالح الدكتاتور بوتين والبرابرة الروس. أما الأشارة الى حق تقرير المصير للأقاليم ذات الأغلبية الروسية في لأوكرانيا فمحرم لأنه يشكل أنتهاكا لسيادة وأستقلال بلد معترف به من المجتمع الدولي.

في المقابل ليس من حقك الجدل فيما إذا كان تدخل الناتو في يوغسلافيا وتفتيتها قد شكل أنتهاكا لسيادة دولة معترف بها من المجتمع الدولي، بل هو دعم لحق تقرير المصير، لشعوب يوغسلافيا السابقة بمختلف الوسائل بما فيها العنف.

أما أخطر الأمور فهو أن تتوهم أن مبدأ حق تقرير المصير ينطبق على الشعب الفبسطيني وترتكب حماقة القول أن للشعب الفلسطيني الحق في مقاومة الأحتلال الإسرائيلي، بمختلف الوسائل بما فيها العنف، فهذا دعم للمنظمات الأرهابية الشريرة. وستوصم بدعم الأرهاب.

وليس من حقك المطالبة بوقف عمليات التهجير القسري تحت طائلة الأبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين في غزة ومنع وصول الماء والغذاء والدواء لمليونين ومئتي الف مدني، فاسرائيل تمارس حق الدفاع عن النفس ضد الأرهابيين. كما ليس من حقك المطالبة بهدنة أنسانية ناهيك عن المطالبة بوقف لأطلاق النار، فهذا يشكل إعاقة لحق إسرائيل في إقتلاع الإرهاب، ومساعيها النبيلة لحمل الفلسطينيين على رد شيء من الحميل، والتعبير عن الأمتنان لها لمواصلتها أحتلال أراضيهم على مدار أكثر من خمسين عاما، رغم حسائرها من أعمال الأرهاب التي تتوهم أنها مقاومة مشروعة. وإن أنت طالبت بوقف المفارم البشرية كما فعل طلاب الجامعات الأمريكية فأنت معاد للسامية وداعم لحماس الأرهابية.

#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل